حوار النار.. إدلب تطرح اختبارا جديدا قبل اجتماع بوتين وأردوغان

profile
  • clock 28 سبتمبر 2021, 7:40:36 ص
  • eye 617
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قال مركز «أوراسيا ريفيو» الأمريكي للدراسات والبحوث ان نشر تركيا المزيد من قواتها في شمال غرب سوريا كرادع ضد أي هجوم كبير من قوات النظام السوري المدعومة من روسيا، وذلك قبل اجتماع الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" مع نظيره الروسي "فلاديمير بوتين"، الأسبوع المقبل.

وتشعر أنقرة بالقلق من أن التصعيد في إدلب، آخر معقل للمعارضة السورية في شمال غرب سوريا، سيدفع موجة جديدة من اللاجئين نحو تركيا التي استضافت حوالي 4 ملايين سوري منذ بدء الصراع قبل عقد من الزمن.

ومن المتوقع أن يثير "أردوغان" هذه القضية خلال اجتماعه مع " بوتين" في 29 سبتمبر/أيلول، لكن ما يزال من غير الواضح مدى الأرضية المشتركة التي ستجمع الموقف الروسي بالتركي.

تضييق على الوجود التركي

وخلال اجتماع بين "بوتين" ورئيس النظام السوري "بشار الأسد"، الأسبوع الماضي، انتقد الرئيس الروسي وجود قوات أجنبية في سوريا دون تفويض من الأمم المتحدة.

وقتل 3 جنود أتراك في 11 سبتمبر/أيلول في إدلب مع تكثيف قوات النظام السوري لهجماتها، وقال "صموئيل راماني"، وهو مدرس في السياسة والعلاقات الدولية في جامعة أكسفورد: "تشعر روسيا بالإحباط من عدم رغبة تركيا في طرد هيئة تحرير الشام من إدلب، وتستخدم طائراتها الحربية وكذلك القوات السورية لتعزيز الضغط على تركيا".

وتقول روسيا إنها تنتظر من تركيا الوفاء بالتزامها لعام 2018 بـ"فصل المتطرفين مثل هيئة تحرير الشام عن المتمردين الآخرين في إدلب"، لكن أنقرة ترفض الادعاءات بفشلها في تحقيق وعدها.


ونأت "هيئة تحرير الشام" بنفسها عن تنظيم القاعدة وأعادت تقديم نفسها كجماعة معارضة معتدلة، في محاولة لتغيير صورتها أمام المجتمع الدولي، ولكن ما تزال الولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي وتركيا يصنفونها كجماعة إرهابية.

مخاوف تجدد موجات الهجرة

وقال "راماني": "لا ترى تركيا خطورة في التصعيد الحالي في إدلب لكنها بالتأكيد تخشى تدفق اللاجئين إن نفذ الأسد وبوتين اعتداءً واسعا، فيما يشبه أحداث أواخر عام 2019 وأوائل عام 2020؛ لذلك فإن القوات التركية موجودة لمنع مثل هذا السيناريو والتأكد من استمرار الوضع الراهن حتى اجتماع بوتين وأردوغان".

ومع ذلك، حث وزير خارجية النظام السوري "فيصل مقداد" تركيا على سحب قواتها من الأراضي السورية "على الفور"، وقال إنه يعتبر الوجود التركي "احتلالًا".

وقال "راماني" إن اجتماعات "بوتين" و"أردوغان" في الماضي خفضت، في كثير من الأحيان، التصعيد في سوريا، مثلما حدث بعد عملية "نبع السلام" في أكتوبر/تشرين الأول 2019، وعملية "درع الربيع" في مارس/آذار 2020، لذلك هناك أمل بأن يحدث هذا مرة أخرى.

وفي 24 سبتمبر/أيلول، قال "أردوغان" إنه يأمل أن تغير روسيا نهجها تجاه سوريا؛ "لأن النظام السوري يشكل تهديدا لتركيا على طول الحدود الجنوبية".

وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، تناول "أردوغان" الأزمة السورية، قائلا: "كدولة حمت كرامة الإنسان في الأزمة السورية، لم يعد لدينا الإمكانات لاستيعاب موجات هجرة جديدة".

الاحتفاظ بأوراق ضغط

وقال "أويتون أورهان"، منسق الدراسات السورية في مركز الدراسات "أورسام" في أنقرة، إن تركيا تدرك أهمية الاحتفاظ بمكانها في اللعبة السورية، وأضاف: "إذا انسحبت تركيا بالكامل من المنطقة، فستخرج من المراحل النهائية للعبة ولن يكون لها رأي عندما تبدأ عملية سياسية في سوريا".

ووفقا لـ"أورهان"، تشعر تركيا بالقلق أيضا بشأن وجود المقاتلين الأجانب والعناصر المتطرفة في إدلب، وأضاف: "إذا شن النظام هجومًا هناك، فمن المحتمل أن يتدفقوا نحو الحدود التركية وسيشكلون تهديدا أمنيا ليس فقط لتركيا بل للمجتمع الدولي".

وبالرغم أن التصعيد الأخير يكشف حدود تعاون روسيا وتركيا، إلا أنه من المرجح أن تصمد العلاقات التركية الروسية؛ لأن كلا الجانبين لديهما الكثير ليخسرانه إذا فسدت علاقتهما.


كما يقول "أورهان" إن نشر القوات التركية قبل اجتماع "بوتين" و"أردوغان" خطوة رمزية لكسب ورقة ضغط على طاولة التفاوض.

وقال: "بالرغم أن روسيا تدعم نظام الأسد، إلا أنها تولي اهتماما بالتعاون مع تركيا في مجال الطاقة والدفاع، لكنها تحاول استخدام إدلب كبطاقة مساومة في كل مرة توجد فيها أزمة في العلاقات الثنائية".

وبحسب التقارير، فقد نفذت روسيا حوالي 200 هجمة جوية ضد إدلب في سبتمبر/أيلول، كما استهدفت بعض الهجمات مناطق قريبة من المواقع العسكرية التركية.

وبالرغم أن قيادات الاستخبارات التركية والسورية اجتمعت في الماضي، إلا أن روسيا تدفع تركيا منذ سنوات لفتح قناة اتصال دبلوماسية مع النظام السوري، لكن أنقرة ليست على استعداد لاتخاذ هذه الخطوة.

ومن المتوقع أن يؤدي اجتماع "أردوغان" و"بوتين" لخفض التوتر في إدلب، لكن كليهما سيختبر إصرار الآخر قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات.


المصدر | أوراسيا ريفيو

التعليقات (0)