- ℃ 11 تركيا
- 26 ديسمبر 2024
حوار مع الدكتور عبد القادر عزوز أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق والمستشار في رئاسة الحكومة السورية.
حوار مع الدكتور عبد القادر عزوز أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق والمستشار في رئاسة الحكومة السورية.
- 7 مارس 2023, 12:14:47 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لم تقف كارثة الزلزال في سورية وتركيا الشهر الفائت 6 شباط على زلزال طبيعي هو الأقوى من نوعه خلال قرون، ولكن تبع ذلك اختلاف في المواقف السياسية للولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية في تقديم المساعدات الإنسانية تبعاً لمصالحها متجاهلين الموقف الإنساني من ضرورة الإسراع في إنقاذ منكوبي الزلازل في سورية, بينما لم يكن موقفها إنسانياً وعادلاً في رفض التعامل مع الحكومة السورية والعمل على إيصال المساعدات للسوريين، ما أعاق عملية الإنقاذ وتقديم المساعدات والتقليل من عدد ضحايا الزلزال وعدم مقدرة الحكومة السورية على تقديم كافة المساعدات للمنكوبين بسبب الحصار الخانق الذي عانت منه البلاد بعد فرض قانون قيصر على سورية عام 2019 ، وفرض عقوبات على كل دولة تتعامل معها .
الزميلة أية الناصر أجرت حواراً مع الدكتور عبد القادر عزوز المستشار في رئاسة الحكومة السورية وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق تحدث فيه عن الموقف الأميركي غير الإنساني تجاه كارثة الزلزال في سورية واتباعه المصالح السياسية دون مراعاة لمشاعر أسر ضحايا الزلزال وتأثيراته هذا الزلزال على الشعب السوري ما يفقد الولايات المتحدة ادعاءاتها المتكررة ومصداقيتها بالدفاع عن الإنسانية وحقوق الإنسان التي تتشدق بها في وسائل إعلامها والمحافل الدولية.
1- دكتور عبد القادر كيف ترون موقف الولايات المتحدة تجاه كارثة الزلزال الذي وقع في سورية الشهر الفائت ؟
أميركا لم تراعِ حقوق الإنسان في سورية وعادت من جديد لتسييس الملف الإنساني متجاهلة جميع القوانين والمنظمات الإنسانية, وبالرغم أن أهم المبادئ الناظمة للعمل الإنساني هو الحياد والاستقلالية وعدم التحيز، لكن وجدنا أن تسييس هذا الملف ما زال مستمراً، منذ بداية الحرب على سورية، وحتى بعد وقوع الزلزال.
2- أعلنت الولايات المتحدة تخفيف العقوبات على سورية لمدة ستة أشهر بسبب وقوع الزلزال, هل هذا التخفيف حقيقي؟ وهل فعلا سينعكس إيجابا على الشعب السورية ؟
قامت الولايات المتحدة الأميركية بالتخفيف استجابة للضغط الدولي عموماً وهي تذرعت بأن بقانون قيصر "غير الشرعي" والذي كان بمثابة سلاح موجه لكل شركة ولكل دولة تتعامل مع الدولة السورية وليس فقط موجه تجاه شركات أو تجاه الحكومة السورية , بل هو انتهاك لسيادة العديد من الدول على المستوى العالمي فهذا القانون غير الشرعي وغير القانوني لاشك أنه جاء في اطار محاولة الولايات المتحدة الاميركية لتخفيف الضغط عليها وجاء مناورة سياسية لا أكثر.
3- قامت أميركا باحتلال أراض من سورية وسرقت خيراتها كالنفط والغاز دون أن تؤمن احتياجات مواطني الأراضي من تلك الثروات , أليست هذه جريمة حرب؟
أميركا تسرق خيرات الشعب السوري في انتهاك واضح للقرار 1803 الصادر عام 1962 والمتعلق بسيادة الدول على مواردها الطبيعية، فهي تسرق خيرات الشعب السوري وتسرق النفط والقمح السوري وهذا ليس ملك للحكومة هذا ملك للشعب وهي تقوم بسرقته أمام مرأى وتجاهل وصمت مريب من قبل المجتمع الدولي.
4- أعلنت الولايات المتحدة أنها ترفض التعامل مع الحكومة السورية, وسترسل مساعداتها عن طريق المنظمات الإنسانية العاملة في سورية, لماذا تتعمد واشنطن استخدام هذا الأسلوب ؟
الولايات المتحدة تتحدث أنها سترسل مساعدات عن طريق منظمات دولية طبعاً هذا عموما انتهاك لسيادة الدولة السورية, وبالتالي لا يجوز أن يتم أي تسليم للمساعدات إلا بإشراف الحكومة السورية, نعم يقدم إلى الهلال الأحمر السوري كمنظمة دولية لكنها عملياً لم تقدم ذلك وأرسلت بعض المساعدات لمنظمات تابعة لها لدينا الكثير من الشكوك حول دوافعها وطبيعة عملها كمنظمة "الخوذ البيضاء" ولكن عموماً لم تصل أية مساعدات إلى الشعب السوري في المناطق المنكوبة كمدينة حلب واللاذقية وحماة وغيرها.
5- الولايات المتحدة قدمت الدعم للمجموعات الإرهابية بالسلاح وامتنعت عن تقديم المساعدة للمدنيين المنكوبين بالزلزال , كيف تفسر هذا التناقض الأميركي ؟
كعادتها الولايات المتحدة تتبع المعايير المزدوجة فهي من جهة مستمرة في تقديم الدعم والأسلحة لتنظيم داعش الإرهابي ولجبهة النصرة من معلومات استخباراتية ولوجستية لتعود داعش مجدداً ببعض العمليات الإرهابية في سورية, وبالمقابل أيضاٌ تمتنع عن إرسال المساعدات اللازمة لتحقيق استجابة عاجلة وطارئة لمواجهة تداعيات الزلزال المدمر لرفضها التعاون مع الدولة السورية
6- هل تعتقد بأن الحلول السياسية في سورية تعرقلت بسبب العقوبات التي فرضتها واشنطن على سورية ؟
أميركا نعم هي من تعيق الحل السياسي بتدخلاتها في جلسات الحوار في اجتماعات اللجنة الدستورية وغيرها كلها أعاقت الحل السياسي في سورية ولم تقدم ما يفيد السوريين أو تقدم حل في اتجاه العملية السياسية وأيضا في المقابل لم تستطع أن تفرض رؤيتها وتصورها للحل السياسي في سورية، وهذا بسبب صمود الشعب السوري وصمود القيادة وصمود الجيش العربي السوري وتعاون حلفاء سورية ومحور المقاومة والأشقاء في العراق والأصدقاء في إيران وروسيا والعديد من الدول, وهذا ما منع من تنفيذ المشروع الأميركي بتقسيم سورية لمناطق عدة, ولم تجد إمكانية للتطبيق ولكنها لأسباب متعددة استطاعت إلى الآن عرقلة الحل في سوريه , وعموما إن الولايات المتحدة الأميركة كان موقفها تجاه الكارثة لا يرقى إلى مستوى الجهود الدولية عندما تصاب منطقة ما على مستوى هذا النوع من الكوارث, وبالتالي نستطيع القول بأنها كانت متخاذلة جداً ومعيقة في تقديم المساعدات اللازمة للشعب السوري مؤثرةً على سورية في قدرتها بالاستجابة لهذا النوع من الكوارث الطبيعية غير المعهودة سواء من جهة توفير فرق الإنقاذ أوالمساعدة في تأمين المأوى المناسب, وكذلك الرعاية الطبية والصحية وكل احتياجات المتضررين بالزلزال في سورية
7- بعد تخفيف العقوبات على سورية من قبل الولايات المتحدة الأميركية, هل تعتقد أنها ستغير سياستها مستقبلاً تجاه سورية بعد الزلزال، والانفتاح العربي والإقليمي على دمشق ؟
نتمنى من الولايات المتحدة الأميركية أن تنحو في سياستها تجاه مبادئ القانون الدولي واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، ولكن إلى الآن لا أعتقد بأنه يلوح في الأفق القريب أي تغيير في السياسة الأميركية تجاه سورية.
الدكتور عبد القادر عزوز المستشار في رئاسة الوزراء وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق .. شكراً جزيلاً على مشاركتك معنا في هذا اللقاء المفيد والبناء.
أجرت الحوار: آية أكرم الناصر