- ℃ 11 تركيا
- 15 نوفمبر 2024
جلال نشوان يكتب: جحافل المرتزقة وصراع الكبار
جلال نشوان يكتب: جحافل المرتزقة وصراع الكبار
- 19 مارس 2022, 3:28:27 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أسئلة كثيرة تدور في خلد أي متابع للأزمة الأوكرانية الروسية، ومنها :
لماذا لجأ الغرب إلى الاستعانة بجحافل المرتزقة في الأزمة الأوكرانية الروسية، تأتي الإجابة سريعة، إن جلب الآلاف من المرتزقة، بسبب الخسائر الفادحة في الأرواح، هذا من جانب، من جانب آخر خبرة هؤلاء في حرب المدن، وبالرغم من ذلك سيؤدي جلب هؤلاء إلى. احتدام الصراع وتفاقمه بين الروس والغرب كما تم في حروب سابقة ، حيث أن دخولهم على خط الأزمات في مناطق متعددة ، و وجودهم على أرض المعارك واصطفافهم إلى قوى أخرى ، انعكس بالسلب على الاستقرار
وغني عن التعريف:
أن توظيفهم يتم من خلال شركات عابرة للحدود، حيث يصل راتب الفرد إلى 3000 دولار شهريا وعلى سبيل المثال لا الحصر (شركة بلاك ووتر التى برز دورها فى حربي أفغانستان والعراق وغيرت اسمها إلى) إكس آى للخدمات الأمنية) فى عام 2009. وقد تزايد دور المرتزقة خلال السنوات الماضية (فى ليبيا والسودان وسوريا والعراق،) فى ظل تصدع نمط الدولة المركزية، مع الأخذ فى الاعتبار أن أصول المرتزقة وعددهم الدقيق تبقى أمورا غير واضحة. ووفقا لبعض الكتابات، يتم اللجوء من جانب أطراف الصراعات المختلفة للمرتزقة الأجانب فى الساحة الليبية، استنادا لعدد من العوامل التالية:
مواجهة الغليان الشعبي، حيث تشير عدة مصادر إلى أن أنظمة عديدة في العالم قمعت شعوبها من خلال المرتزقة وعلى سبيل المثال لا الحصر، للقد لجأت بعض الأنظمة العربية إلى الاستعانة بمجموعات من المرتزقة من دول عدة مثل تشاد والنيجر والكونغو الديمقراطية ومالي والسودان، لتحقيق أهداف سياسية معينة، فضلا عن بعض دول آسيا وشرق أوروبا. لذا، انتشرت ظاهرة المرتزقة الأجانب بهدف تمكين النظام من البقاء فى السلطة، فى حين استغلت مجموعات مرتزقة أخرى حالة الفراغ الأمنى لتحقيق أهداف خاصة بها.
وفي الحقيقة:
إن السبب الرئيسي، يكمن في وقوع المئات من الضحايا، الأمر الذي دعا الغرب إلى اللجوء إلى البدائل التي قد تكون أكثر نجاعة للخروج من الأزمة الحالية، فكانت فكرة اللجوء إلى المرتزقة خياراً ممكناً وقابلاً للتطبيق، خصوصاً المرتزقة الذين درّبتهم دول في الإقليم أو تعاونت معهم في سورية، ويقدّر عددهم بالآلاف. لكنّ هذا القرار ينطوي على دلالات خطيرة، ساهم الموقف العسكري الغربي في إدراكها: أنّ الحرب لن تنتهي في الفترة الحالية، وهذا إذا دخلت القوات الروسية إلى المدن الأساسية، ستواجه جحافل المرتزقة الذين قاتلوا في العديد من الدول العربية...
أنّ الخسائر الكبيرة في الأرواح، بلغت حداً خطيراً و هناك تقدير باحتمال تكبد خسائر كبيرة في المرحلة اللاحقة، وبالتالي يتيح اللجوء إلى خيار المرتزقة التخفيف أعداد القتلى من الجانب الأوكراني ، تحسّباً لعدم حصول ردات فعل عنيفة من الرأي العام الغربي ، هذا بالإضافة إلى التداعيات الاقتصادية الخطيرة على العالم
بوتين يتجه إلى حرب داخل المدن و ربما لا يستطيع تنفيذها عبر طائراته، بسبب وضعه تحت مجهر الرقابة الغربية وهو مضطر إلى استخدام تكتيكات عسكرية غير تقليدية كحرب العصابات ، لمجابهة جحافل المرتزقة الذين جلبهم الغرب إلى أوكرانيا ...
الدب الروسي الذي اجتاح أوكرانيا، للدفاع عن دونباس التي تعرضت الإبادة من قبل النازيين الأوكران ، قادر على الاستيلاء على كييف ، الا إن ذلك سيكون ثمنه باهظاً ، خاصة وقوع الكثير من الضحايا في صفوف المدنيين
قوى دولية عديدة لجأت منذ تسعينات القرن الماضي في اللجوء الى خدمات (شركات عسكرية خاصة) تلك الشركات التي توظف المرتزقة، لتنفيذ المهام التي لم تعد قادرة على القيام بها، خاصة في القارة الأوروبية. حيث تهتم الشركات العسكرية الخاصة بأسواق محددة وهامة، أي النشاطات التي لم تعد القوات العسكرية التقليدية راغبة، أو قادرة على القيام بها. إذ أصبح القادة العسكريون يعتبرون توظيف جنود لعدة سنوات للقيام بمهام معينة أمرا غير مربح، لذلك أصبحوا يفضلون المرتزقة لإنجاز مهماتهم
ويبقى السؤال الأكثر إلحاحاً :
هل تتحول أوكرانيا إلى سوريا ، ومرتعاً لجحافل المرتزقة ؟
ما نلاحظه حالياً أن الآلاف من المرتزقة يقاتلون جنباً إلى جنب مع القوات الأوكرانية التابعة إلى الرئيس الأوكراني ( زيلنسكي ) وقد ساعدت الولايات المتحدة الأمريكية في وصول الآلاف منهم إلى كييف وخاركيف
وفي المقابل ارتأت القيادة الروسية تغيير تكتيكاتها ، ، سيما وأنها تهيئ نفسها لدخول كييف ، لأن جيوش المرتزقة تمتلك خبرة كبيرة في حرب المدن ،وهنا لابد من الإشارة إلى الحملة الغربية التي تنشر الأكاذيب والتضليل والتي تهدف إلى شيطنة بوتين والتطرق إلى وحشيته ، في وقت نسى الغرب استعمارهم للشعوب واحتلال فلسطين وقتل الملايين في العراق واليمن وفيتنام ....الخ
العالم يتغير وبسرعة، ودخول المرتزقة على خط جبهات القتال في الأزمات الدولية، سيفاقم من تدهور الأوضاع، وهو بمثابة إشعال الحرائق في كل مكان