تكبير الخط تصغير الخط

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والحصار الخانق المفروض منذ أشهر، تتصاعد التحذيرات من كارثة صحية وإنسانية تلوح في الأفق، تهدد حياة مئات آلاف الأطفال والنساء الحوامل. التقارير الطبية والحقوقية تؤكد أن القطاع يواجه انهيارًا غير مسبوق في نظامه الصحي.

نحو مليون طفل مهددون بسبب سوء التغذية

كشف خليل الدقران، الناطق باسم مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، أن حياة قرابة مليون طفل في قطاع غزة مهددة بشكل مباشر نتيجة انتشار أمراض سوء التغذية. وأوضح أن النساء الحوامل يعانين من نقص حاد في الغذاء والرعاية الطبية، ما يؤدي إلى ولادة أجنة غير مكتملة النمو.

وأشار الدقران إلى أن "الأجنة في بطون أمهاتهم لم تسلم من آثار الحصار"، لافتًا إلى امتلاء أقسام الحضانات في المستشفيات، مما يعكس عمق الأزمة الصحية.

تحذير من تفشي شلل الأطفال

وفي سياق متصل، حذر الدقران من كارثة وشيكة تهدد 600 ألف طفل إذا استمر الاحتلال الإسرائيلي في منع دخول تطعيمات شلل الأطفال إلى القطاع. وأضاف أن انتشار المرض قد لا يقتصر على غزة فحسب، بل قد يمتد إلى الدول المجاورة، مما ينذر بعواقب إقليمية خطيرة.

وزارة الصحة: الاحتلال يتعمد قتل الأطفال

من جانبه، أكد الدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في غزة، أن الاحتلال يتعمد استهداف خيام النازحين وقتل الأطفال بشكل مباشر. وقال: "نسبة الحروق بين الأطفال أعلى بكثير مما نتصور، بسبب استخدام أسلحة فتاكة"، مضيفًا أن العديد من الأطفال فقدوا حياتهم جراء سوء التغذية، وسط صمت دولي مريب من قبل المنظمات الإنسانية والحقوقية.

"أطباء بلا حدود": النظام الصحي منهار

بدوره، وصف الدكتور فادي المدهون، المدير الطبي لمنظمة "أطباء بلا حدود" في غزة، الوضع الصحي في القطاع بـ"المنهار"، مشيرًا إلى أن حوالي 50 ألف مريض وجريح بحاجة لعمليات جراحية عاجلة، في ظل النقص الحاد في الإمدادات الطبية. كما أوضح أن آلاف الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد دون أي استجابة دولية فعالة.

اليونيسف: حياة أطفال غزة تعتمد على وقف إطلاق النار

وفي ظل هذه الأوضاع الكارثية، أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" عن قلقها العميق من انهيار النظام الصحي في غزة. وقالت في منشور لها عبر منصة "إكس"، إن مستشفيات القطاع التي تعالج الأطفال وحديثي الولادة "تفتقر إلى المعدات الطبية الأساسية وتعمل في ظروف غير إنسانية".

وأكدت "اليونيسف" أن بقاء أطفال غزة على قيد الحياة مرتبط بشكل مباشر بإعادة فرض وقف إطلاق النار والسماح الفوري بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

العدوان المتواصل منذ أكتوبر: أرقام صادمة

تجدر الإشارة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قد استأنف عدوانه على قطاع غزة في 18 آذار/مارس 2025، بعد هدنة استمرت شهرين، إلا أنه لم يلتزم ببنود الاتفاق طوال فترة التهدئة.

ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وبمساندة أميركية وأوروبية، تواصل "إسرائيل" ارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد سكان القطاع، أسفرت عن أكثر من 168 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود، وسط صمت دولي مخزٍ.