السيسي حاسبوني لو فيكم من روح الله!

profile
  • clock 27 أبريل 2021, 12:53:07 م
  • eye 916
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

ها أنا أمامكم بشحمي ولحمي وطولي وعرضي؛ أتحداكم جميعا بملايينكم وفرسانكم وأديانكم وعقائدكم ومثقفيكم أن ترفعوا، داخل مصر، صوتا واحدا خافتا يحاسبني ولو مرة واحدة!

أتحداكم أن تتحدثوا همسا أو جهرا عن كل هزائمي طوال سنوات حُكمي، وأن تشيروا لغبائي وتخلفي وحماقاتي وجهلي واستبدادي!

أتحداكم أن تسألوا ضابطا واحدا في الجيش الوطني عن سبب صمت وخرس وسكوت أبناء أبطال العبور عن تنازلي عن تيران وصنافير!

أتحداكم أن تستفسروا عن خيراتكم وكنوزكم وجبل الحلال وأسعار البترول والغاز، بل عن عشرات المليارات من القروض التي قام أثرياء العالم بتكبيلنا بها، وقيدتكم أنا بفوائدها!

أتحداكم أن تخالفوني في صغيرة أو كبيرة، أو تتظاهروا احتجاجا في شوارع بلدكم تطالبون بالكرامة وحقوقكم!

أتحداكم أن ترفضوا تجديد قانون الطواريء في أي شبر من أرض مصر، فأنتم معتقلون في أرض واسعة ويظن كل منكم أنه حر بلسان مقطوع، وعينين معصوبتين!

أتحداكم أن تسألوا عن نفقاتي أنا وعائلتي وإهداري أموالكم، حتى عندما تحديتكم وأنا أدير ظهري لكباركم بأنني بنيت وسأبني لنفسي قصورا

واستراحات من أموالكم، ارتعشتم ثم بررتم هذه السرقة العلنية أن القصور والاستراحات لن آخذها معي إلى القبر.

أتحداكم أن تطالبوا بالإفراج عن أبنائكم وأشقائكم وآبائكم من سجوني ومعتقلاتي؛ فأنتم على استعداد للتضحية بفلذات أكبادكم حتى أترككم في سلام مغموس بالمذلة والمسكنة والمهانة.

أتحداكم أن تتحدثوا عن عدد سنوات إحكام قبضتي على رقابكم، فأنتم منشغلون بالخوف من الشرطة وأجهزة الأمن والجيش والمخبرين والمرشدين والمتعاونين، رغم أن كل هؤلاء هم أبناء بلدكم وربما أبناؤكم!

أتحداكم أن تتنفسوا بغير إذني، ليس لأنني أراقبكم؛ إنما لأنكم تراقبون بعضكم بعضا، فأنا لا حول لي ولا قوة بمفردي فجعلتم قوتي في تفرّدي!

أتحداكم أن تقفوا صفا واحدا بكل توجهاتكم وأديانكم وعقائدكم ومذاهبكم وأحزابكم، فأنتم متفرقون فأصبحتم أضعف من أصغر ضابط أمن في قصري.

أتحداكم أن تسألوا عن خسائر مصر في سيناء، وعن أعداد الشهداء، وعن نهاية الإرهاب، فالضحايا كما أراهم هم مصريون، أي لا يساوي الواحد منهم جثة أرنب ملقاة في الشارع.

أتحداكم أن تغضبوا من أجل أي شيء، طعام أو شراب أو كرامة أو أحكام قضائية ظالمة أو تغيير دستوركم أو أرضكم المتنازل عنها أو أموالكم أو صوتكم الانتخابي أو برلمانكم المُطيع، فبينكم وبين الغضب بُعد المشرقين.

أتحداكم بأن تنسبوا عشرات الآلاف من ثوار يناير إلى أنفسكم وأهلكم وجيناتكم الشجاعة ومصركم التي في خاطركم، فأنا قد أهلت التراب عليهم إلى الأبد.

أتحداكم أن تحاسبوني على تفريطي في نهركم الخالد، رئة الحياة منذ اللازمن، وطوال تاريخ أرض الكنانة، فقد وقّعت على وثيقة الاستسلام للهيمنة الإثيوبية، أعني اتفاقية إعلان مباديء البدء في سدّ النهضة، وأطرقتم رؤوسكم خجلا وذُلا وخوفا ، ولكنني تركت لكم مساحة غضب إلكتروني وفضائي حتى تظنوا أنني انتصرت في حرب لم أدخلها، إنما خرجت منها عام 2015، ولم تتجرأ جهة وطنية واحدة أن ترفع صوتها.

أتحداكم أنْ تقولوا بأنكم أكبر مني، أو أنني أعمل لديكم أو أنني في خدمتكم، فأنا السيد وأنتم العبيد، وأنا السماء وأنتم الأرض، وأنا الكرباج وأنتم الظهر، وأنا الكفّ وأنت القفا!

لقد تركتكم تتحدثون عن الانتصارات والإنجازات في بعض الطُرق والكباري والبنايات وهذا أقصى ما لدي، مع عمولات كبار الجنرالات ورجال الأعمال، لتفتخروا بعبقريتي.

أتحداكم أن تتحدثوا عن اتفاقياتي مع إسرائيل، فأنا في حمايتها!

أتحداكم أن تتذكروا هذه التحديات لأكثر من نصف ساعة وتلك هي المساحة المخصصة لذاكرة الأسماك قبل أن نلتهمها، وذاكرة العبيد قبل العودة للسجود على أعتابي.

أتحدى إعلاميا واحدا ينفخ ريشه على الشاشة الصغيرة ويُهمل القول بأن الرأي السديد نتاج توجيهاتي، وإلا أطاح به المرشدون والمتعاونون من زملائه أو من مشاهديه.

الخطوة القادمة بعد ملء سدّ النهضة بفضل غبائي وتواطؤ الذين ساعدوني هي أن أقوم ببيعكم فردا.. فردا!

أتحداكم أن تقرأوا هذه السطور لنهايتها، وأن تغضبوا لأكثر من ساعة، وأن تسمع أصواتــَـكم رياحٌ تمر أمام وجوهكم.

أتحداكم أن تفلتوا من احتقاري لكم، فقد تسوّلت من أجلكم وأصبحتم مدينين لجيب كل ثري، ولم يعد أمامي غير سلسلة أربطها حول رقابكم!

ليس أمامكم غير نفي هذه التحديات حتى تناموا مستريحين، ومسالمين، ومتوهمين أنكم فرسان لم تصهل خيولهم بعد!

أتحداكم أن تُحسّوا، وتشعروا، وتغضبوا، وتصرخوا، وتثبتوا لله، جل شأنه، أنكم من سلالة آدم، عليه السلام، وأنكم تعبدون الله ولا تعبدونني!

أتحداكم مسلمين وأقباطا، أن تستعينوا بالقرآن الكريم وبالكتاب المقدس في استخراج آية واحدة تفهمون منها أنكم أحياء غير أموات، وأجساد بها أرواح، وكرامة لا يمسها أحد بسوء حتى تقيم الدنيا عليه.

أتحداكم أن تقرأوا هذه السطور وتسقط دموع بعضكم لعلي أتأكد أنكم لست صخورا صمّاء أحكمها أو أقف عليها أو أهشمها!

دمعة واحدة منكم تسقط على الوجه ربما أراجع نفسي؛ ولكن منذ متى بكت الأحجار بعد تكسيرها؟

طائر الشمال


التعليقات (0)