قراءة في القرار الأمريكي

ترامب ينهي الحماية المؤقتة لآلاف الأفغان والكاميرونيين

profile
  • clock 12 أبريل 2025, 5:18:19 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في خطوة جديدة تعكس تشدد إدارة ترامب الثانية تجاه ملف الهجرة، أعلنت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية عن إنهاء الحماية المؤقتة (TPS) لعشرات الآلاف من الأفغان والكاميرونيين المقيمين في الولايات المتحدة. القرار، الذي يدخل حيز التنفيذ خلال مايو ويونيو المقبلين، يضع مصير آلاف العائلات على المحك، ويعيد تسليط الضوء على سياسة ترامب في التعاطي مع المهاجرين، سواء الشرعيين أو أولئك الذين يتمتعون بحماية قانونية مؤقتة.

إنهاء الحماية: أرقام ومواعيد

وفق التصريحات الرسمية، سيفقد نحو 14,600 أفغاني وضعهم القانوني المحمي بحلول شهر مايو، بينما سيواجه حوالي 7,900 كاميروني المصير ذاته في يونيو. وكانت هذه المجموعات قد حصلت على الحماية المؤقتة بسبب الحروب والنزاعات المسلحة في بلدانهم، وهو ما أتاح لهم البقاء والعمل داخل الأراضي الأمريكية.

ما هو برنامج الحماية المؤقتة؟

برنامج "الحماية المؤقتة" (Temporary Protected Status - TPS) هو آلية قانونية فدرالية تُمنح لرعايا دول تعاني من ظروف استثنائية مثل الكوارث الطبيعية أو النزاعات المسلحة. يمنح البرنامج حامليه حماية من الترحيل وتصاريح عمل مؤقتة، وغالبًا ما يُجدد كل ستة إلى ثمانية عشر شهرًا بناءً على تقييم وزارة الأمن الداخلي.

أسباب القرار: إعادة تقييم للوضع في أفغانستان والكاميرون

في تبريرها للقرار، قالت المتحدثة باسم الوزارة، تريشيا ماكلوغلين، إن وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم رأت أن الظروف في أفغانستان والكاميرون لم تعد تبرر استمرار منح الحماية. يأتي هذا رغم أن أفغانستان لا تزال تشهد حالة عدم استقرار تحت حكم طالبان، في حين تواجه الكاميرون اضطرابات مسلحة في مناطق الجنوب الغربي والشمال الغربي.

ترامب واستراتيجية التشدد في الهجرة

منذ عودته إلى البيت الأبيض، صعّد ترامب من وتيرة الإجراءات المناهضة للهجرة، واضعًا نصب عينيه هدفًا معلنًا بترحيل أكبر عدد ممكن من المقيمين بشكل غير قانوني. لكنه وسّع أيضًا دائرة المستهدفين لتشمل أولئك الذين يتمتعون بوضع قانوني مؤقت مثل حاملي TPS أو تصاريح "العبور المؤقت" (Parole)، وهو ما يثير قلقًا واسعًا في الأوساط الحقوقية والسياسية.

العبور المؤقت تحت المجهر

بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان عام 2021، استقبلت الولايات المتحدة أكثر من 82,000 أفغاني، دخل معظمهم بتصاريح عبور مؤقتة تمنح إقامة قانونية لمدة عامين. لكن مؤخرًا، بدأ مهاجرون – بينهم أفغان دخلوا عبر تطبيق "CBP One" خلال إدارة بايدن – يتلقون إشعارات بسحب تصاريحهم وإمهالهم سبعة أيام فقط لمغادرة البلاد، في إجراء وصفته الوزارة بأنه "استخدام للصلاحية التقديرية"، دون توضيح عدد الحالات المتأثرة.

تشابه مع أزمة أوكرانيين تلقوا إشعارات ترحيل خاطئة

اللافت أن هذه الإشعارات تتشابه في صياغتها مع رسائل تم إرسالها الأسبوع الماضي إلى مواطنين أوكرانيين عن طريق الخطأ، مما أثار تساؤلات حول دقة الإجراءات وتناسقها داخل وزارة الأمن الداخلي.

هل هي نهاية برنامج الحماية المؤقتة؟

محاولات ترامب السابقة بين عامي 2017 و2021 لإنهاء معظم برامج الحماية المؤقتة كانت قد واجهت عراقيل قانونية، كان أبرزها قرار محكمة فدرالية يمنع إنهاء الحماية عن الفنزويليين بسبب ما اعتبرته المحكمة "تصويرًا عنصريًا" للمهاجرين على أنهم مجرمون. لكن يبدو أن الإدارة الجديدة مصممة على المضي قدمًا، مستفيدة من تغييرات في تركيبة المحاكم ومن تضييق مساحة المعارضة داخل الكونغرس.

رسالة سياسية مزدوجة

من وجهة نظر مراقبين، فإن هذه الخطوات لا تعكس فقط رغبة ترامب في الوفاء بوعوده الانتخابية، بل تحمل أيضًا رسالة سياسية مزدوجة: أولًا، مهاجمة السياسات الليبرالية التي انتهجها سلفه جو بايدن، وثانيًا، تقديم نفسه كقائد يعيد تعريف السيادة الأمريكية من بوابة الهجرة.

ماذا بعد؟

المهاجرون المتأثرون أمام خيارين أحلاهما مر: إما الترحيل الطوعي خلال مهلة قصيرة، أو الدخول في معركة قانونية جديدة في محاكم الهجرة. ومع تزايد الإجراءات التقييدية، تتقلص المسارات القانونية أمام هؤلاء، ويُطرح السؤال الأهم: هل سيؤدي هذا النهج إلى إعادة تشكيل نظام الهجرة الأمريكي بالكامل أم سيواجه مقاومة جديدة من القضاء والمجتمع المدني؟
 

التعليقات (0)