- ℃ 11 تركيا
- 19 نوفمبر 2024
الشرق الأوسط "صياد ماهر" للأحداث الرياضية.. فكيف تتحقق الاستفادة؟
الشرق الأوسط "صياد ماهر" للأحداث الرياضية.. فكيف تتحقق الاستفادة؟
- 2 أبريل 2023, 9:19:42 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بين عشية وضحاها، بات الشرق الأوسط أكبر مستضيف لكافة البطولات الرياضية بجميع أشكالها.
ومع تنوع البطولات التي نراها في الشرق الأوسط تتنوع الإثارة بين حلبات سباق الفورمولا 1 في البحرين والسعودية وقطر وأبوظبي إلى توقيع لاعب كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو على نادي النصر السعودي ، لتتصدر الصناعة الرياضية الشرق أوسطية عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم.
السياحة التي تشتهر بها المنطقة هي الأسرع في العالم مما ساعد على اقتحام سباق السياحة الرياضية، فعلى الرغم من الآثار المستمرة لوباء كورونا، من المتوقع أن تنمو صناعة الرياضة في الشرق الأوسط بنسبة 8.7٪ بحلول عام 2026 - في تناقض صارخ مع الصناعة العالمية التي من المتوقع أن تتباطأ إلى 3.3٪ خلال نفس الفترة.
الطرق الوعرة في صحاري السعودية وجهت الآلاف من أقوى سائقي رالي داكار إليها ، بينما تستضيف الإمارات كأس العالم لسباقات الخيول إلى جانب العديد من الفعاليات التي تعد ضمن عوامل الجذب السياحي المهمة التي تعزز الاقتصادات المحلية والإقليمية على حد سواء.
كيف استفاد الشرق الأوسط؟
استضافة الأحداث الرياضية الضخمة جلبت فوائد اقتصادية للبلدان المضيفة بالشرق الأوسط، فالسياحة الرياضية بالفعل حققت 600 مليار دولار في الشرق الأوسط ومن المتوقع أن تستمر في النمو.
وفي البحرين، تمتد فوائد استضافة الفورمولا 1 إلى ما هو أبعد من السباق نفسه الذي يجذب استثمارات إضافية، حيث قامت شركة Bell Racing Helmets، الرائدة عالميًا في تصنيع خوذات السلامة، ببناء منشأة إنتاج تبلغ مساحتها 60 ألف متر مربع بجوار حلبة البحرين الدولية.
واستضافت البحرين السباق الأول لموسم 2023 لكن علاقاتها كدولة مع الفورمولا 1 تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير - 20 عامًا على وجه الدقة.
في عام 2004، أصبحت البحرين أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف سباق فورمولا 1 سنويًا، بالإضافة إلى ذلك، يمتلك صندوق الثروة السيادي للمملكة حصة مسيطرة في فريق ماكلارين للفورمولا.
ومن البحرين، انتشرت الفورمولا 1 نحو دول أخرى الأوسط ووصل الحماس بالمملكة السعودية لدرجة تشجيعها لجميع فرق الفورمولا 1 على نقل مقرها الرئيسي إليها.
وفي الاتجاه ذاته، تتطلع شركة G42 في أبو ظبي - وهي شركة ذكاء اصطناعي - إلى تزويد فريق Mercedes F1 برؤى قائمة على البيانات من خلال شراكة جديدة.
وعلى صعيد كرة القدم فقد ساهم توقيع نجم كرة القدم كريستيانو رونالدو مع النصر في زيادة شعبية الدوري السعودي للمحترفين في دول العالم.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المونديال الذي استضافته قطر نهاية العام الماضي والفوز باحتضان السوبر الإسباني والإيطالي في السعودية وجها الأنظار نحو القطر العربي لنشاهد عقود رعاية ضخمة وتنظيم لا مثيل له بأعلى الإمكانيات.
الألعاب الإلكترونية أيضا لها جانب كبير من المشهد الرياضي في الشرق الأوسط، حيث استغلت الدول جائحة كورونا وفترات الإنعزال وجعلت منه أرضًا خصبة لبطولات الرياضات الإلكترونية في الشرق الأوسط.
ومن المتوقع أن ينمو سوق الرياضات الإلكترونية العالمية من 1.44 مليار دولار أمريكي في عام 2022 إلى 5.48 مليار دولار أمريكي في عام 2029 ، وهو أسرع نمو في الشرق الأوسط.
ومن بين اقتصادات المنطقة، يُنظر إلى السعودية على نطاق واسع على أنها عملاق الرياضات الإلكترونية حيث تخطط لاستثمار 38 مليار دولار في مركز للرياضات الإلكترونية بحلول عام 2030.
وتدين منطقة الشرق الأوسط بنجاحها في مجال الرياضة الإلكترونية جزئياً إلى فئة الشباب الذين يتمتعون بالذكاء التكنولوجي - حيث تقل أعمار نصف سكان المنطقة عن 25 عامًا تقريبًا - وتعمل حكومات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل متزايد على دمج الرياضات الإلكترونية في أنشطتها. خطط التنويع الاقتصادي الوطني للاستفادة من حب سكانها للألعاب.
على سبيل المثال، مولت السعودية صناعة الألعاب بـ388 مليون دولار مع إعلان شركة Unity Technologies لإنشاء أول أكاديمية في منطقة الشرق الأوسط داخل السعودية.
وبذلك يبدو أن دول الشرق الأوسط تسعى بشكل جاد لتحويل اقتصاداتها بعيدًا عن النفط نحو استثمارات أكبر في قطاعات أخرى مثل السياحة الرياضية مما يؤدي لزيادة دور الرياضة وأنشطتها في الاقتصاد من جهة ويغير الهوية الثقافية للمنطقة خلال سنوات.