اليوم التالي لانتخابات كنيست الاحتلال: ثلاثة سيناريوهات

profile
رامي أبو زبيدة كاتب وباحث بالشأن العسكري والامني
  • clock 20 مارس 2021, 5:56:48 م
  • eye 1180
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كتب الصحافي في "يديعوت أحرونوت"، يوفال كارني يقول، في الوقت الذي يحرث فيه السياسيون الميدان في الاوقات الأخيرة لحملة الانتخابات الرابعة التي ستنتهي ليل الثلاثاء، ثمة منذ الآن، من ينظر بقلق نحو صباح الاربعاء: هل سيستيقظ على واقع سياسي جديد لا يكون فيه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء؟ هل سنحصل على «حكومة يمين صرفه» مثلما يحلم نتنياهو؟ ام هل سنجد أنفسنا في غضون وقت قصير في الطريق الى حملة انتخابات خامسة هذا الصيف؟ في محاولة للتقدير الى أن تسير دولة إسرائيل في الأسبوع المصيري القريب القادم، يمكن منذ، الآن، ان نشير الى ثلاثة سيناريوهات اساسية.


1. حكومة يمين صرفه: احتمال متوسط – عال

إن إمكانية تشكيل حكومة يمين ضيقة برئاسة نتنياهو تبدو على الاقل وفقا للاستطلاعات واقعية أكثر من باقي الامكانيات. فنتنياهو يدير حملة أخيرة كي يحقق المقعد الـ 61 لإقامة حكومة يمين – اصوليين ضيقة يكون فيها الشركاء هم «الليكود»، «يمينا»، الاحزاب الاصولية والصهيونية الدينية. هذه الكتلة تصل في هذه اللحظة في الاستطلاعات الى 58 – 59 مقعدا، وفي «الليكود» يدعون بأنه يمكنهم أن يعززوا قوتهم حتى الانتخابات، ويقتحموا حاجز الـ 61. يقوم هذا التقدير على أساس تجربة الماضي في أن «الليكود» يحصل في الاستطلاعات على مقاعد أقل مقارنة بالنتائج الحقيقية. ونتنياهو نفسه ادعى انه في استطلاعاته يجتاز «الليكود» الـ 30 مقعدا، ولكن يحتمل أن تكون هذه نوعا من الاحبولة كي يشجع ناخبي اليمين لإعطائه المقعد الاخير كي يشكل حكومة يمين – اصوليين صرفه.

ومع ذلك، فإن حملة «شرب المقاعد» لنتنياهو في كتلة اليمين من شأنها أن تمس به: إذا لم تجتز الصهيونية الدينية لسموتريتش وبن غبير نسبة الحسم، فإن احتمال أن يحصل نتنياهو على 61 مقعدا ينخفض جدا. عائق آخر في الطريق الى حكومة الاحلام لنتنياهو هو رئيس «يمينا»، نفتالي بينيت، فالرجل الذي أصبح لسان الميزان في الانتخابات لا يستبعد اقامة حكومة مع أحزاب اخرى، ولكن تفضيل بينيت هو بالفعل لحكومة 61 برئاسة نتنياهو. والسبب هو انه هكذا يمكنه أن يرفع الى الحد الاقصى قوته في الحصول على حقائب كبيرة ومؤثرة في الحكومة. وإذا كان بينيت كبيرا بما يكفي – اي 12 مقعدا فما فوق – فإنه يمكنه أن يطلب من نتنياهو التناوب على رئاسة الوزراء. ونتنياهو نفسه أوضح بأنه لن يكون تناوب مع بينيت».

أما بينيت فلم يلتزم الصمت مع أن «الليكود» دعاه للتعهد الا يجلس مع لبيد: «يا سيد نتنياهو، لن اوقع لك على أي وثيقة لأني لا أعمل عندك بل عند شعبنا الرائع الذي بعثت بميري ريغف لتصفهم بكارهي الانسان»، قال. «لن أعطي بيبي، ميري ريغف، ايفات ولبيد ليجرونا الى انتخابات خامسة تمزق الشعب». وبالمقابل، أوضح بينيت ايضا: «لن اجعل لبيد رئيس وزراء، مع تناوب او دون تناوب».

ان اقامة حكومة 61 مقعدا هي الخطة المثلى من ناحية نتنياهو، كونه سيعود ليتحكم بالحقائب الاهم بالنسبة له، مثل العدل، الامن الداخلي، والاتصالات. واذا لم ينجح «الليكود» في الوصول الى 61 مقعدا مع الاصوليين، الصهيونية الدينية وبينيت، فلن يكون ممكنا أن نرى كيف يمكن لنتنياهو أن يقيم اي حكومة بديلة.

2. حكومة يمين وسط – يسار: احتمال متدنٍ

ظاهرا، إذا لم يصل نتنياهو الى 61 مقعدا، توجد ضده كتلة مانعة من احزاب اليمين، الوسط، اليسار، والعرب. ولكن فقط ظاهرا: فالقدرة على ان تقام من هذه الكتلة حكومة بديلة، برئاسة لبيد، ساعر أو بينيت، بتناوب ما، محدودة جدا. والسبب هو الاحزاب الهامشية التي سيواصل كل منها في اتجاهه. وبالطبع، بسبب مدى دور الاحزاب العربية في اقامة حكومة كهذه. رئيس «يوجد مستقبل»، يائير لبيد، سبق أن قال، انه اذا ما تلقى التكليف بتشكيل الحكومة فسيطلب دعم الأحزاب العربية من الخارج (باستثناء التجمع). المشكلة من ناحيته: في هذه الحالة سيفقد حزبي اليمين بينيت وساعر، ما لا يمكنه حقا أن يسمح لنفسه بفعله.

التحدي الاكبر للكتلة المانعة لنتنياهو هو شخصية من يشكل الحكومة البديلة. سيكون «يوجد مستقبل» الحزب الأكبر، ولكن بينيت أعلن بأنه لن يكون في حكومة تحت لبيد. حل ممكن هو التناوب، ولكن السؤال هو بين من ومن: لبيد – ساعر أم لبيد – بينيت؟ التقدير هو انه اذا لم يكن هناك مرشح من اليمين، ليس نتنياهو، سيحظى بتشكيل الحكومة التالية (ساعر او بينيت) – فيمكنه أن يجتذب الاحزاب الاصولية من كتلة نتنياهو، فيحقق بذلك الاغلبية، حتى دون دعم احد الاحزاب العربية، مثل الاسلامية. لجدعون ساعر يوجد احتمال في أن يقود مثل هذه الحكومة فيربط بين احزاب اليمين والاصوليين وبين تلك التي في الوسط – اليسار، ولكن اذا لم يصعد «أمل جديد» الى عدد من المقاعد من منزلتين فلن يكون له اي احتمال في ان يفعل ذلك.

وعليه فإن المعنى هو ان اقامة حكومة بديلة لنتنياهو هي بمثابة لعبة تركيب عسيرة: تقريبا كل حزب يمكن أن يكون شريكا لإقامة حكومة كهذه يرفض حزبا آخر. بينيت غير مستعد ليجلس تحت لبيد. ليبرمان غير مستعد ليجلس مع الأصوليين. و»يمينا» يتحفظ على «ميرتس»، ناهيك عن رفض الاحزاب العربية من اليمين. كيفما نظرنا الى هذا، سيكون صعبا جدا ان نرى كيف سيحصل هذا.

3. انتخابات للمرة الخامسة: احتمال متوسط

إذا لم ينجح نتنياهو في الحصول على 61 مقعدا لتشكيل الحكومة، ولم تنجح الكتلة المانعة هي الاخرى في حل متاهة التناوب وتشكيل الحكومة التي ليست برئاسة نتنياهو، فإن التاريخ سيكرر نفسه للمرة الخامسة في غضون سنتين: ستُجر إسرائيل الى حملة انتخابات اخرى، تجرى في الصيف القادم. وسيبقى نتنياهو متوليا منصب رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية.

اذا لم يكن لنتنياهو 61 مقعدا، ولم ينجح لبيد وساعر وبينيت في الوصول الى توافق ابداعي بينهم، فثمة احتمال عال أن يتحقق سيناريو الرعب هذا في نهاية المطاف.


التعليقات (0)