- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
د. محمد خليل مصلح يكتب: إحباط أمريكي من نتنياهو.. صراع مصالح
د. محمد خليل مصلح يكتب: إحباط أمريكي من نتنياهو.. صراع مصالح
- 5 فبراير 2024, 8:30:46 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نتنياهو يحرق الوقت ويستغل الشركاء لمصلحته الشخصية تحت ذريعة المصلحة الوطنية والأمنية للكيان الإسرائيلي دون ان يكترث لما يحدث من تصدع في أساسات الكيان على صعيد العقد الاجتماعي وغلو اليمين والتطرف الداخلي والصراعات الفكرية.
حصر الحرب على غزة أمريكيا في صفقة الأسرى هي لعبة سياسية وأمنية وتحريف للجوهر و الأولويات.
صفقة الأسرى هي أحد المدخلات والمخرجات لقرار المقاومة بهجوم 7 اكتوبر بالإضافة إلى الحل المقبول المرحلي بدحر الاحتلال و رفع الحصار عن غزة، وإعادة الاعتبار والاهتمام لمركزية القضية الفلسطينية في دوليا واقليميا ، و لضرب مؤامرة التطبيع مع الاحتلال في المنطقة و لمشروع الشرق الأوسط الذي يسعى لتدمير هوية المنطقة، ودمج الكيان الاسرائيلي في المنطقة؛ بعد تذويب الهوية القومية العربية، و تجانس سكان المنطقة قوميا ودينيا.
المشروع الأمريكي وإعادة طرح حل الدولتين، والصراع مع اليمين الصهيوني على ذلك في هذا الوقت من الحرب على غزة بعد عملية المقاومة في 7 أكتوبر ، تطلب من الغرب المستعمر أو رباعية الدول الاستعمارية التي تضم فرنسا وبريطانيا والمانيا مع أمريكا؛ يكشف حقيقة المشروع البريطاني الاعتراف بالدولة الفلسطينية في مقترح الخمس نقاط أساسها دولة منزوعة السلاح والسيادة، واستبعاد المقاومة كشريك سياسي؛ ما يعني التدخل في صياغة مرحلة ما بعد وقف الحرب على غزة ؛ وهي في نفس الوقت لا تتحاوز فكرة او مقترح مشروع حكم ذاتي يتوافق مع الرؤية العامة في الكيان الاسرائيلي.
إرادة المقاومة والشعب
نجحت المقاومة في غزة من فرض الأجندة على المسرح الدولي والاقليمي وضرب مشروع التطبيع أو عقله في هذه المرحلة ورع الرعب في عقول و صدور أصحاب القرار لدول عربية في المنطقة ولدول الخليج المطبعة سابقا .
إعادة تقييم قدرات الكيان الاسرائيلي في فرض الأمن والحماية للدول المطبعة أو التي ترى في الكيان الاسرائيلي بوابة للعلاقات مع الولايات المتحدة ولمصادقة اللوبي الصهيوني الوجه الآخر للخضوع طلبا للحماية .
فشل المستوى السياسي والعسكري والأمني؛ لا أحد ينكر عنصر المفاجأة التي يعتمد على السرية لعملية المقاومة 7 أكتوبر .
كان ضعف الاستجابة للعملية وآثارها واضحا جدا مما تسبب في فقدان الثقة بين المستويات الثلاث والشعب، وعلى صعيد المعنويات ، فالتشدد في مواقف اليمين الحاكم لا يتعدي كونه ردة فعل غير واعية نتيجة الصدمة؛ من الفشل العسكري والأمني، وفي نفس الوقت لحماية نتنياهو و شركاءه من أحزاب اليمين بن غفير العظمة اليهوية، وسموتريتش الكتلة الصهيونية.
سوء التقدير الاستراتيجي
أن قرار الحرب البرية لقيادة الكيان الاسرائيلي سوء تقدير استراتيجي و غموض واستغلال نتنياهو للهروب إلى الأمام بغض النظر عن عمل التداعيات الدولية والإقليمية والداخلية.
إن التوصيف المناسب أو تحليل الموقف بعد المائة والعشرين يوما هو الشلل والفشل في تقدير القوة العسكرية للمقاومة عدا الفشل في تقدير إمكانيات جيش الاحتلال العملياتية في حرب غير تقليدية.
استراتيجية غير الاقتراب
هي خطة عسكرية تقليدية نجح ألمانيا في الاعتماد عليها في احتلال فرنسا في الحرب العالمية الثانية اعتمد الحركة السريعة التي اعتمدت على سلاح الدبابات وكثافة القصف ما تسبب بصدمة لجيش والقيادة الفرنسية وانهيار خط الدفاع خط ماجينو.
يبدو ان المقاومة في غزة قرأت جيدا العقل العسكري لقيادة العدو الاسرائيلي وخطته ما منحه القدرة على امتصاص الهجمة والحركة السريعة وكثافة القصف باعتماد خطة الإنفاق و الدفاع والهجوم في المعركة لصد تقدم القوات البرية المعتمدة على الغطاء الجوي.
الخلاصة
النتائج غير مرضية عسكريا وسياسيا وان الكيان سوف يعاني من الآثار السلبية الكثيرة في الرأي العام الدولي تآكل واضح في حق الاحتلال الصهيوني بالدفاع عن النفس التي فشلت حجيتها في محكمة لاهاي والرأي العام .
تراجع الثقة في جيش الاحتلال على المستوى الشعبي و الداخلي ثقة الجندي بنيه والقيادة في قدرات الجيش على تحقيق أهدافه؛ حماية أمن الكيان الوجودي من التهديد الأمني القريب والغير متناظر على الجبهات المتعددة.
ثقة المقاومة بنفسها وبقدراتها وقدرتها على فرض نفسها في معادلة الصراع، وردع مؤامرة التطبيع وإحباط مشروع الشرق الأوسط المستهدف لهوية المنطقة العربية ودمج الكيان الاسرائيلي فيها.
اختلال وتراجع الكيان الاسرائيلي عن دوره الوظيفي الاستعماري.
تصدع داخل المجتمع الصهيوني والا اختلاف عقدي وسياسي وظيفي للكيان في هذه المرحلة؛ أنها مرحلة تمهد لحرب أهلية داخل الكيان؛ ما بعد مرحلة نتنياهو.