- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
خلدون الشيخ يكتب: دراما اليوم الاخير!
خلدون الشيخ يكتب: دراما اليوم الاخير!
- 28 مايو 2023, 3:23:16 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تختتم اليوم منافسات الدوري الانكليزي الممتاز بعد تسعة شهور طويلة ومضنية، تخللها انقطاعان، أحدهما قصير حداداً على وفاة ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية، والانقطاع الثاني لنحو ستة أسابيع بسبب اقامة مونديال قطر 2022.
لكن اثارة اليوم الأخير ستكون محدودة في نهاية هذا الموسم، فمانشستر سيتي حسم اللقب قبل 3 جولات، ومانشستر يونايتد ونيوكاسل حسما المركزين الاخيرين المؤهلين الى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، ليحرما ليفربول من التأهل الى المسابقة القارية الأم للمرة الأولى منذ 2016، وهو ما قاد الى امتعاض النجم المصري محمد صلاح الذي اعتذر للجماهير على موسم مخيب، فيما فسره بعض الصحفيين بأنه قد يفكر بالرحيل عن الليفر، وهو ما أجاب مدربه يورغن كلوب عليه بقوله: «لا أعتقد ان تصريحاته تنم على ذلك، لكن لو جاءني أي لاعب واخبرني انه يريد الرحيل لاننا لم نتأهل الى دوري الأبطال فسأقوده بسيارتي الى ناديه الجديد بكل سرور».
طبعاُ ليفربول سيشارك في مسابقة الدوري الاوروبي التي أحرز لقبها 3 مرات، آخرها في 2001، وخسر نهائي 2016 أمام اشبيلية، وسيكون معه مفاجأة الموسم برايتون الذي ضمن المركز السادس، وقد ينضم اليهما ويستهام في حال نجح وفاز على فيورنتينا الايطالي في نهائي مسابقة الكونفرنس ليغ الذي يتأهل بطلها تلقائيا الى اليوروبا ليغ. وسيبقى الصراع في اليوم الأخير بين أستون فيلا (58 نقطة) وتوتنهام (57) وبرينتفورد (56) على بطاقة اللعب في الكونفرنس ليغ.
لكن الصراع الحقيقي الذي قد يكون مكلفاً مادياً هو صراع تفادي الهبوط، الذي سيكون بين 3 فرق على مركزين، بعدما تأكد هبوط ساوثهامبتون، لتنحصر بطاقتا الهبوط الأخريان بين ايفرتون (33) وليستر (31) وليدز (31)، حيث سيحرم الخاسران من مكافآت البريميرليغ الكبيرة والمقدرة بـ120 مليون جنيه استرليني على أقل تقدير لكل منهما.
قد لا تكون المنافسات المتبقية في قمة الاثارة، لكن كثيراً منا ما زال يتذكر نهاية موسم 2011-2012 عندما نجح المهاجم الأرجنتيني سيرجيو أغويرو بتسجيل هدف الفوز على كوينز بارك رينجرز في الثواني الأخيرة ليخطف بهذا الانتصار اللقب من جاره مانشستر يونايتد، فرينجرز نجح بالتقدم بهدفين نظيفين، ما قرب اللقب الى «أولد ترافورد»، لكن السيتي قلص الفارق، لتبقى النتيجة حتى الدقيقة 90 خسارة السيتي 1-2، في مقابل انتصار جاره على سندرلاند 1-0، لكن في الوقت بدل الضائع عادل ايدين دجيكو للسيتي لتصبح النتيجة 2-2، وبعد 3 دقائق و20 ثانية من الوقت بدل الضائع سجل أغويرو هدف الفوز وحسم اللقب بصورة لا تصدق، لتكون احدى اللحظات الفارقة في تاريخ الكرة الانكليزية، مانحاً اللقب الأول للسيتي بعد غياب 44 عاماً، وليصبح لاحقاً الأول من 7 ألقاب أحرزها «السيتيزينز» في 12 عاماً.
وفي 2006-2007 كان الجدل يحتدم على مشروعية الملكية المشتركة للنجمين الارجنتينيين كارلوس تيفيز وخافيير ماسكيرانو، وفي اليوم الأخير لذلك الموسم كان فريقهما ويستهام بحاجة الى الفوز لضمان البقاء، فذهب الى ملعب البطل مانشستر يونايتد ونجح في الفوز بفضل هدف تيفيز، ما عنى هبوط شيفيلد يونايتد، وقاد لاحقاً الى شكاوى قضائية انتهت بتعويض شيفيلد يونايتد 20 مليون جنيه استرليني، بسبب هدف تيفيز.
وقبلها بموسم، في 2005-2006، كان الصراع محتدما بين الجارين اللندنيين العدوين أرسنال وتوتنهام على المركز الرابع المؤهل الى دوري الأبطال، وفي اليوم الأخير من الموسم كان يدرك توتنهام انه اذا انتصر على ويستهام فانه سيضمن المركز الرابع وبالتالي المشاركة في دوري الابطال على حساب جاره ارسنال الذي كان يواجه ويغان في ملعبه في الجولة الأخيرة. أرسنال حافظ على جآشة صبره وهدوئه ونجح بالفوز 4-2 بفضل ثلاثية من نجمه الفرنسي تييري هنري. لكن عند معسكر توتنهام كانت الأحوال كارثية وتسير من سيئ الى أسوأ، حيث مرض عدد من لاعبي توتنهام في الليلة السابقة للمباراة، وسبب الاعياء انهم اصيبوا بحالة تسمم، فتوجهت أصابع الاتهام الى طباخ الفندق الذي جهز لهم طبق «لازانيا»، بل اتهمه البعض بانه مشجع لأرسنال وتعمد تسميم اللاعبين. لكن تحقيقات رسمية من اتحاد كرة القدم أثبتت ان التسمم كان سببه «فيروس» انتقل بين اللاعبين. وحاولت ادارة توتنهام تأجيل المباراة لبضعة أيام بدون نجاح، فخسر الفريق الذي كان يدربه حينها مارتن يول 1-2 أمام ويستهام، لينهي الموسم في المركز الخامس ويفقد فرصة ذهبية للتأهل الى التشامبيونزليغ على حساب عدوه اللدود أرسنال.
اليوم لن نشهد مثل هذه الدراما، لكن لعدد من الأندية قد يكون مصير هبوطها من الدرجة الممتازة بمثابة نهاية حقبة وربما نهاية وجوده بين الكبار الى أمد بعيد غير منظور.