حوار مع النائب بمجلس الشعب السوري نضال مهنا حول موقف أمريكا اللا إنساني تجاه كارثة الزلزال في سورية

profile
  • clock 6 مارس 2023, 2:49:32 م
  • eye 513
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

منذ وقوع الزلزال في كل من سورية وتركيا اتبعت الولايات المتحدة الأميركية نهجاً عدائياً تجاه الدولة السورية معلنة أكثر من مرة على ألسنة مسؤوليها والمتحدثين باسمهم أنها لن تقيم أي علاقات مع الدولة السورية بحجة تقديم مساعدات إنسانية بعد كارثة الزلزال مميزة بين ضحايا الزلزال في سورية وتركيا وبين المناطق التي تخضع للدولة السورية والمناطق التي الخارجة عن سيطرتها

صحيح أن الولايات المتحدة أعلنت أنها رفعت العقوبات عن سورية لمدة ستة أشهر بسبب الزلزال لكن هذا يؤكد أن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على سورية عبر قانون قيصر هي عقوبات مضرة بالشعب السوري وساهمت هذه العقوبات بزيادة عدد الضحايا وتقليل فرص إنقاذ الناجين لعدم امتلاك الدولة السورية المعدات اللازمة لمواجهة الزلزال سواء في القطاع الصحي أو قطاع النقل وكل قطاعات البنية التحتية السورية

وكالة خبر أجرت مقابلة مع عضو مجلس الشعب السوري الأستاذ المحامي نضال مهنا عبر مندوبتها الزميلة آية الناصر تحدث فيها عن التصرفات الأميركية غير الانسانية تجاه الشعب السوري دون مراعاة لضحايا الزلزال وتأثيراته على الشعب السوري ما يفقد الولايات المتحدة ادعاءاتها المتكررة بالدفاع عن الإنسانية وحقوق الإنسان 

- أستاذ نضال كيف تنظرون الى مواقف الولايات المتحدة من كارثة الزلزال في سورية ؟

الزلزال أصاب المنطقة الجغرافية بين تركيا وسورية ولن يعترف على الإطلاق بالحدود السياسية ولن يميز بين المواطنين حسب انتماءاتهم السياسية أو العرقية أو الدينية سواء كانوا سوريين أو أتراك, مواطنين موالين للدولة السورية أو المعارضة فالولايات المتحدة الأميركية تتعاطى بشكل مسيس, والمتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايز تحدث بشكل مختلف على جانبي الحدود وعن دولة حليفة للناتو, وعلى الجانب الآخر عبر منظمات شريكة للغرب كالخوذ البيضاء وكأن الواقعين تحت سيطرة الدولة لا تنطبق عليهم الصفة الإنسانية أو أنهم من كوكب آخر وبالتالي تتحدث الولايات المتحدة الأميركية عن معابر غير تابعة للدولة وهذا التعاطي كان أثناء الحرب على سورية كمحاولة لتجاهل الدولة والتعامل مع المجموعات الإرهابية.

 باختصار إن الولايات المتحدة الاميركية تقف مع الكارثة ضد المواطنين وبشكل مسيس وليس بشكل إنساني وتستخدم الزلزال في سياق الحرب المتواصلة على الشعب والدولة السورية .

2- أعلنت الولايات المتحدة أنها خففت العقوبات عن سورية لمدة ستة أشهر بسبب الزلزال , هل هذا التخفيف حقيقي, وهل فعلاً سيستفيد منه الشعب السوري؟

 طبعاً أصدرت الخزانة الأميركية الرخصة 23 التي تسمح لمدة 180 يوماً لجميع معاملات الإغاثة وادعت أن هذا الترخيص عام وشامل ويسمح بكل ما كان محظوراً, وإن العقوبات لن تقف بطريق الجهود المبذولة حتى تتمكن الجهات الإغاثية من المساعدات والتركيز على إنقاذ الأرواح, ولكن حقيقة هذا التخفيف محاولة لإظهار الولايات المتحدة بأنها تتعاطى بشكل إنساني, ولكن ما ورد في الأفعال الأميركية يظهر أن الولايات المتحدة تتعاطى مع جهات غير حكومية وغير رسمية, وبالتالي إظهار الدولة بأنها دولة هشة وضعيفة وغير قادرة على التعاطي مع الأحداث, والقيام بواجباتها, علماً أن الدولة السورية بمؤسساتها هي التي واجهت المأساة, وبالتالي هذا الاسلوب يعرقل الوصول السريع والاغاثي و الإنقاذي للمساعدات بشكل مباشر إلى المنكوبين ولهذا رأينا بعض الدول الغربية وبعض الدول التي كانت تحتاج الى إذن أميركي تحط طائراتها المتجهة لتقديم العون في مطارات مجاورة كمطار بيروت وهذا يحرف المساعدات عن المسار المباشر, ولكن رفع العقوبات ولو بشكل مخفف سيحرج الولايات المتحدة أمام بعض الدول التي تحركت بشكل مباشر وسريع وإنقاذي كما حصل في العراق من خلال الأساطيل البرية والجوية المتجهة إلى حيث يتواجد المنكوبون, وكما فعلت الجزائر أيضاً, وبالتالي هذه الأفعال ستحرج الولايات المتحدة, وهي التي كانت تحاول منع التواصل بين سورية ودول الجوار للتخفيف من معاناة الشعب السوري.

3- أعلنت الولايات المتحدة أنها سترسل مساعداتها عن طريق المنظمات الإنسانية العاملة في سورية , لماذا تتعمد استخدام هذا الأسلوب ؟

إن الأسلوب المتبع للولايات المتحدة باللجوء إلى المنظمات الإنسانية يدل على التسيس المبيت ومحاولة تهميش الدولة وإن تعاطي الولايات المتحدة الأميركية خلال فتره الزلزال هو في سياق الحرب الطويلة الممنهجة ضد الدولة السورية ومحاولة لإضعاف هذا الدور, واستخدام الزلزال كأداة من أدوات الحرب. 

4- ألا ترون أن الولايات المتحدة لم تراع أي أمور إنسانية أو حقوق إنسان عند وقوع الزلزال في سورية ؟ 

الولايات المتحدة الأميركية تحاول أن تحافظ من حيث الشكل على التزامها بالخطاب الذي يظهر أنها دولة إنسانية ولكن سلوك الولايات المتحدة الأميركية خلال الزلزال يُظهر أنها تعاطت بشكل مسيس والدليل على ذلك انها تتعاطى بالحديث عن معابر خارج سيطرة الدولة ولأنها أيضا تتعاطى مع جهات أو منظمات تابعة لها كما انها تعاملت مع تركيا باعتبار أنها دولة حليفة للناتو وبالتالي الولايات المتحدة الأميركية تخالف كل ما هو إنساني, وتتعاطى بشكل مسيس من خلال التمييز بين المواطنين حسب ولاءاتهم وبالتالي تكون انسان بنظر الولايات المتحدة عندما تعمل ضد دولتك وعندما تعمل تحت أجندة الولايات المتحدة الاميركية . 

5- أميركا تحتل أراض من سورية وتسرق خيراتها ,أليست هذه جريمة حرب؟

الولايات المتحدة الأميركية التي تصطاد بالماء العكر وتتباكى على الضحايا وتذرف دموع التماسيح هي تتسبب بالمعاناة وتستمر بهذه المعاناة وتتحمل نتائج المعاناة فهؤلاء الذين أصابهم الزلزال البيولوجي تعرضوا خلال السنوات العشرة الماضية  لزلازل الإرهاب, ولذلك الولايات المتحدة من خلال هؤلاء الإرهابين الذين أدخلتهم إلى البلاد وتسببوا في تدمير البنية التحتية وإضعاف مقاومة المواطنين, ومن خلال الحرب والحصار والعقوبات, ما تسبب في ضعف قدرة الدولة للتحرك السريع والإغاثي والإنقاذي إضافة الى ذلك إن سرقة الولايات المتحدة الأميركية لموارد الشعب السوري المترافق مع هذه الكارثة الإنسانية يظهرهم كالقراصنة أو لصوص النهار الذين يسرقون موارد الطاقة والحبوب والغذاء بالوقت الذي يتعرض فيه المواطنون السوريون لتحدي الكارثة الزلزالية, وبالتالي هذا أسلوب فاضح من خلال اتباع سياسة زلازل الإرهاب والحرب والتدمير والسرقة والعقوبات الأحادية الجانب إضافة إلى سرقة الموارد, في ظل تعاطي الدولة مع الكارثة, تظهرالولايات المتحدة الأميركية وكأنها تبحث عن الأساليب الالتفافية للتعاطي بشكل مباشر مع المواطنين الذين يتعرضون للكارثة, وتستخدم كل الأساليب الدعائية لإظهار نفسها أنها دولة إنسانية في حين أنها على الأرض تتعاطى بشكل بعيد كل البعد عن الانسانية وتتصرف تماما كالوحوش في الغابة.

6- الولايات المتحدة زودت المجموعات الإرهابية بالسلاح وامتنعت عن تقديم المساعدة للمدنيين المنكوبين بالزلزال, كيف تفسر هذا التناقض الاميركي ؟

سياسة الولايات المتحدة الأميركية مستمرة كحالة عدائية لسورية وللعديد من الدول وهي حاولت منع الأتراك من أي مبادرة لفتح قنوات مع الدولة السورية وكذلك فرضت ضغوط شديدة في السنوات الماضية على الدول العربية  والإقليمية المحيطة بسورية وتحركت بشكل عاطفي وانساني وأخوي وأخلاقي بشكل مباشر متعاطفة مع الحالة الإنسانية هي تساهم في كسر هذا الحصار والانفتاح على الدولة لأن هذه الدول متضررة من سياسة الولايات المتحدة الأميركية, وبالتالي هذا الانفتاح العربي يشكل مصلحة تتعلق بالأمن القومي العربي والحاجة ملحة لعدم استمرار حالة التدهور والزلازل المتعلقة بالأمن الغذائي والصحي والاقتصادي والمتدحرج من دولة إلى أخرى, وأن دبلوماسية الزلازل ستعيد رسم قواعد جديدة بالعلاقات الإقليمية والدولية 

7- هل تعتقد أن تغير الولايات المتحدة سياستها تجاه سورية بعد الزلزال والانفتاح العربي على دمشق ؟ 

أعتقد أن الولايات المتحدة لن تغير سياستها تجاه سورية ولكنها ستضطر لغض النظر عن التقارب العربي والإقليمي مع سورية ما يؤدي تدريجيا لتخفيف العقوبات عن سورية, والتخفيف من حدة قانون قيصر الذي أرهق الشعب السوري والدولة السورية وحتى دول الجوار كالبنان وسورية والعراق . 

 

 

 

اجرت اللقاء الإعلامية آية الناصر . 

التعليقات (0)