- ℃ 11 تركيا
- 13 نوفمبر 2024
تبون في مقابلة مع “لوفيغارو”: على فرنسا والجزائر التحرر من عقدتي المستعمِر والمستعمَر
تبون في مقابلة مع “لوفيغارو”: على فرنسا والجزائر التحرر من عقدتي المستعمِر والمستعمَر
- 30 ديسمبر 2022, 7:28:39 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في مقابلة مع صحيفة “لوفيغارو”، اعتبر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن رفع فرنسا قبل أيام القيود عن التأشيرات الممنوحة للجزائريين تعد خطوة منطقية نظرا لتطورات الأمور، مذكراً بأن حركة المواطنين بين الجزائر وفرنسا تم تنظيمها بموجب اتفاقيات إيفيان عام 1962 واتفاقية عام 1968، موضحا أن هناك خصوصية جزائرية حتى بالمقارنة مع البلدان المغاربية الأخرى، تم التفاوض عليها ويجب احترامها.
وقال تبون: “اسمحوا لي أن أعيد عبارة صديق أخبرني مؤخرًا، من باب الممازحة أنه يجب على الجزائريين الحصول على تأشيرات فرنسية لمدة 132 عامًا (مدة الاستعمار الفرنسي في الجزائر)”.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الحكومة الجزائرية من جانبها قد قامت بزيادة عدد جوازات المرور القنصلية والتي تسمح بتنفيذ الالتزامات بمغادرة الأراضي الفرنسية بالنسبة للأشخاص غير المرغوب فيهم، قال الرئيس الجزائري إن مصطلح غير مرغوب فيه قابل للنقاش، لأنه يشير إلى الأشخاص الذين لا يتمتعون جميعًا بنفس الوضعية، إذ إن هناك مزدوجي الجنسية يجب معاملتهم كفرنسيين، وهناك من يحملون الجنسية الجزائرية فقط. هؤلاء من يجب عليهم بالطبع أن يحترموا القانون الفرنسي، يُشدد عبد المجيد تبون، مضيفا أن هناك جزائريين أصبحوا متطرفين في فرنسا، لكن يتعين علينا معرفة السبب، لأن التطرف ليس جزائريًا.
وهناك من غادر فرنسا أو بلجيكا وأصبح متطرفًا في سوريا أو في أي مكان آخر. بين هؤلاء، لا يمكن تحميل الجزائر المسؤولية، يقول الرئيس الفرنسي، مؤكداً أن 250 جزائريًا فقط غادروا أوروبا وانضموا إلى داعش.
وأكد تبون أن حجم التصاريح القنصلية زاد، لكن ليس العدد هو المهم، “إنه احترام المبادئ. لا توجد دولة بمفردها غير الجزائر تتمتع بمثل هذه الكثافة من التبادلات مع فرنسا”.
ردا على سؤاله ما إذا كانت فرنسا طلبت من حكومته زيادة شحنات الغاز مقابل قرارها بشأن التأشيرات، قال الرئيس الجزائري إنه عندما يكون لدى بلاده فوائض، فإنها تشاركها مع الآخرين، مضيفاً القول إن الاتحاد الأوروبي وفرنسا ليسا خصمين لبلده، وهو ملزم بعلاقات حسن الجوار، وبالتالي إذا طلبت فرنسا من الجزائر زيادة صادراتها من الغاز فإن حكومته ستفعل ذلك، ومشيرا إلى أن إيطاليا طلبت ذلك، وقد شرعت الجزائر في إنشاء خط أنابيب غاز ثان بين سواحلها وصقلية، من أجل زيادة حجم شحناتها، عامًا بعد عام، من 25 إلى 35 مليار متر مكعب ولجعل إيطاليا مركزًا نحو بقية أوروبا.
رداً على السؤال، هل للعلاقات بين فرنسا والجزائر فرصة يومًا ما لتكون هادئة؟ قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إنه يتعين على فرنسا أن تتحرر من عقدة المستعمِر وأن تتحرر الجزائر من عقدة المستعمَر. ففرنسا هي قوة عالمية ومستقلة، والجزائر قوة أفريقية لم تعد تشبه ما كانت عليه في عام 1962، يقول تبون، مشددا على أنه من الملح فتح عهد جديد من العلاقات الفرنسية الجزائرية، والمضي قدماً بعد أكثر من ستين عامًا على الحرب، معتبراً أنه إذا كانت الذاكرة جزءًا من الجينات المشتركة، فإن الجزائريين والفرنسيين يتشاركون أيضًا في العديد من الاهتمامات الأساسية، حتى لو كانت وجهات نظر البلدين مختلفة.
وبخصوص الذاكرة، شدد عبد المجيد تبون على ضرورة نزع الطابع السياسي عن جزء من الاستعمار وإعادته إلى التاريخ، مضيفا أنه يتعين أخذ بعين الاعتبار 132 سنة من الاحتلال، لأن كل شيء لا يبدأ مع حرب الاستقلال.. هناك حقائق مثبتة ومؤرشفة وموثقة لا يمكن إخفاؤها وتشهد عليها الوثائق المكتوبة. نعم، في القرن التاسع عشر، كانت هناك مذابح ونهب للأراضي… ثم شارك الجزائريون في الحربين العالميتين إلى جانب فرنسا. في الثانية، قتل أربعة آلاف من شمال إفريقيا خلال الحملة الإيطالية وحدها، وأصيب نحو 16 ألفاً. في مواجهة تحرير فرنسا، لم يتم الوفاء بوعد الاستقلال، ومن هنا جاءت انتفاضة سطيف عام 1945 والمذابح التي تلتها، يقول الرئيس الجزائري.
وردا على سؤال حول تراجع تدريس اللغة الفرنسية في الجزائر، أوضح الرئيس الجزائري أنه ليس هناك من تراجع، وأن الأرقام تتحدث عن نفسها. في عام 2022، بلغ عدد المتحدثين بالجزائر 27 مليون شخص يتقنون الفرنسية من بين 45 مليون نسمة. لذا فهي أكثر من ذلك بكثير. لكن لا يجب أن تفرض الفرنسية على الجزائريين، الأمر متروك للعائلات للاختيار. والجزائر لم تحرر نفسها لتكون جزءًا من بعض الكومنولث اللغوي. اللغة الإنكليزية شائعة لأنها لغة عالمية