د. غسان مصطفى الشامي يكتب: العمليات الفدائية في القدس ( شعفاط) .. زلزلت حسابات الكيان المهزوم

profile
د. غسان مصطفى الشامي كاتب فلسطيني
  • clock 11 أكتوبر 2022, 6:17:11 ص
  • eye 857
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تأهبت أجهزة الكيان العبري العسكرية والأمنية والاستخبارية،  وتأهبت المدافع والطائرات الحديثة، في إطار إجراءات قوات الاحتلال لتأمين احتفالات الصهيانة بالأعياد اليهودية، بل شدد قوات الاحتلال  إجراءاتها الأمنية بالقدس المحتلة خصيصا وسط تصاعد حدة جرائم الاحتلال بحق القدس و المسجد الأقصى المبارك، وعملت على إغلاق الحرم الابراهيمي بالخليل أمام المصلين ؛ حيث لم تتوقع سلطات الاحتلال في حساباتها إختراق الفدائيين كافة الحواجز والأبنية الأسمنتية المحصنة والحواحز العسكرية، وتنفيذ عملية بطولية على حاجز مخيم شعفاط بالقدس ما أدت إلى مقتل مجندة،وإصابة أربعة جنود آخرين.
لقد أربكت هذه العملية البطولية حسابات العدو الصهيوني المهزوم، وأفشلت استعدادته الأمنية، بل و أسقطت نظرية الأمن الخرب،  عندما أشهر فدائي مقدسي مسدسه تجاه هذا العدد من الجنود الصهاينة المتحصنين في ثكنتهم لعسكرية على حاجز ( شعفاط ) بالقدس المحتلة.
لقد جاءت عملية القدس البطولية في وقت دقيق وحساس، وأربكت كافة حسابات الكيان الأمنية؛ والجميع بالكيان وعلى رأسهم المجرم ( نتنياهو) يتربصون ببعض، ضمن حسابات الانتخابات الصهيونية الخامسة المزمع عقدها في الأول من نوفمبر القادم .
لقد أعادت عملية القدس البطولية المواجهة الميدانية مع قوات الاحتلال وفي أكثر الساحات والميادين حساسية في القدس أهم مراكز تواجد المحتلين؛ لقد اشتعلت من جديد نيران العمليات الفدائية البطولية، التي ترهق حسابات الكيان وتقض مضاجع الصهاينة، وتزعزع أمنهم الخرب المهزم وكيانهم الاستيطاني الضعيف.
يعيش الصهاينة هذه الأيام تفرقا كبيرا وتشتتا شديدا؛ حيث لم يستطع هذا الكيان المسخ المهزوم  سياسيا و اجتماعيا ونفسيا وأخلاقيا بترسانته العسكرية الأمنية  الوقوف بوجه العمليات الفدائية والقضاء عليها .
لقد عادت العمليات الفدائية البطولية في القدس المحتلة إلى ساحات النزال وميادين القتال مع الصهاينة عبر عملية ( شعفاط البطولية)  لتؤكد على أن كافة تحصينات الاحتلال وثكناته العسكرية لن تمنع أبطال المقاومة ومجاهديها من تنفيذ العمليات الفدائية النوعية التي تثخن بالعدو، وتربك حساباته العسكرية والميدانية والأمنية؛ بل و تشكل هذه العملية الفدائية ضربة قوية، واختراقا كبيرا للمنظومة الأمنية العسكرية للاحتلال؛ وتؤكد مجددا على أن إرادة وعزيمة  ومقاومة شعبنا الفلسطيني أقوى من الاحتلال وعصي عن الانكسار؛ والعملية تمثل ردا طبيعيا على جرائم الصهاينة بحق أقصانا ومقدساتنا المباركة وبحق أرضنا والمرابطين فيها .
إن عملية شعفاط البطولية دلالة إضافية لانتعاش و تعافي جبهة القدس والضفة المحتلة وإعادة الاعتبار للفلسطيني الذي حاول الاحتلال وأدواته تغييبه عن مشهد الفعل النضالي الثوري  فيمسي  الجهد الاستخباري والامني وصناعة الوعي الزائف بإمكانية التعايش مع العدو في مهب ريح الثورة .
وقد اعترف وزير الأمن الداخلي للكيان (عومير بارليف) في تصريحات صحفية بثتها القناة العبرية السابعة : أن عمليات إطلاق التي وقعت خلال الأسابيع والأيام الأخيرة كانت مكثفة وكبيرة، مشيرا إلى أن كافة الجهود التي تبذل  لمواجهة هذه العمليات لاتكفي للسيطرة على الوضع الأمني، محذرا أن الصهاينة ربما  يضطرون لتنفيذ عملية عسكرية واسعة شمال الضفة الغربية المحتلة، فيما قام كبار المسؤولين الصهاينة بزيارة موقع العملية البطولية، منهم رئيس الأركان في الكيان ( أفيف كوخافي) رافقه بالزيارة رئيس شعبة القوى البشرية في جيش الاحتلال ( يانيف عشور)، ومسؤول شرطة الاحتلال  بالقدس ( دورون ترغمان)، ومسؤول حرس الحدود ( أمير كوهين )، ومسؤول الشرطة العسكرية (العميد أفيخاي ميفار)، ومسؤو حرس الحدود في منطقة القدس( عمرام نيدام)؛ ومسؤول كتيبة إيرز ( المقدم حاجي إيتسيك)، وغيرهم من كبار الصهاينة زاروا مكان العملية لأهمية المكان وموقع الاستراتيجي، والنتائج المهمة للعملية البطولية.، 
إن هذه العملية أكدت للقاصي والداني أن الكيان  أوهن من بيت العنكبوت؛ حيث نفذ العملية فدائي يحمل ( مسدسا ) تقدم صوب جنود مدججين بالذخيرة والرصاص القنابل لم يستطيعوا مواجهته بسبب نفسيتهم ومعنوياتهم المهزومة والمهزوزة، والضعيفة؛ حيث يعيش جنود الاحتلال حالة من الرعب والذعر الذي لن يمكن الجنود من التصدي لمنفذ العملية الذي لا يملك إلا مسدسا .
إنّ عملية القدس ( شعفاط ) جاءت ردا طبيعيا على جرائم الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى، بل وتزامنت مع   ذكرى عملية الشهيد الحاج مصباح أبو صبيح الذي عاش مرابطاً في الأقصى، واستشهد مدافعاً عن القدس، وأنار للأجيال من بعده طريق الحق والمقاومة والحرية. 
إن هذه العملية البطولية تأتي تأكيد على أن المقاومة المسلحة في القدس والضفة المحتلة متواصلة، ومتصاعدة مهما شدد العدو في إجراءاته القمعية،وتمثل تصاعد وتيرة الفعل المقاوم في مواجهة المحتل، وعملت على تهشيم كل النظريات العسكرية والأمنية الإسرائيلية التي اعتمدها العدو لوقف هذه العمليات البطولية وتصاعدها.
إن هذه العمليات تؤكد على أن ثورة شعبنا ماضية،  ولن تتراجع، وأن العمليات الفدائية ستلاحق المحتلين وقطعان المستوطنين في كل مكان رداً على جرائمهم واقتحامات المسجد الأقصى وكل الجرائم الإسرائيلية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني ومرابطيه.
إلى الملتقى ،،

التعليقات (0)