د. محمد خليل مصلح يكتب: نتنياهو أطلق كل العفاريت من الزجاجة ولا يمكن العودة للوراء.

profile
د. محمد خليل مصلح كاتب ومحلل سياسي
  • clock 1 أبريل 2023, 7:40:59 ص
  • eye 386
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كل الأطراف تعترف بالأزمة والتهديد الذي يضرب الكيان الاسرائيلي وكل يعرب عن خوفه وقلق وحبه للكيان لكن أيهما الصادق؟ .
التصرف بمسؤولية الطريقة التي يفتقر لها أطراف النزاع داخل الكيان الحكومة الدينية اليمينية والمعارضة في سلوك يعبر كل منهم عن الخوف من المستقبل الذي يدفع نتناول الكيان إليه لمصالحهم الشخصية؛ نتنياهو يعلق التصويت بالقراءة الثانية والثالثة على قرار تغيير لجنة القضاء وطريق تعيينات لمصلحة السلطة التنفيذية المتمثلة بالحكومة على اعتبار أنه تصرف يعبر عن مسؤولية من جانبه ورغبة في التوصل إلى حل مع المعارضة .
وحتى نفهم بعمق حقيقة ما يجري في الكيان لا بد من هذا المدخل لفهم النفسية اليهودية التي علق بها من حقبة الفيتو القلق والخوف الشديدين من أي تهديد الشعور بالقلق الدائم والخوف المحيط الخارجي والنظرة العدائية للغير؛ حيث كانت هذا الشعور درعا واقي لمجتمع اليهود ويخدم الكينونة اليهودية القومية الانتماء؛ لكن ما يجري اليوم أن هذه النظرة أو المعادلة لم تعد تخدم التصالح الداخلي بين اليهودية كدين وقومية والعلمانية بتياراتها كنظام سياسي ديمقراطي حيث لم تشهد مثل ما يحصل اليوم من صد وشقق في الجدران والوجدان والنماء وشك وقلق داخلي بين التوجهات والخلفيات والمرجعية والنوايا كل في الآخر. 
لماذا تحرك اليمين والحريديم لتغيير سلطة القضاء والانقلاب على السيطرة العلمانية عليه ليصبح بادي المرجعيات الدينية نظام الهلاخاه ؟
نتنياهو يقف وراء هذا التغيير؛ فالكيان الاسرائيلي في مرحلة تغيير هويته لأسباب ودوافع شخصية ومنها واقعية حيث يعترف الكثير بسطة المحكمة العليا وضعف السلطة التنفيذيه في قرارات وتدخلت القضاء والمحكمة العليا في أمور تنفيذية؛ لكن الحقيقة أن الشك في الدوافع هو من يحرك الرفض لمخطط نتنياهو لأن التركيز واضح على معالجات ظرفية وشخصية الملاحقة القضائية وقانون درعي 2 لاعادته رغم الاتفاق مع المحكمة بالابتعاد عن السياسة والتوزر  سبع سنوات حتى كعضو بة على جرائمه الاي قاضي عليها بهذا الحكم.
أما نتنياهو فلا شك أن ملاحقته القضائية تحتاج أن يغتال القضاء ويبطل تأثير على السياسات بهذه الطريقة تقليص صلاحيات القضاء والتحكم في طريقة التعيين.
بالعودة إلى الوراء نتنياهو بعد دفع شارون خارج حزب الليكود سيطر على الحزب عبر عن شخصية استحواذية طفولية لكنها خبيثة ثعبان يبلغ كل من يقف في طريقه.
عملية طويلة استطاع نتنياهو بها أن يثبت ويرسل قناعات انه الحامي والملك للبيت اليهودي في فترات انحاز الجماهير إلى الفكر اليميني وتبني التطرف والدين سياسيا؛ لقد استفاد من هذه الميول وحقق أكبر مدة زمنية لزعيم يحكم الكيان وبذلك أصبح يصدق نفسه أنه هو هكذا رغم أن الذين حوله يعرفون حرفيته في الكذب والتلاعب بكل الأوراق والمتأولة لأبعد حدود والمساواة ليخرج مصرا في معركة داخلية.
درس نتنياهو من الفترة التي خسر فيها الحكم لصالح لابيد بينت وتشكيل حولها لم يزد عمرها عن سنة وأربعة أشهر تقريبا كيف إلا يسمح بأن يجلس على كرسي المعارضة والخوف من السجن بسبب الملاحقة القضائية؛ لذلك استخدم نظرية التفكيك للعقد وفك حكومة بينت لبيد و قضى على مستقبل سياسيين منهم شاكيد  وزيرة الأمن الداخلي في حكومة بينت لبيد لذلك نتنياهو سوف يهدم السقف ولن يتنازل عن مخطط الانقلاب والتغيير القانوني إلا بصفقة كبيرة تحافظ على إرثه السياسي وإنجازاته للكيان وعدم المساس به قانونيا، كما صرح انه لن يتوقف لكن يهدأ النفوس حتى يتجاوز الخطر الداخلي وفقدان الأغلبية بعد تملك أعضاء من الليكود ضد مخططه؛ الوزير عميحاي الياهوفي مظاهرة اليمين قال " ليس لديه(نتنياهو )61 عضوا يؤيده الآن فهو في حاجة إلى وقت لإعادة تشكيل الليكود المنهار" وهذا في رأي نتيجة إقالة غالانت كوزير للجيش .
نظرية التهويل
كان دور الإعلام إثارة الخوف والقلق كأداة لتوجيه اتخاذ لقرارات عند السياسيين وخاصة نتنياهو وحكومته لكبح مخطط التغيير؛ انهيار الكيان مسألة كبيرة و حساسة وليست هنية أن لم تتظاهر عوامل خارجية وداخلية مثل الدعم الغربي الأمريكي اللامحدود للكيان وتغير في الموقف العربي المغيب بلاحدود وأيضا الحرب الأهلية وحتى الآن هذا المقدمات أو العناصر غير متوفرة لذلك هذا التهويل لصناعة معادلة ردعي داخليه بالخوف من الانهيار والتهديد الخارجي إيران أو المقاومة الداخلية والخارجية.
هذه الأحداث ليست نهاية الكيان لكنها فيروسات أصابت جسد الكيان و تصدع عميق وشرح وجداني نفسي انحفر في الأعماق في الذاكرة لن تعالج منها بسهولة الشك الداخلي وعدم الأمن والأمان اتجاه بعضهم البعض والشك الأخطر في رأي الولايات المتحدة هل مازالت تثق بالدور الوظيفي للكيان في المنطقة ؟ 
نتنياهو الضعيف المحتال 
أسد جريح يحاول التمسك والتحكم بمقال الحكم وكل من حوله هكذا نتناول يظهر نفسه مع أنه قد يكون مدرك للتغيرات أو المتغيرات من حوله؛ طبيعة تركيبة الحكومة انتهازية وبأن دات شخصية ومختلفه ومنها من ينتظر دوره بعد هلاك نتنياهو.
أما ما لم يدركه قوة الدولة العميقة خاصة جماعة القضاء الذي يحذر من المساس به أو جماعة المال والاقتصاد والتهديد وأيضا بشكل لا مناعة فيه الحين والمؤسسة الأمنية حافظت على استقلالها ورفضت مخطط نتنياهو وهي التي قد تخضعه في النهاية وتخرج من الحلبة السياسية بسلاح التهديد الأمني والخراب والتدمير الذي يتسبب به نتنياهو.
القوة النخبوية أكثر قوة من القوة الشعبوية و الحيرة أي ذات المستويات الضعيفة من العنصر الشرقي والإفريقي أكثرية لكنها ضعيفة كمركز قوة بالإضافة رغبة العالم برؤية الكيان دولة ديمقراطية بنظام سياسي علماني وليس دولة هلاخاه يقودها الحاخامات الدينية والمتطرفين العنصريين لأن الدفاع عنها بهذه الهوية لن يلقى قبولا العالم الغربي.
الدافع الشخصية لا تخفى على أي مراقب فما بالكم بالدول الغربية الصديقة للكيان وعلى راسها الحليف الاستراتيجي الولايات المتحدة .
تشريع الفساد 
نتنياهو لم يدرك أنه لم يعد يستطيع السيطرة على البيت وان الحراك داخل الليكود يتصاعد وهناك إشارات بتهم نتنياهو انه سوف يسلم الليكود غداة تسليمه في عهد شارون حسب الاستطلاعات تراجع كبير وقفة واسعة المعسكر الوطني وخاصة غانتس كزعيم للمستقبل لقيادة الحكومة؛ لذلك اقترب الوقت للانقلاب على نتنياهو وهذا في رأي يفسر تراجع نتنياهو خطوة إلى الوراء لإعادة التحكم في البيت الليكود.
قوة الناخب لا تكفي في دولة مثل الكيان الصهيوني لم ينجح بعد 75 عاما من صياغة هوية واحدة للتنوع العرقي و تعدد الثقافة و الطبائع المختلفة من تمرير انقلاب على جماعة القضاء العميقة في الكيان الصهيوني ؛ ومن وجهة نظري هذه مثلت صدمة واكتشاف لنتنياهو انه ضعيف وان المخطط سوف يدمر وحدة الشعب وهذه مهمة تتجاوز قدراته وصلاحياته لخدمته الشخصية وتحويل الكيان إلى ديمقراطية المجر ورومانسية تشاوشيسكو. 
نتنياهو يخدم شركائه قد يكون يعرف ذلك لكن حاجته لاستمرار الحكومة دون أن تفكك تحت رغبات و مطالب الشركاء تدفعه بدفع أي ثمن لذلك التمسك بالإصلاحات من جهة ومن جهة أخرى منح بن غفير ميليشيا باسم الحرس الوطني تحت صلاحيات وزارة الأمن القومي مقابل تأجيل التصويت في الكنيست إلى الدور القادمة يقاضي بن غفير عى منحه وقتا متقطع من عملية التغيير القانوني حتى يهدأ النفوس ومن ثم يكمل مخططه.
الكيان الصهيوني كيان وظيفي 
وهذا يعني أنه ليس بمقدوره تغيير قواعد اللعبة ون التدخل الناعم الأمريكي ما زال في بداياته وان الإدارة الأمريكية تملك الأوراق الذي تجبر نتنياهو على التراجع سواء بالاغراءات أو بالتهديدات وستجد من داخل الليكود من ينقلب على نتنياهو.
بالعودة إلى التهويل في رأي أن التهديد المتبادل بانهيار الكيان الاسرائيلي ورقة والقصة التي ساقها نتنياهو حول واقعة الملك سليمان الطفل وادعاء الأمومة من امرأتين توظيف سياسي للصراع الداخلي لارهاب الخصوم والتراجع مع المعارضة للمخطط بحجة انهيار الدولة .
تصاعد الاحتجاجات و دعوة اليمن أنصاره إلى الخروج والدفاع عن الحكومة المنتخبة و إقالة غالانت كانت مدروسة من نتنياهو وبعض من وزراء حكومته خاصة ليفين وزير القضاء بعد أن تراجع خطوة عن تهديد بالاستقالة وبن غفير الذي قبض الثمن و رفض وزراء في الليكود منهم الوزير إدلشتاين عضوة لجنة الأمن والخارجية في الكنيست باعتبار قرار إقالة غالانت قرار في غير وقته وخاطب بإضافة الى ما أفصح عمه السفير الأمريكي لدي الكيان بالضغوط الأمريكية و تسريب زيارة نتنياهو القريبة للولايات المتحدة التي تعتبر جائزة لنتنياهو ليال الريس الأمريكي و الحديث مع الجالية اليهودية واللوبيليشرح مخططه. 
إقالة غالانت لم تحل مشكلة نتنياهو الداخلية بل العكس غالانت أصبح يفيد أمن الكيان ويقدم ثمنا على حسابه لمصلحة أمن الكيان ونتنياهو يضحي بكل شيء لمصلحته الشخصية وفي الوقت نفسه حرك الماء الراكد داخل الليكود وفي الاتجاه المقابل أصبح بطلا للجيش وللمعارضة وشكل منافسا آخر داخل الليكود اذا بقي في مواجهة الثعلب ياريف ليفين الذي يخطط للسيطرة على الليكود بعد نتنياهو بالاحتفاظ بالقاعدة اليمينية المتشددة. 
الأزمة اذا صح تسميتها لم تزول ولن تزول تماما في شرخ وتصدع واحتمال احتيال نتنياهو قائم والعودة للشارع ممكنه وإنجاز الوضع الداخلي جميعا قام وممكن حدوثه والخروج عن السيطرة والاقتتال في الشوارع أيضا ممكن. 
بذور الفتنة والاقتتال تم زرعها وثقافة الثأر سوف تنتشر في صفوف وبيتان العلمانيين والمستوطنين وعصابات بن غفير وسموتريتش سوف تطل برأسها في الأيام القادمة اذا صحت استطلاعات الرأي وفازت كتلة المعارضة وتم سن قوانين تخرجه الجماعات من تحت مظلة القانون وتعود كما كانت خارجة على القانون ولا يسمح لها بالمشاركة السياسة أو ممارسة العمل الحزبي سيتحول إلى الكيان مسرح من الجريمة والقتل السياسى بين الفرقاء .
ورقة نتنياهو الأخيرة حتى يتغلب على المعارضة اغراء غانتس وجره إلى الشراكه السياسية و شق المعارضة وتقليم أظافر الكتلة الصهيونية هل نتنياهو يفكر بذلك؟
نتنياهو لن يفوت أي فرصة لإنقاذ نفسه لكن هل غانتس يضمن له النجاة من القضاء؟
سلسلة من الأسئلة رهن الإجابة. 
 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)