- ℃ 11 تركيا
- 15 نوفمبر 2024
د.رعد هادي جبارة يكتب: المؤمن المعاصر بين الخوف والرجاء
د.رعد هادي جبارة يكتب: المؤمن المعاصر بين الخوف والرجاء
- 9 أبريل 2024, 3:36:06 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ونحن في غمرة أجواء عيد الفطر السعيد،كنت أتلو كتاب الله تبارك وتعالى فوصلت الى قوله تعالى: [غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ العِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ المَصِيرُ] {سورةغافر:3}.
وطفقت أتدبر فيها هنيهة وأقول:عندما يتاح للمرء أن يتسنم منبراً في مسجد أو يكتب مقالاً وينشر فكراً في وسائل التواصل الاجتماعي ينبغي عليه أن لا ينفّر الناس من الدين ويبعد الناس عن حب الله رب العالمين وكلام الله عز وجل،في كتابه المبين .
وهذا عكس ما يفعله بعض من الخطباء والكتّاب، الذين يروق لهم تخويف الناس وترويعهم من الحاضر والمستقبل. ولايكاد خطيب أو واعظ يبشّر بنعمة أو رحمة من الله،أو لنقل: قلما وقل من يفعل ذلك.
وخطر في بالي مانقله عميد المنبر الشيخ الدكتور أحمد الوائلي في محاضرة له لن أنساها.
فينقل الراحل عن الشاعر الكبير عمرالخيام قوله:اوعدتني يارب أن تعذبني،فتعجبت اين سيكون هذا العذاب؟! أيكون في مكان أنت فيه؟ وانت في كل مكان ولا يجتمع وجودك مع العذاب . أم يكون في مكان لست فيه وخال منك واين هذا المكان يا ترى ؟أ فيخلو مكان في الكون من رحمتك لكي تعذبني فيه؟
وكان النبي ص يقول: «يَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا، وَ بَشِّرُوا وَلاَ تُنَفِّرُوا»
#بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين, تأليف: سليم بن عيد الهلالي.
وعن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب -عليه السلام قال: «قرأتُ القرآن من أوّله إلى آخره فلم أَرَ آية أحسن وأرجى من قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]».
وعن الامام عليّ -عليه السلام- قال: «ما في القرآن أرجى إِلَيَّ من هذه الآية: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48]
#تفسير القرطبي (10/ 322).
#الكشف والبيان، لأبي إسحاق الثعلبي (3/ 325).
وعَنِ اَلْحَارِثِ بْنِ اَلْمُغِيرَةِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ الصادق عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ:
قُلْتُ لَهُ مَا كَانَ فِي وَصِيَّةِ لُقْمَانَ؟ قَالَ :
كَانَ فِيهَا اَلْأَعَاجِيبُ وَ كَانَ أَعْجَبَ مَا كَانَ فِيهَا أَنْ قَالَ لاِبْنِهِ :
خَفِ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خِيفَةً لَوْ جِئْتَهُ بِبِرِّ اَلثَّقَلَيْنِ لَعَذَّبَكَ ، وَ اُرْجُ اَللَّهَ رَجَاءً لَوْ جِئْتَهُ بِذُنُوبِ اَلثَّقَلَيْنِ لَرَحِمَكَ.
ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ الصادق عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ :
كَانَ أَبِي يَقُولُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلاَّ [وَ] فِي قَلْبِهِ نُورَانِ:
-نُورُ خِيفَةٍ
-وَ نُورُ رَجَاءٍ
لَوْ وُزِنَ هَذَا لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا وَ لَوْ وُزِنَ هَذَا لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا.
#الكافي،الكليني.ج٢.ص ٦٧.