تأجيل التطبيع.. إسرائيل تؤيد الانقلاب ودبلوماسي سوداني يستبعد تغييرا وواشنطن تتوقع إعادة تقييم

profile
  • clock 26 أكتوبر 2021, 7:21:19 ص
  • eye 702
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تتجه الولايات المتحدة إلى تأجيل مراسم توقيع اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والسودان، وذلك بسبب الانقلاب العسكري، حيث كان من المفروض أن تستضيف واشنطن في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، المراسم لتوقيع الاتفاق الذي سيعلن رسميا عن انضمام الخرطوم إلى اتفاقيات "أبراهام".

انتقد مصدر إسرائيلي مطلع على ما يحدث في السودان موقف الموفد الأمريكي إلى منطقة القرن الأفريقي "جيفري فيلتمان"، الذي اعتبر في تغريدة له أن الانقلاب في السودان ليس مقبولاً، ومن شأنه المسّ بالمساعدات الأمريكية للسودان.

وقال المصدر لصحيفة "إسرائيل اليوم" إنه "في ظل الوضع السائد في السودان، يجدر بالولايات المتحدة دعم الجيش وقائده عبدالفتاح البرهان، وليس رئيس الحكومة المدنية عبدالله حمدوك".

وأضاف أن الانقلاب الذي نفذه "البرهان" كان حتمياً ولا يمكن تفاديه، فمنذ فترة طويلة ورئيس الحكومة من جهة، ورئيس مجلس السيادة من جهة ثانية، يدفعان باتجاهين متناقضين، وكان واضحاً أن الأمر سيصل إلى مرحلة حسم.

وبعد قرارات رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني "عبدالفتاح البرهان"، بحل المجلس والحكومة المدنية الانتقالية، واعتقال معظم وزرائها، وإعلان حالة الطوارئ في البلاد، رجحت الولايات المتحدة أن "تعيد تقييم" التطبيع بين إسرائيل والسودان، فيما توقع دبلوماسي سوداني ألا يطرأ أي تغيير.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "نيد برايس"، في إفادته الصحفية اليومية في رد على سؤال حول أي تواصل أمريكي مع إسرائيل للتعليق على مصير اتفاق تطبيع العلاقات مع السودان إن "العديد من الشركاء والحلفاء الذين تواصلنا معهم عبروا عن درجة مماثلة من الحذر والقلق والتنديد بما حصل في الخرطوم خلال الساعات الأخيرة".

وأضاف: "على غرار النهج المتبع مع قضية سد النهضة الإثيوبي، أعتقد أن جهود التطبيع بين إسرائيل والسودان هي شيء يجب تقييمه"، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة وإسرائيل تراقبان عن كثب ما سيحصل خلال الساعات المقبلة في الأيام المقبلة".

واستدرك قائلا: "لا أريد أن أرجح الكفة على حساب موقف واحد في الوقت الحالي".

وفي الأيام الأخيرة من حكم الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب"، وقّع السودان على ما سمي "اتفاقات إبراهيم" لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، في 6 يناير/كانون الثاني عام 2021.

وحصل السودان على مساعدات مالية من الولايات المتحدة، بعد أسابيع من شطب الخرطوم من القائمة الأمريكية للدول المتهمة بتمويل الإرهاب.

ولا يزال الاتفاق بحاجة إلى المصادقة عليه من جانب السلطة التشريعية قبل أن يدخل حيز التنفيذ.

لكن قناة "كان" العامة الإسرائيلية، نقلت عن دبلوماسي سوداني بارز قوله إن "الانقلاب العسكري الواضح في البلاد اليوم ليس من المتوقع أن يؤثر بشكل كبير على خطط تطبيع العلاقات مع إسرائيل"، بحسب ما نقلته صحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل".

ويقول التقرير إن السبب في ذلك يعود إلى أن كثيرا من القادة العسكريين، والذين يدعمون جهود التطبيع، هم المسيطرون على الموقف الآن في البلاد.

ونقل التقرير عن دبلوماسي لم يذكر اسمه قوله إن رئيس الوزراء "عبدالله حمدوك"، الذي اعتقلته قوات الجيش، كان ينوي السفر قريبا إلى واشنطن للتوقيع رسميا على اتفاق التطبيع.

ومع ذلك، يحذر الدبلوماسي من أن "إقامة علاقات مع إسرائيل تعتبر فكرة مرتبطة بشكل أساسي بالجيش"، مشيرا إلى أن "عدم وجود مسؤولين مدنيين، يمكن أن يقوض الدعم الشعبي في السودان لهذه الخطوة".

ويرى الدبلوماسي أن الجيش "ارتكب خطأ كبيرا بإلغاء الشراكة مع المسؤولين المدنيين"، مضيفا "إنهم يستخفون برد فعل الشعب الذي سئم الانقلابات العسكرية، وقد يواجهون انتفاضة".

وشن الجيش السوداني سلسلة من الاعتقالات طالت مسؤولين في الحكومة الانتقالية للبلاد.

وأعلن "البرهان"، في كلمة نقلها التلفزيون السوداني، أن الجيش "اتخذ الخطوات التي تحفظ أهداف ثورة ديسمبر/كانون الأول 2018" التي أطاحت بنظام "عمر البشير"، متحدثا عن "تصحيح الثورة".

وعبرت الإدارة الأمريكية عن رفضها "القاطع" لما يحصل في السودان، من تغيير الحكومة الانتقالية "بالقوة" و"استخدام العنف ضد المتظاهرين".

وحذر وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن"، الإثنين، الجيش السوداني من استخدام القوة ضد المتظاهرين السلميين، داعيا إلى وقف العنف ضدهم على الفور.

كما أكد "بلينكن" أن الولايات المتحدة تعمل مع شركائها "عن كثب وبشكل طارئ" من أجل صياغة "نهج دبلوماسي موحد لمواجهة هذه الأفعال ومنعها من جر انعدام أوسع للاستقرار في السودان والمنطقة".

وعقب انتشار أنباء الاعتقالات خرجت مظاهرات واسعة تندد ما وصفته مؤسسات مدنية بـ"الانقلاب"، ونقلت أنباء عن سقوط "7 قتلى و140 جريحا" بين المتظاهرين.

التعليقات (0)