د. أميرة فؤاد النحال تكتب: سيناريوهات خطة "فينزل" لاجتثاث المُقاومة في الضفة

profile
د. أميرة فؤاد النحال كاتبة وباحثة فلسطينية
  • clock 7 مارس 2023, 6:49:44 ص
  • eye 457
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

سلسلة من المؤامرات للقضاء على الحالة الثورية التي تتبناها المدن الفلسطينية، آخرها خطة "فينزل" التي قدمها الجنرال الأمريكي "مايكل فينزل" والذي يشغل منصب المنسق الأمني الأمريكي بين السلطة الفلسطينية وكيان الاحتلال، وهو ذات المنصب الذي شغله الجنرال الأمريكي "كيث دايتون" الذي وضع خطة دايتون عام (2007)، وقبلها كانت لجنة ميتشل (إبريل 2001)، وخطة تينت (يونيو 2001)، وخطة زيني (نوفمبر 2001)، وخارطة الطريق (إبريل 2003)، وصفقة القرن (2020)، وتشترك جميع هذه الخطط في هدف واحد وهو مُواجهة المُقاومة الفلسطينية وتصفيتها وإنهاء التشكيلات العسكرية في المدن الفلسطينية، بتنفيذ قوات الأمن في السلطة الفلسطينية، وبدعم مالي من أمريكا.

مُخططات عديدة بمُسميات شُركاء الاحتلال والسلطة في المُؤامرات، اختلفت في الاسم واشتركت في الهدف، آخرها خطة "فينزل" التي تم الاجتماع بصددها الشهر الماضي في العقبة للقضاء على المُقاومة في الضفة الغربية خاصة في جنين ونابلس، بعد أن تصاعدت في الآونة الأخيرة، وقد تضمنت الخطة عدة سيناريوهات للتنفيذ هي كالتالي:

▪️تقوم السلطة الفلسطينية بإنشاء حواجز أمنية على مداخل ومفترقات الضفة الغربية، وخاصة جنين ونابلس أثناء اقتحامات الاحتلال لها.
▪️ضمن مسرحية هزلية تقوم قوات التنسيق الأمني بالتصدي لقوات الاحتلال وتُفشل اقتحاماته.
▪️يقوم مُرتزقة مُتخفون ومجهولون بإطلاق النار على حواجز السلطة الفلسطينية واتهام المُقاومة بأنها من أطلقت النار.
▪️تشرع السلطة بخطوات ضد المُقاومة بحجة الفلتان الأمني في تلك المُدن، وهذا ما يُشكل دافع للسلطة من أجل اجتثاث المُقاومة، في حين ستقوم "إسرائيل" وأمريكا بتوفير الدعم المالي والعسكري لتلك الخطة.

مُؤامرة خبيثة بمُباركة رئيس السلطة محمود عباس المنتهية ولايته، لضرب الفلسطيني بالفلسطيني بتخطيط عربي وصهيوأمريكي من أجل تحقيق مطالب الاحتلال باستتباب الهدوء واستشعار الأمن قبل قدوم رمضان.
الحالة الصهيونية المُلحة في البحث عن حلول جذرية لمواجهة المقاومين الفلسطينيين والذي عجز الكيان عن كبح تصاعد العمل المقاوم المُتنامي في الأشهر الأخيرة خاصة في جنين ونابلس والقدس، جعلته يقرع أجراس الخطر والانذار الأمني، ومُحاولته في البحث عن سيناريو يكون المخرج له قبل أن يجد نفسه وسط انفجار لا يُبقي ولا يذر.

ليس من السهل على السلطة الفلسطينية إعادة أجندتها المفضوحة في التعامل مع الخطة وآليات تنفيذها، فالظرف اليوم بات مختلفاً، فخطة "دايتون" التي نجحت في تشكيل عناصر من الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية في ذلك الوقت لإجهاض أعمال المُقاومة والقضاء على البنية التحتية لها، وإنهاء تجليات انتفاضة الأقصى، كان هذا كله بمساعدة رئيس السلطة محمود عباس الذي يتبنى مشروعاً يُعارض المقاومة المسلحة، كما أنه كان في ذلك الوقت ضمن ولايته الشرعية، هذا النهج يُعارضه الشعب الفلسطيني الذي خرج في العديد من المحافظات بالآلاف استجابة لنداء مجموعات عرين الأسود في استفتاء واضح على تبنيه نهج المُقاومة المُسلحة وحماية ظهرها من كل المؤامرات، وبعيداً عن الفصائلية والحزبية، هذا الشعب الذي يُعاني يومياً من الاقتحامات والانتهاكات لمدنه وقراه من قوات الاحتلال، وصمت السلطة الفلسطينية أمام الإجرام الصهيوني لهم في وضح النهار، فخرج الشباب الثائر "جيل ما بعد أوسلو" ليقول كلمته من فوهة بنادقهم لا للاستسلام.

المُقاومة في الضفة في حالة تنامي وتعاظم رغم المؤامرة الدولية التي تُحاك ضدها، والبوصلة واضحة المعالم للشباب المقاوم، والأيام حُبلى بالأحداث المُرتقبة، والبُشريات وليدة بالفتح والنصر والتمكين والعزة.

التعليقات (0)