د. ناصر محمد معروف يكتب: الاحتلال يعتدي على مُصلَّى الرَّحمَة في المسجد الأقصى ويَطْمح إلى تحويله كنيساَ يهودياً فهل يستطيع؟

profile
د. ناصر محمد معروف نائب رئيس دائرة القدس رابطة علماء فلسطين
  • clock 23 أبريل 2023, 3:05:08 ص
  • eye 470
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

اعتدى الاحتلال الصهيوني على مُصلَّى الرٍَحمة في المسجد الأقصى المبارك قاصداً تحويله إلى كنيس يهودي ليكون بذلك قد ثَبَّتَ التقسيم المكاني في المسجد الأقصى ، ومن ثَمَّ يتسنى له أنْ يَسْبَح ويتمدد أكثر ليمتلك الجزء الشرقي من شماله إلى جنوبه ويكون بذلك قد حقَّقَ مراده ولم يَتَبَقَّ إلا هدمه وإقامة هيكله المزعوم ، وإنَّ هذه الخطوة من قِبَلِ الاحتلال لو سُلِّم لهُ بها ، فهذا يعني أنَّ وصْمَة عارٍ التصقت بهذ الجيل باكمله.

إنَّ المسجد الأقصى المبارك وضَعهُ الله في الأرض قديماً ، وجعله مكاناً مُقَدَّسَاً على مَرِّ الزمان ليتَقَرَّب فيه العُبَّادُ إلى خالقهم ، وقد جرت السُنَن الكونية أن يَظَلّ المسجد الأقصى قائماً مادام أهله يتمسكُون بدينهم ويدافعون عنه ، وقد جرت السُّنن الكونية أيضاً ، أنْ يُهْدَمَ بنيان المسجد الأقصى على مدار الزمان ، عندما يُغَيِّرُ أصحاب الرسالات توجهاتهم الدينية ، ولا يُعَادُ بناؤه إلا على أيدي الصالحين المصلحين.

إنَّ ما يحدُثُ في المسجد الأقصى المبارك من اقتحامات واعتداءات لَيُظْهرُ مدى خطورة الوضع فيه ، وإن هذه الإقتحامات المُتَكَرِّرَة والاعتداءات المتواصلة ستؤتي أكُلَها في حالة واحدة فقط ، وهي: أنْ يتقاعس أهله والمسلمون عن نصرته والدفاع عنه ، وعندها سيجد الاحتلال طريقه إلى هدمه وإقامة هيكله ، أمَّا مادام المسلمون يدافعون عن مسجدهم ويرابطون فيه ، فإنَّ سُنَن الله لنْ تَتَذَلَّل للاحتلال ليتمكن من السيطرة وهدم المسجد الأقصى وإقامة هيكله المزعوم.

إنَّ الله سبحانه قَعَّدَ قاعدةً في قرآنه فقال: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) (هود:117)، وقال كذلك: (أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) (الأعراف: 165) ، وهذا القاعدة تُخْبرُنا أنَّ المصلحين وليس الصالحين والناهين عن الفساد بأفعالهم وأقوالهم لَنْ يتمكن عدوهم من تنفيذ مخططاته وتحقيق أهدافه ماداموا قائمين على الدفاع والحماية ، وسيبق المسجد الأقصى قائماً لا يُمَكَّنَ لليهود فيه مادام أهلُه يدافعون عنه ويبذلون في نصرته الغالي والنفيس ، وإنهم متى غفلوا وتقاعسوا فستجري سنة الله في تمكين العدو ، لأنه وقتها لا يستحق أهلُه حيازته ، وسيتمكنون من هدمه وتحويله إلى هيكل حتى ياتي الجيل الصالح الذي يُطِهِّرَه ويعيد بناءه من جديد.

إنها حرباً دينية على المسجد الأقصى المبارك المنتصر فيها صاحب العقيدة القوية والمتعبد المستيقن بالله أنَّ الله لن يضيع عمله مادام مرابطاً مدافعاً عن المسجد الأقصى المبارك.
 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)