تحليل: انسداد المفاوضات ينذر بتصعيد دبلوماسي وعسكري بين إيران وأمريكا

profile
  • clock 1 أغسطس 2023, 7:40:58 ص
  • eye 506
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

سلطت المحللة المختصة بالشؤون السياسية والدفاعية في الشرق الأوسط وأوروبا، كارولين دي روز، الضوء على تصاعد التوترات مع تعزيز إيران والولايات المتحدة وجودهما في مياه الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أعلنت أنها ستنشر المدمرة، يو إس إس توماس هودنر، وطائرات مقاتلة من طراز F-35 في خليج عمان ومضيق هرمز، بعد أن نشرت طائرات مقاتلة من طراز F-16 وطائرة هجومية من طراز A-10، والمدمرة، USS McFaul، الأسبوع الماضي.

وذكرت كارولين، في تحليل نشره موقع "جيوبوليتيكال فيوتشرز" وترجمه "الخليج الجديد"، أن واشنطن لم تحدد المدة التي ستقضيها المدمرتين في المنطقة، غير أنها أعلنت إرسالهما "لمراقبة الأمن ودعم جهود الحماية لممرات الشحن المحلية".

وأضافت أن إيران ردت بمناورات عسكرية تحاكي هجومًا في مضيق هرمز، شملت أكثر من 90 طائرة، بما في ذلك طائرات مقاتلة وطائرات مسيرة وقاذفات، مشيرة إلى أن القوات الإيرانية انسحبت بكثافة من قاعدة "بندر عباس"، التي تقع عند مصب المضيق، في إشارة إلى أن التدريبات يمكن أن تساعد أفراد تلك القوات على شن هجمات على القوات الأجنبية التي تحمي السفن التجارية المارة عبر خليج عمان.

وجرى التطور الأخير بعد أن حاولت إيران الاستيلاء على ناقلتي نفط في مضيق هرمز، وهو أكثر نقاط الاختناق استراتيجية في العالم، ما قد قد يؤدي إلى إحداث فوضى في سلاسل التوريد العالمية، وارتفاع تكاليف التوريد وأسعار الطاقة.

وتعترف إيران بأهمية المضيق، وسعت إلى الاستفادة من قربه من حدودها، وتقوم دوريا بتهديد الناقلات التي ترفع أعلامًا أجنبية والاستيلاء عليها بشكل مباشر.

وفي غضون عامين فقط، استولت طهران على أكثر من 5 سفن تجارية، لكن الحادثة الأخيرة كانت مختلفة، إذ مع اقتراب المدمرتين الأمريكيتين من المضيق، فتح أفراد من القوات الإيرانية النار.

وهنا تشير محللة الشؤون السياسية والدفاعية إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها يشعرون بالحاجة الملحة لتوفير غطاء جوي في تلك المنطقة الحساسة، لافتة إلى أن التصعيد المفاجئ يظهر أنه على الرغم من جميع إجراءات خفض التصعيد في الماضي، إلا أن التوترات لا تزال قائمة، وأن مصالح البلدين لا تزال متباينة.

كما يُظهر السلوك الإيراني أن حكومتها تسعى لبناء نفوذ ضد الولايات المتحدة وشركائها والجهات الفاعلة الإقليمية لمتابعة مصالحها، مع إبقاء الباب مفتوحًا للتطبيع مع دول الجوار ووقف التصعيد من خلال الحوار مع منافسيها في الخليج.

فطهران تبني مواقفها على توازن دقيق، وبسبب سنوات من العقوبات الغربية والعزلة التجارية الناتجة عنها، فإنها تبحث عن تخفيف فوري للعقوبات.

 ولن تنظر الولايات المتحدة وشركاؤها في رفع العقوبات إلا إذا عدلت إيران سلوكها وقدمت تنازلات تتعلق ببرنامجها النووي أو الوجود المتقدم لميليشيات وكيلة عنها، تهدد المصالح الأمريكية في جميع أنحاء بلاد الشام.

واقتربت إيران من طاولة المفاوضات مرات لا تحصى، إلا أنها لم تصل إلى حد التغييرات الدائمة التي تطلبها الولايات المتحدة وشركاؤها، لأنها لا تستطيع أن تفقد مصداقيتها في الداخل.

فقبضة الحكومة الإيرانية لاتزال ضعيفة بعد شهور من المظاهرات المناهضة لها بعد مقتل الشابة، مهسا أميني، على يد شرطة الأخلاق، في أكبر تحد للقيادة الإيرانية منذ ثورة 1979، ما يرسخ قناعة لدى طهران بأنها لا تستطيع التراجع أو تنفيذ إصلاحات كبيرة ترضي المعارضة أو تبدو ضعيفة في مواجهة الجرائم الغربية.

وما زالت المحاولات جارية لإحياء المحادثات بشأن برنامج إيران النووي، إذ تحدث وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، هذا الأسبوع، مع وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عبر الهاتف، لمناقشة سبل تحقيق زخم جديد للمحادثات، كما جرت موجة من النشاط الدبلوماسي بين إيران ودول الخليج العربي، دون نتيجة حتى الآن.

وأدى ذلك إلى خلق مساحة أكبر لسلوك أكثر تصعيدًا، لا سيما بالنسبة لإيران، التي تريد كسر عزلتها الاقتصادية، واستغلال النقاط الإقليمية الساخنة حيث يتضاءل الوجود الأمريكي، والحفاظ على نفوذها في الخارج.

ولا تريد إيران أو الولايات المتحدة صراعاً مباشراً وواسع النطاق، لكن المحادثات النووية المسدودة وجهود التطبيع الإقليمية البطيئة، تجعل الضرورة أكبر لإثارة بعض التوترات.

وتخلص كارولين دي روز إلى توقع تصعيد محدود، خلال الأشهر القليلة المقبلة، قد يشمل سجالا دبلوماسيا واحتكاكات بحرية ومصادرة ناقلات نفطية في خليج عمان، وربما ضربات المتبادلة بين القوات الأمريكية والميليشيات المتحالفة مع إيران في بلاد الشام.

المصدر | كارولين دي روز/جيوبوليتيكال فيوتشرز

التعليقات (0)