د. محمد خليل مصلح يكتب: نتنياهو وحسابات غزة الخاطئة

profile
د. محمد خليل مصلح كاتب ومحلل سياسي
  • clock 2 فبراير 2025, 9:42:28 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

إن حسابات نتنياهو غير عقلانية، وهي تعكس أزمة نتنياهو وقلقه الشديد، من وقف الحرب في قطاع غزة، وأيضا تصور وجه المرحلة القادمة في الشرق الأوسط.

نتنياهو لا يعلق و لا يستمع إلى فكرة الترحيل إلى مصر والأردن، لأنها مستحيلة بعد إخفاقها تحت القصف والتدمير الممنهج لمدن غزة الحدودية بعد أن كشف أنها فكرة جاءت بحديث بين درايمر وترامب، وقد وجد ترامب فيها دغدغة عواطف اليمين خاصة سموتريتش، لمساعدته على البقاء في حكومة الائتلاف والتقليل من الأصوات الكارهة لترامب بعد الضغط على نتنياهو لتوقيع صفقة التبادل، ويتراجع سموتريتش عن سيناريو تفكيك حكومة نتنياهو.

البحث عن جبهة للاستغناء عن اليوم التالي في غزة واستبداله بجبهة أو هي اختبار عن اليوم التالي في الضفة الغربية، في النهاية المجتمع الدولي لن يقر بخطط الترحيل ولا انهيار السلطة الفلسطينية، و بحل الدولتين على الأقل نظريا.

الضفة الغربية بعد انتهاء معركة جنين وملاحقة المقاومة وتجاوز دور السلطة الأمني أو عدم الاقتناع بجدواه أو بقدرته على القضاء على تشكيلات المقاومة العسكرية، سيصل لمرحلة عدم جدوى البقاء في جنين واستمرار القتال، وإشغال الرأي العام الإسرائيلي المتطرف بالسيطرة على المناطق في الضفة الغربية وإزالة التهديد الأمني، خاصة وأن قدرة المقاومة على توسيع دائرة المقاومة الجغرافية ممكنة وأيضا نقلها إلى عمق العدو ممكنة، فلابد أن يبحث عن جبهة أخرى.

المكنة الإعلامية والخارجية الإسرائيلية تشن حملة ضد النظام الجديد في سوريا، على اعتبار أنه يشكل تهديدا استراتيجيا للكيان المحتل، ما لم يعقد بينهما اتفاقيات وتطبيع علاقات على غرار دول الجوار مصر والأردن، حتى يتمكن نتنياهو من الحديث عن استثمار ما بعد حرب غزة وتغيير وجه الشرق الأوسط ودمج الكيان الإسرائيلي في أمن المنطقة القومي بل ليصبح عموده الرئيس.

دوافع نتنياهو وغريزته القتالية تسيطر على عقله وهو يبحث عن استزاف لقوة المعارضة في داخل الكيان وتفكيكها.

واضح جدا أن اليوم التالي يشمل تهديدا كبيرا على مستقبل نتنياهو بعد تآكل إنجازات الحرب على غزة وتدمير مقومات الحياة فيها، وبقاء المقاومة خاصة حماس، التي تفاوض وتعقد الصفقة والهدنة وتشترط وقف الحرب في النهاية التي تتناقض مع شعاراته الكبيرة، ووعوده غير المنطقية.

لقد كان لقيادة جيش الاحتلال رؤية مخالفة قيادة لخطة نتنياهو وشعاراته السياسية الانتخابية وللأهداف غير العملياتية، بالقضاء على قدرات المقاومة وعقيدتها في الغزيين، واستبدالها بكيانات سياسية مستحيلة على غرار روابط القرى أو زعامات عشائرية وغيرها.

احتلال مناطق من سوريا

سيناريو سوريا خطأ استراتيجي تكتيكي لنتنياهو ستشكل عبأ استراتيجيا بفتح جبهة قتال جديدة تدافع عن ترابها المحتل ستجد أرضية خصبة وبيئة حاضنة ودعما سياسيا إقليميا ودوليا.

فعليًا، بدأت تتشكّل فصائل مسلحة لمقاومة التواجد الإسرائيلي في جنوب سوريا وهذا كان متوقّعًا حتى من قبل جهات إسرائيلية.

الخلاصة

نتنياهو يحتضر سياسيا وشعبيا والأيام القادمة ستشكل الصورة التي لا تكون فيها إسرائيل الدولة الوظيفية المصطنعة مفيدة للاستعمار، إذا استمرت على نهج نتنياهو واليمين الصهيوني المتطرف وخطر اتساع دائرة الصراع الداخلي على النظام وهوية الدولة ومحاولة سيطرة اليمين المتدين عليها وتغيير النظام السياسي فيها، ما اسميه مرحلة "الشعبوية المتطرفة".

إن المخرج هو فرض حل سياسي للصراع في المنطقة القضية والحق الفلسطيني بدولة مستقلة قابلة للحياة.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)