- ℃ 11 تركيا
- 24 ديسمبر 2024
د. فايز أبو شمالة في حوار لـ "180 تحقيقات": ترامب وهاريس كلاب حراسة للصهاينة.. وطوفان الأقصى لم يكن معركة خاطئة
د. فايز أبو شمالة في حوار لـ "180 تحقيقات": ترامب وهاريس كلاب حراسة للصهاينة.. وطوفان الأقصى لم يكن معركة خاطئة
- 6 نوفمبر 2024, 12:31:22 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الدكتور فايز أبو شمالة وبجانبه صورة نجله الشهيد حازم
>> بعد ارتقاء نجله: خبر الاستشهاد أصبح كالزواج.. وشدة الصدمات تطفئ وهج الانفعال
>> عدوان الصهاينة على المقدسات وعربدة المستوطنين كانت تبشر بمعركة كبرى.. من هنا جاء الطوفان
>> من يرى طوفان الأقصى معركة خاطئة يؤمن أن إسرائيل هي رب الأرض وصاحبة السيادة وتملك قدرات خارقة
>> القراءة الاستراتيجية والسياسية للمعركة تؤكد أن هناك متغيرات هشمت أنياب الوحش وأيقظت الضمائر
>> خاب رهان العدو على وجود طابور خامس في غزة.. فالشعب يلتف حول المقاومة ويؤيدها
>> بعد ما قال "السادات": 99% من أوراق الحل في يد أمريكا كانت مرحلة الانهيار والتبعية
>> الفصل بين الساحات هدف الصهاينة.. ومحاولة "هوكشتين" فاشلة لأن حزب الله سياسيا أوسع من لبنان وأكبر من العدوان
>> الدول العربية تتمنى تصفية حماس ووساطتها عار.. والجامعة العربية صناعة بريطانية
>> الأونروا ذاكرة شعب وتاريخ أمة.. والكيان يسعى لإغلاقها لمحو قضية اللاجئين
>> عباس لن يخرج عن اتفاقية أوسلو التي تلزمه بالاستجابة للصهاينة
قال الدكتور فايز أبو شمالة، المحلل السياسي الفلسطيني، إن كلا المرشحين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لا يخلتفان عن بعضهما البعض، منوها أن كلامها كلب حراسة للصهاينة.
وأكد "أبو شمالة"، في حوار خاص مع موقع "180 تحقيقات"، أن العدوان الإسرائيلي المستمر على المقدسات واستفزازات المستوطنين، كل ذلك كان يشير بوضوح إلى أن الرد سيكون بمعركة كبرى، ومن هنا توقع "طوفان الأقصى".
د. فايز أبو شمالة الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، هو أستاذ جامعي، وأسير محرر بعد عشر سنوات في السجون الاحتلال، وعضو مجلس وطني فلسطيني، ورئيس بلدية خان يونس سابقاً، ووالد شهيد مشتبك
وأشار أبو شمالة، الذي استشهد نجله في معركة البنيان المرصوص في العام 2014م، إلى أن خبر الاستشهاد أصبح واقعًا يوميًا، يوازي في أهميته لدى الفلسطينيين أحداثًا كبرى مثل الزواج والميلاد، موضحًا أن تكرار الصدمات يخفف من وقعها لكنه لا يقلل من إيمانهم بقضية الشهادة، التي يقدمونها راضين وثابتين.
كما تناول أبو شمالة توقعاته المسبقة لمعركة "طوفان الأقصى"، لافتا إلى أن من ينتقدون "طوفان الأقصى" هم في الواقع ممن يعتقدون بسيادة إسرائيل وقدراتها، وأن التحولات السياسية والاستراتيجية في المنطقة أضعفت هيبة الاحتلال وأيقظت الضمائر الداعمة للمقاومة.
وتطرق أبو شمالة إلى خيبة أمل الاحتلال في محاولاته إضعاف المقاومة داخليًا، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني في غزة ملتف حولها، وأن "طوفان الأقصى" قد تجاوز الحدود الفلسطينية ليصبح قضية عالمية. وأدان أبو شمالة الوساطات العربية التي تساوي بين الجلاد والضحية، مشيرًا إلى أن بعض الدول العربية تخشى تصاعد المقاومة حتى لا تُظهر ضعفها أمام شعوبها.
عرف أبو شمالة بمواقفه الجريئة وتحليلاته العميقة حول القضايا الوطنية الفلسطينية والتطورات الإقليمية والدولية، ويعتبر من الأصوات البارزة في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وتسليط الضوء على التحديات التي تواجهه سواء على الصعيد السياسي، الاجتماعي، أو الثقافي
كما انتقد الدكتور أبو شمالة دور الجامعة العربية، التي اعتبرها أداة للدول الاستعمارية، ودافع عن وكالة "الأونروا" باعتبارها ذاكرة للشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى محاولات الكيان لإغلاقها في إطار محو قضية اللاجئين.
وشدد أبو شمالة على أن القيادة الفلسطينية لن تتخلى عن التزاماتها بموجب اتفاقية أوسلو، معتبرًا أن الموقف الأمريكي في الانتخابات الرئاسية المقبلة لن يختلف كثيرًا في انحيازه لإسرائيل.
- بداية، كيف عرفتم باستشهاد نجلكم البطل، وكيف استقبلتم الخبر؟
طالما كان أولادنا في الميدان، وفي المقدمة، ويقودون المقاومة، فنحن نتوقع في كل لحظة، ومع كل اتصال أن يكون الولد شهيداً، وهذا حال غزة بأهلها وأبطالها، صار الاتصال عن استشهاد الولد والأخ والصديق خبراً كالزواج والميلاد والوظيفة، شدة الصدمات تطفئ وهج الانفعال، وما أحسن حظ من يتوفر له مجموعة من الناس، لتزرع الشهيد في التراب، ليصير مرج سنابل للحرية.
- كيف يتعامل أهل غزة مع هذا الكم من الشهداء والمصابين في ظل خذلان القريب قبل البعيد؟
نلتفت في غزة إلى حالنا، وأوضاعنا، فطالما كانت الشهادة في سبيل الوطن، فهذا هو الواجب، نقدمها راضين طائعين صادقين، نبكي بصمت، نحزن بهدوء، نكظم الغيظ، ونقلق للخذلان العربي، ولا نيأس، ولنا أمل.
- هل توقعتم طوفان الأقصى؟ وما هي المنطلقات السياسية والحياتية التي تقف خلف قرار تلك المعركة؟
نعم، من عاش في غزة، وشاهد تدريبات كتائب القسام، وتابع التنظيم والتجنيد والاستعداد، كان يعرف أن هناك معركة كبرى خلف هذا الإعداد، ومن تابع الوضع السياسي، والعدوان الإسرائيلي على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ومن تابع عربدة المستوطنين، واعتداءهم على الأرض والإنسان الفلسطيني في الضفة الغربية، يدرك أن لا حراك، ولا تغيير للمعادلة الظالمة، ولا أمل للفلسطينيين إلا بمعركة كبرى، معركة طوفان الأقصى.
- وما ردكم على من يقول إنها كانت معركة خاطئة نظرًا لكم الشهداء والمصابين والدمار الذي حلّ بغزة؟
من وجهة نظر المنهزمين، والمطبعين، والمؤمنين بأن إسرائيل هي رب الأرض، وهي صاحبة السيادة، وأن لها قدرات خارقة، وأنها تحيي وتميت، من وجهة نظر هؤلاء، فمعركة طوفان الأقصى خاطئة، ولكن من وجهة نظر أصحاب أرض فلسطين، أصحاب الحق، من يؤمن أن الأمة العربية و الإسلامية بحاجة إلى استنهاض، وأن وهم الدولة التي لا تقهر يجب أن يقهر، وأن القضية الفلسطينية أكبر من الصمت والانتظار، لذلك فالمشاهد اليومية من تدمير وقتل وتفجير وتجويع تشير إلى خطأ المعركة، ولكن القراءة الاستراتيجية والسياسية للمعركة، تؤكد أن هناك متغيرات هشمت أنياب الوحش، وأيقظت الضمائر، وفرضت معطيات سياسية جديدة على المنطقة ككل، وكشفت إرهاب دولة تدعي الديمقراطية، ويكفي الإشارة إلى أن غزة صارت جزءاً من الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
- على الرغم من المجازر التي يمارسها الاحتلال الصهيوني على أهل غزة، إلا أننا لا نرى أنه يحقق الأهداف التي أعلن عنها بعد طوفان الأقصى. في رأيكم، لماذا لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم حتى الآن؟
ولن يحقق العدو أهدافه، وذلك لأمرين:
الأول: رجال المقاومة لا يرد في قاموسهم مفردة التسليم، أو الهزيمة، أو التراجع، هم صدقوا ما عاهدو الله عليه، وهذا الذي شكل مفاجأة ثانية إضافة إلى مفاجأة السابع من أكتوبر، لا للتراجع، مهما دفعنا من أثمان.
الثاني: الشعب الفلسطيني الذي لم يزل يلتف حول المقاومة، ويؤيدها، ولم يخرج عليها غاضباً، ولما يزل يحمل مسؤولية القتل والجوع والتشريد للعدو الإسرائيلي، وخاب رهان إسرائيل على وحود طابور خامس داخل قطاع غزة.
- لقد قلتم في تغريدة على منصة X إن طوفان الأقصى عابر للحدود.. فهل بعد حوالي 400 يوم، يمكن وصف الطوفان بأنه بداية مرحلة التحرير؟
لا شك في ذلك، معركة طوفان الأقصى حررت العقل العربي من الاستسلام، ومن الضعف، ومن الشعور بالعجز وعدم القدرة، معركة طوفان الأقصى أحرجت الجيوش العربية، التي قال رئيسها السادات، 99 في المية من أوراق الحل في يد أمريكا، وكانت مرحلة الانهيار والتبعية لأمريكا، وكانت مرحلة الاتفاقات السلمية الهشة والذليلة، معركة طوفان الأقصى قلبت المعادلة، وفرضت معطيات جديدة، لم تقف عند حدود قطاع غزة والضفة الغربية، بل وصلت إلى الجامعات الأمريكية، ووصلت إلى صوت الناخب الأمريكي، ووصل إلى زيادة العداء للصهاينة على مستوى العالم، حتى أن الحزب المعارض في اليابان، وهو من الأحزاب المعادية لإسرائيل، قد فاز في الانتخابات الأخيرة. وذلك بفعل التأثير المعنوي لمعركة طوفان الأقصى، وما رافق المعركة من حرب إبادة صهيونية.
- كيف ترون أداء حزب الله بعد استشهاد السيد حسن نصر الله؟ وهل الحزب تحت قيادة الشيخ نعيم قاسم قادر على تخطي المرحلة العصيبة الحالية بعد استهداف كول قياداته تقريبًا؟
نحمد الله كثيراً نحن الفلسطينيين، فلنا في هذه المعركة شركاء، ولنا أخوة في الدم والفداء، وقد استعاد حزب الله عافيته، واسترد كيانه بعد الضربات الإسرائيلية المفاجأة، وهو اليوم جزء من معركة طوفان الأقصى، وقادر على أن يوجع العدو، ولا أظن أن سياسية حزب الله ستختلف مع الشيخ نعيم قاسم عنها مع السيد الشهيد حسن نصر الله، إنها طريق عبرها الشهداء بدمائهم، ولا يمكن أن يخون الخلف السلف، وهذه معركة مصيرية، معركة بقاء وفناء، ولن يقبل عربي ولا لبناني ولا حزب الله أن يكون من المهزومين، مهما كانت التضحيات
- ما رأيكم في المساعي الصهيوأمريكية لوقف الحرب في لبنان دون غزة؟ وما دلالة ذلك؟
الفصل بين الساحات هدف الصهاينة، وينتصر نتانياهو في المعركة لو توقف إطلاق النار في لبنان دون غزة، وهذه محاولة من اليهود عاموس هوكشتين، لن ينجح بها، فالمدرسة السياسية التي تتلمذ فيها حزب الله أوسع من لبنان، وأكبر مدى من العدوان الإسرائيلي.
- كيف ترون المفاوضات الأخيرة التي شاركت فيها بعض الدول العربية للتوصل لصفقة لوقف الحرب؟ وكيف تقيمون دور الدول العربية في هذا الشأن؟
للأسف الشديد، ومن العار أن تكون الدول العربية وسيطاً، الوسيط محايد، يتوسط بين طرفين، يقف منها على المستوى نفسه، وهذه جريمة، أن يكون الصهيوني العدو على نفس المسافة من العربي المسلم الفلسطيني، وهذه معيبة، ومخزية للقيادات العربية التي رضيت أن تكون وسيطاً، ولاسيما مصر العربية، التي تربطها مع قطاع غزة حدود جغرافية، وعلاقة تاريخية، ولغة ودين ومصير.
- هل تملك الشعوب العربية إرادة أن توقف تلك المجازر وتمنع تحقيق تلك الأهداف؟ وماذا يجب عليها لو تم تحقيقها؟
كانت الدول العربية قادرة، وما زالت قادرة، ولكن الدول العربية لا تحب المقاومة، ولا تحب رجال المقاومة، ولا تحب حركة حماس، ويبدو أن الدول العربية معنية بتصفية حماس، كي لا تظهر الدول العربية على حقيقتها العاجزة أمام الشعوب، فخندق التطبيع يدافع عن فكرته، ويدافع عن قناعاته، وعليه فانتصار المقاومة هزمية لمعسكر التطبيع والعلاقات الدبلوماسية مع الصهاينة، ولكن لو أراد العرب طرد إسرائيل من المنطقة، وتصفية وجودها، فهم قادرون، وهذا ما دللت عليه معركة طوفان الأقصى.
- الوضع الإنساني في خان يونس جنوبًا، هل يختلف عن الوضع في جباليا شمالًا؟
الوجع يمتد من الشمال وحتى الجنوب، ولا فرق في ساحات الوغي، أحياناً العدو يصب نيرانه على منطقة، حتى إذا ظن أنه انتصر، يتجه إلى أخرى، وهكذا، ليكتشف أنه لم يحقق أي هدف من أهداف عدوانه.
- كيف تصفون دور جامعة الدول العربية وأمينها منذ انطلاق طوفان الأقصى حتى الآن؟
مقصرون، وخذلان، وتآمر، وغياب تام عن التأثير، وهذا يدلل بأن جامعة الدول العربية صناعة بريطانية قبل عشرات السنين، ولن تخرج من ثوب الدول الاستعمارية.
- كيف ترون الاعتداء على مؤسسات الأونروا وتفكيكها وتجميد نشاطها في غزة؟
الأونروا ذاكرة شعب، وتاريخ أمة، وميثاق الدول، بأن هناك قضية لاجئين، سببها قيام دولة إسرائيل، لذلك تحرص إسرائيل على إغلاق المؤسسة الدولية، لتغلق ملف اللاجئين، ولكن الوجود الفلسطيني لا ينسى، ولن يغفر، وستظل القضية قائمة بأهلها وناسها.
- يرى البعض أن نتنياهو يعوّل على فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية.. فهل يشكل أي من المرشحين اختلافًا بالنسبة لغزة؟ وما الذي قد يقدمه ترامب لنتنياهو ولم يقدمه له بايدن؟
أزعم أن كلا المرشحين لا يخلتفان، وكلامها كلب حراسة للصهاينة، ولن تتغير المعادلة بين هذه وذاك، ولكن الواضح أن مصلحة أمريكا مع وقف إطلاق النار، وهذا ما سيتحقق مجرد ظهور نتائج الانتخابات، وبغض النظر عن الفائز.
- لماذا لم تُظهر قوى مثل روسيا والصين أي دور فعّال على الأرض في الحرب الدائرة منذ عام؟ وهل أثبتت الحرب "وهم" كونهما قطبان عالميان يمكنهما الحلول محل أمريكا؟
للدول العظمى حساباتها، وسياساتها، ومصالحها.
- ما الذي حققته جبهات الإسناد في اليمن والعراق حتى الآن؟ وأي الجبهات مرشحة أكثر للاشتعال؟
لقد دللت الجبهات على وحدة المصير، ووحدة المعركة، وأن إسرائيل عدوة للشرق كله، وأن الأمة قد فاقت على الظلم، ولن تظل المنطقة تحت السيادة الإسرائيلية.
- اتفقت حركتا حماس وفتح مؤخرًا على تشكيل لجنة لإدارة غزة، فهل يمكن أن يقرب الاتفاق من المصالحة الفلسطينية الشاملة؟ في توقعكم، متى وكيف ستنتهي الحرب الحالية؟
الحرب مع الصهاينة ستنتهي، وقريباً، فقد أفلس الجيش الإسرائيلي، وتشكيل لجنة مشتركة لإدارة غزة مطلب حماس، وسيتحقق، ولكن تشكيل حكومة وفاق وطني لن يتحقق، لان إسرائيل ترفض ذلك، وعباس لن يخرج عن اتفاقية أوسلو، التي تلزمه بالاستماع لهم، والاستجابة لضغوطهم.