- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
حمادة إمام يكتب : مصطفى الفقى دبلوماسي طرد من مكتب مبارك لفساده الأخلاقي
حمادة إمام يكتب : مصطفى الفقى دبلوماسي طرد من مكتب مبارك لفساده الأخلاقي
- 13 يوليو 2021, 4:29:21 م
- 1971
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بعد أن دعا مصر الاستعانة بإسرائيل في ملف سد النهضة
في ٦١ مارس ٣٩٩١ اكتملت ولأول مرة مقاعد مجلس الشعب بالأعضاء ولم يتخلف أحد منذ بدء الحياة النيابية في مصر استعداداً لسماع الاستجواب الذي تقدم به النائب ؛كمال خالد+ نائب دمياط عن الفساد الأخلاقي لكبار المسئولين بالدولة.
وبدأ الاستجواب ساخناً ليس لرفض هيئة المكتب بالمجلس بدء الاستجواب إلا بعد استبعاد الوقائع المتعلقة بالسلطة القضائية ولكن بسبب الأسماء التي ورد ذكرها في الاستجواب وسمع الأعضاء أصواتهم مع سيدة قبض عليها ومحبوسة بسجن النساء بالقناطر
يبدأ الاستجواب والثابت في المضبطة رقم ٨٤ في ٦١ مارس ٣٩٩١ بمقولة أن هناك لوبي للفساد يتزعمه الدكتور (م ...ا..) وهو الزعيم الحقيقي لهذا اللوبي وأن قرار إقالته من منصبه الحساس راجع للفساد الأخلاقي
اما من هو هذا الدكتور فهو مصطفى الفقى رئيس مكتبة الاسكندرية الذى دعا مؤخرا مصر وعبر فضائية (m b c )الاستعانة بإسرائيل في الضغط على اثيوبيا في ملف سد النهضة .
الفقي في حواره مع الاعلاميين عمرو اديب ومصطفي شردي الذى كان يذاع في برنامج برنامج ( القاهرة اليوم) بعد سقوط مبارك دافع عنه نفسه قائلا
انه تم اخراجه من رئاسة الجمهورية بسبب قضية المشير ابو غزالة، حيث ان مبارك قلق عندما وجد صوتي يظهر في تسجيلات لوسي ارتين والتي كانوا يريدون بها ايقاع المشير ابو غزالة ,وانهم قرروا احتراما لأبو غزالة الا يسجلوا تليفونه هو، وانما قاموا بتسجيل تليفون لوسي آرتين فتم تسجيل صوتي عندما كانت تحدثني في مرة وكانت تشتكي لي من حماها تاجر الدخان, ومبارك اعتبر ظهور صوتي هذا ثغرة امنية، بالاضافة الي ان مبارك كان يشك دائما بأنني معجب جداً بالمشير ابوغزالة، مضيفا انه كان من البحيرة وابوغزالة ايضا من البحيرة وهذا زاد من شك مبارك في حبي للمشير.
يتطور الاستجواب لإذاعة نص حوار بين لوسي آرتين واللواء فادي الحبشي والذى كان يشغل وقتها مدير مباحث العاصمة عن أحواله ولماذا اختفي وهل كانت هناك عمليات إرهابية في صعيد مصر استدعت اختفاءه طوال هذه الفترة.
صورة المشير أبو غزالة وتمزيق آخر ورقة في السجل البطولي للمشير السابق والذي كان يزداد حباً وتقرباً لقلب العسكريين والمدنيين يوماً بعد يوم ولم ينس له المواطن دوره بعد اغتيال السادات في حادث المنصة في ٦ أكتوبر ١٨٩١ علي يد ضابط بالقوات المسلحة، وسيطرة الأمور بعد الاغتيال والرد علي المزاعم الغربية بأن الاغتيال كان تمهيداً لانقلاب عسكري من داخل القوات المسلحة.
ثم زاد مكانة في النفوس بعد أحداث الأمن المركزي في عام ٦٨٩١ وقدرة القوات المسلحة تحت إشرافه في السيطرة علي الأمور حتي عندما خلع رداء العسكرية وتولي منصب مساعد رئيس الجمهورية أعتبرها البعض خطوة ناحية التعيين نائباً لرئيس الجمهورية وأن المسألة مسألة وقت لا أكثر ولا أقل.
كل هذه المكانة والبطولات والانجازات ضاعت مرة واحدة وانهارت صورة العسكري المهاب والمحبوب في آن واحد.
عندما سمع الأعضاء ومن بعدهم المواطنين نص الحوار التليفوني بين المشير أبو غزالة ولوسي آرتين الأرمنية التي قبض عليها في قضية رشوة مع أحد القضاة بشقتها.
وفي الحوار يعلن المشير ويؤكد تمكنه من الحصول لها علي واسطة مع القاضي في قضية النفقة المرفوعة منها ضد زوجها.
وزاد من اتساع الحرق والتشويه لأبو غزالة أن النائب كان يذيع نص حوارات ملتهبة لنفس السيدة مع أحد مساعدي وزير الداخلية ؛اللواء حلمي الفقي+ جاء فيها تفاصيل كل ما يدور داخل غرف النوم وأنواع وألوان الملابس الداخلية وشكل الأوضاع الجنسية.
ثم اعاد النائب مرة أخري تشغيل الكاسيت لاذاعة نص حوار جديد بين لوسي آرتين ومساعد وزير الداخلية الآخر اللواء فادي الحبشي والذي أخذ يستعرض لها في التليفون إمكانياته ودوره القيادي في تنفيذ مذبحة ؛مصر الجديدة+ ويعدد الأسباب والدوافع وراء قتل لواء سابق بالشرطة ونجله. وتحول الاستجواب إلي قنابل تصيب في كل اتجاه وتسقط أهدافاً وتفتح ملفات كانت أغلقت والقي بمفاتيحها في قاع النيل.
في الوقت الذي كانت الرقابة الإدارية تقوم بمراقبة إحدي الموظفات بالشهر العقاري وتقوم بالتسجيل لها رصدت المراقبة والاتصالات أن هناك سيدة جديدة دخلت مصيدة الرشوة الخاصة بالموظفة وأن طلب السيدة من الموظفة المرتشية هو اسقاط طلب نقل ملكية عقار والمعروف بالأسبقية في الحجز أو التسجيل وذلك من خلال التلاعب في الاخطارات التي ترسل من الشهر العقاري إلي مقدم طلب التسجيل حتي لا تستكمل المدة القانونية بسبب وجود خلاف بينها وبين زوجها وأنها حصلت علي حكم من المحكمة بتجميد نفقة قدره ٠٧٤ ألف جنيه وزوجها هارب ولكن يملك عمارة بحي مصر الجديدة والعمارة تصل قيمتها إلي أكثر من مليون جنيه وأن شقيقة زوجها سبق وأن تقدمت بطلب اسبقية في التسجيل والمطلوب هو عدم استكمال اجراءات الملكية لنقل الملكية لشقيقة زوجها. واعتبرت هيئة الرقابة الإدارية أن طرفاً جديداً ظهر في القضية ولابد من وضع تليفوناته تحت المراقبة لاستكمال التحريات ولضمان صحتها حصلت هيئة الرقابة الإدارية علي اذن بوضع تليفون الراشية تحت المراقبة ولكن المكالمات التليفونية التي كانت تستقبلها الراشية أو التي كانت تجريها كشفت أنها سيدة من طراز جديد جداً وأن لها اتصالاتها وعلاقاتها التي تصل إلي شخصيات في دوائر حساسة جداً فكان لابد من رفع تقرير بالمعلومات إلي رئيس هيئة الرقابة الإدارية وهو جهاز تابع لرئيس الوزراء ويتطلب إجراء تحريات قبل القبض علي أي مسئول وموافقة الوزير المختص ووافق رئيس الوزراء علي تسجيل الاتصالات والمكالمات
وكانت التعليمات هي القبض علي لوسي آرتين وكل الذين اشتركوا معها سواء في قضية الرشوة أو قضية إسقاط النفقة التي رفعها جد أولادها ضدها.
وتمت عملية القبض علي لوسي وكان بصحبتها القاضي الذي ينظر القضية والذي قدم استقالته لحظة القبض عليه مع لوسي في إحدي الشقق.
وداخل مبني نيابة أمن الدولة بدأت تحقيقات النيابة وتفريغ شرائط التسجيلات لتكشف عن كمية الفساد المالي والأخلاقي المنتشر في مصر وأن شبكة الجنس والمال تصل إلي المناصب رفيعة المستوي وأن الفساد تغلغل إلي أبعد الحدود.
ومع اليوم الأول لبدء التحقيقات استخدم النائب العام في ذلك الوقت المستشار برجائي العربي سلاحه الذهبي في حماية المفسدين وترك الرأي العام يخبط دماغه في الحيطا حيث اصدر قراراً بحظر النشر. إلا أن التفاصيل والشرائط كانت قد تسربت وعرف الرأي العام أسماء كل الذين تورطوا وساعدوا لوسي آرتين ولا أحد يعرف إن كان هذا التسرب تم عن عمد أو سهوا خاصة وأن بلوسيا اعترفت بأنها تعرضت لضغوط عديدة لذكر أسماء بعض الشخصيات السياسية الهامة إلا أن القضية في النهاية أصابت المشير بعبدالحليم أبو غزالةا أحد أشهر ضباط القوات المسلحة المصرية.
وكان لقب أبو غزالة في تسجيلات الرقابة الإدارية هو الباشا وكان دوره في القضية هو الحوار التالي.
لوسي: أنت تعرف المشكلة بيني وبين زوجي وحصلت علي حكم يلزم اباه بدفع النفقة لكنه استأنف الحكم وهو راجل واصل بفلوسه.
أبو غزالة: هي قضيتك قدام مين من القضاة؟
لوسي: امام قاضي الأحوال الشخصية.
أبو غزالة: والقاضي ده بلده ايه؟
لوسي: السويس.
أبو غزالة: طيب عموماً أنا أعرف اللواء تحسين شنن اللي كان محافظ السويس وحاكلمه يمكن يعرف حد علي معرفة بالقاضي يكلمه ويطلب منه...
وبعد أيام جري اتصال آخر بينهما قال أبو غزالة فيه:
أنا كلمت صديقي تحسين المحافظ السابق وقال لي أنه يعرف واحد اسمه مصطفي موظف كبير في محافظة السويس وبالصدفة يسكن في بيته وممكن تروحي تقابليه وتكلميه عشان يكلم القاضي، وقابلت لوسي الموظف الكبير الذي قابلها بالقاضي والذي أكد لها أنه مش مرتشي ولا يجامل أحداً لكن تأكدي لو كان ليكي حق في هذه القضية حتأخذيه مهما كان نفوذ خصمك.