- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
دولة العلم الوزير عباس العقاد
دولة العلم الوزير عباس العقاد
- 16 مارس 2021, 7:17:35 م
- 1628
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
"عاش بسن قلمه، ومن سن قلمه" رحم الله العقاد شاعرا وناثرا ومفكرا. وعالمت. وفي كل أحواله يعيش فارسا ثائرا.
تحت قبة البرلمان كان يعرف أننا كلنا -دون كيشوت، وكل سيوفنا - بحسب نزار - ورق.. لكنه هدد الملك.. ليلقى بعدها في السجن.
سبقه سيد المقاتلين طه حسين في الحصول على جائزة العلم، وكانت كلمته أمام الثائر العظيم - لولا محمد وعلي وأبوذر لقلت سيد الثوار - فكانت كلمة حسين تبدأ فقراتها ب(يا سيد الأمر) وحين حصل العقاد على الجائزة، وقف باعتداد الفاتح، ليلقي كلمته ولم يذكر ناصر إلا حين قال: "هذه دولة العلم تكرمها دولة السلطان" وحين سأله تلامذته قال: سيتحدث التاريخ كثيرا عني، وربما يقول في سطر: "ونال جائزة العلم، وسلمها له جمال عبدالناصر"
حين تركته حبيبته لتكون نجمة سينمائية، مرض ولم ينفعه دواء؛ فطلب من فنان رسم لوحة لتورتة جميلة. وحين أتى بها الرسام، طلب منه رسم ذباب يحوم بعضه عليها ويقترب بعضه. وعلق اللوحة أمامه..
يقول سليمان العطار لي - فجأة - إن العقاد شاعر عظيم، وإنه حين ترجم أشعارا عربية للإسبانية منها قصائد للعقاد، حدث اهتمام كبير بنصوص العقاد خاصة، وحين يقارن - لطلب مني - بين العقاد وشوقي يقول: "العقاد أكثر فلسفة؛ فغي شعره ما يمكن انفجار شعري (كالانفجار العظيم) وشوقي أكثر معرفة.. .ونحن لم نقرأ أيهما!
أرنم مع العقاد
وإذا لم يكن بد من الحان والطلا
ففي غير دار كان فيها بالأمس مسجدي.
...
صغير ودا لو كبرا.. وشيخ ود لو صغرا
وخال يشتهي عملا.. وذو عمل به ضجرا
ويشقى الرجل مهزوما ... وما يرتاح منتصرا
معلومات أرشيفية
في مثل هذا اليوم 12 مارس 1964 رحل عن عالمنا الأديب و المفكر الكبير عباس محمود العقاد ..
"لست اهوى القراءة لأكتب ، و لا اهوى القراءة لأزداد عمرا في تقدير الحساب ..و انما اهوى القراءة لان عندي حياة واحدة ، و حياة واحدة لا تكفيني و القراءة دون غيرها هي التي تعطيني اكثر من حياة ، لانها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق" ... عباس محمود العقاد .
ولد عباس محمود العقاد في 28 يونيو 1889 في مدينة اسوان بصعيد مصر ، و كان والده موظفا بادارة المحفوظات لكنه استطاع ان يدبر شؤون اسرته لما عرف به من التدبير و النظام . لم يحصل عباس العقاد على غير الشهادة الابتدائية في التعليم و كان كل ما بناه من فكره العملاق معتمدا على عشقه للمعرفة على نهمه للقراءة و على تحفزه للاطلاع و على اصراره على ذلك . و قد اتقن العقاد الانجليزية منذ كان صغيرا و ذلك بسبب مخالطته الدائمة للسياح في بلده الام اسوان و قد فتح له ذلك افاقا من المعرفة .و يذكر انه عندما كان العقاد بالمدرسة الابتدائية ، زار مدرسته الامام محمد عبده و عندما رأى دفتر العقاد بشره بانه سيكون كاتبا كبيرا .
بعد ان اتم عباس تعليمه الابتدائي عمل في وظيفة كتابية لم يلبث ان تركها و تكررت زياراته للقاهرة و قويت صلته بالادب و الفن فيها و لم تستطع الوظيفة ان تشغله عنهما البتة و اصبحت علاقته بالصحف على حد قوله علاقة "الكتابة من منازلهم" .لكنه احس بعد فترة ان الوظيفة اضيق من ان تتسع لطاقاته فتركها و تفرغ لعمله في الصحافة و اقبل على تثقيف نفسه بنفسه ثقافة واسعة .
و في سنة 1905 عمل العقاد بمدينة قنا و بدا العقاد انتاجه الشعري مبكرا قبل الحرب العالمية الاولى سنة 1914 . و في سنة 1906 عمل بمصلحة البرق ثم ترك عمله بها . و اشترك سنة 1907 مع المؤرخ محمد فريد وجدي في تحرير "مجلة البيان " ثم في "مجلة عكاظ " في الفترة بين 1912 حتى سنة 1914 و في سنة 1916 اشترك مع صديقه ابراهيم عبد القادر المازني بالتدريس في المدرسة الاعدادية الثانوية بميدان الظاهر . ظهرت الطبعة الاولى من ديوانه سنة 1916 و نشرت اشعاره في شتى الصحف و المجلات و توالى صدور دواوين شعره : و حي الاربعين ، هدية الكروان ، عابر سبيل .
و قد كتب العقاد سير لاعلام الاسلام فكتب : عبقرية محمد ، عبقرية الصديق ، عبقرية عمر ، سيرة سعد زغلول . كما اتجه للفلسفة و الدين فكتب : الله ، الفلسفة القرآنية ، ابليس .
توفي العقاد 12 مارس 1964 بعد ان ترك تراثا كبيرا .