- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
27أبريل ذكرى القبض على موسوليني
27أبريل ذكرى القبض على موسوليني
- 27 أبريل 2021, 1:10:08 م
- 690
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في مثل هذا اليوم27 أبريل 1945م تم القبض على موسوليني من قبل المحاربين الإيطاليين..و تم إعدام الديكتاتور الإيطالي في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، بإجراءات موجزة من قبل فصيل إيطالي في قرية جولينو دي ميزيجرا الصغيرة في شمال إيطاليا.
الرواية المقبولة عمومًا للأحداث هي أن موسوليني قد أطلق النار عليه من قبل والتر أوديسيو، وهو حزبي شيوعي استخدم اسم "العقيد فاليريو"..
ومع ذلك، منذ نهاية الحرب، كانت ظروف وفاة موسوليني ، وهوية قاتله، موضوعً محل شك في إيطاليا.
في عام 1940، أدخل موسوليني بلاده في الحرب العالمية الثانية إلى جانب ألمانيا النازية ولكن سرعان ما قوبلت بالفشل العسكري.. بحلول خريف عام 1943،
تم تحويله إلى زعيم دولة ألمانية في شمال إيطاليا وواجه تقدم الحلفاء من الجنوب وصراع داخلي عنيف متزايد مع الثوار.
في أبريل 1945، مع اختراق الحلفاء آخر الدفاعات الألمانية في شمال إيطاليا وانتفاضة عامة للثوار الذين سيطروا على المدن، أصبح وضع موسوليني غير محتمل.
في 25 أبريل / نيسان، هرب من ميلانو، حيث كان يقيم، وحاول الهرب إلى الحدود السويسرية.. تم القبض عليه هو وعشيقته،
كلاريتا بيتاتشي، في 27 أبريل من قبل الثوار المحليين بالقرب من قرية دونغو على بحيرة كومو.
تم إطلاق النار على موسوليني وبيتاتشي بعد ظهر اليوم التالي، قبل يومين من انتحار أدولف هتلر.
كان موسوليني هو الزعيم الفاشي لإيطاليا منذ عام 1922، أول رئيس للوزراء، وبعد استيلائه على السلطات في عام 1925 ولقب بلقب دوتشي.
أدخل البلاد في الحرب العالمية الثانية إلى جانب ألمانيا النازية في يونيو 1940.
بعد غزو الحلفاء لصقلية في يوليو 1943، تم عزل موسوليني ووضعه قيد الاعتقال؛ ثم وقعت إيطاليا هدنة مع الحلفاء في كاسابيلي.
في وقت لاحق من ذلك العام، تم إنقاذه من السجن في غارة غران ساسو من قبل القوات الألمانية الخاصة، وقام هتلر بتثبيته كزعيم للجمهورية الإيطالية الاجتماعية،
وهي دولة ألعوبة تابعة لألمانيا تم تأسيسها في شمال إيطاليا ومقرها مدينة سالو بالقرب من بحيرة غاردا.
بحلول عام 1944، تم تهديد "جمهورية سالي"، ليس فقط من قبل الحلفاء الذين يتقدمون من الجنوب ولكن أيضًا داخليًا من قبل الثوار الإيطاليين المناهضين للفاشية،
في صراع وحشي كان يُعرف باسم الحرب الأهلية الإيطالية.
كانت وفاة بينيتو موسوليني الديكتاتور الفاشي الإيطالي في 28 أبريل 1945م مروعة مثل حياته العنيفة تمامًا ، فعندما تم إعدام الحاكم المستبد لإيطاليا بعد هزيمته في الحرب العالمية الثانية كانت تلك البداية فقط ، فقد تجمعت الحشود الغاضبة حول جثته وقاموا بالبصق عليها ورجمها بالحجارة وضربها قبل أن يتم دفنه ،
وقد لا يستطيع البعض فهم سبب تلك الوحشية تجاه جثة رجل متوفي ، ولكن قد يزول العجب إذا عرقنا أن حياة موسوليني كانت مليئة بالعنف والوحشية ، وأن ما حدث له كان نهاية طبيعية لأفعاله .
ولد موسوليني في 29 يوليو 1883م ، في دوفيا دي برايدابيو ، وكان طفلًا ذكيًا وفضوليًا ،
ومن الغريب أنه في بداية حياته كان معلمًا ولكنه سرعان ما قرر أن تلك المهنة ليست مهنته ،
ومع ذلك فإنه كان قاريء جيد لكتب الفلاسفة الأوروبيين الكبار مثل إيمانويل كنت وكارل ماركس وفريدريش نيتشه .
وفي العشرينيات من عمره كان يدير سلسلة من الصحف تروج لآرائه السياسية المتطرفة بشكل كبير،
وكان يدعو للعنف كوسيلة للتغيير وخاصة فيما يخص بشئون العمال والنقابات العمالية ،
وقد قبض عليه وسجن عدة مرات بسبب تشجيعه على العنف ودعمه لإضرابات العمال العنيفة في سويسرا عام 1903م ،
وكانت آراؤه متطرفه للغاية حتى أن الحزب الاشتراكي اضطر لطرده وإجباره على الاستقالة من منصبه في الجريدة .
ومع بداية الحرب العالمية الأولى وفي أواخر عام 1914م أسس صحيفة خاصة به تسمى “شعب إيطاليا” ،
وقام فيها بنشر فلسفته السياسية الرئيسية والتي تتركز حول القومية والعسكرية والتطرف العنيف وهذه الفلسفة التي حركت حياته بأكملها.
في عام 1921م وبعد أن خدم في الجيش كقناص خلال الحرب العالمية الأولى قرر تأسيس حزبه الفاشي،
الذي جذب عدد كبير من المؤيدين والذين كونوا مليشيات تشبه الفرق العسكرية وكانوا يرتدون ملابس سوداء وأطلق موسوليني على نفسه اسم الدوتشي ،
وقد اشتهر موسوليني بخطاباته النارية التي تحرض عل العنف، مما دفع أصحاب “البزات السوداء ” للتجمع في جميع أنحاء إيطاليا وإشعال النيران في المباني الحكومية مما أدى لقتل عدد كبير من معارضي الحزب يصل إلى المئات .
كما دعا موسوليني لإضراب العمال عام 1922م والقيام بمسيرة في روما ،
وقد دخل بالفعل 30 ألف جندي فاشي إلى العاصمة روما مطالبين بالثورة ،
ولم يكن أمام حاكم إيطاليا سوى التخلي عن الحكم لصالح الفاشيين ،
وفي 29 أكتوبر 1922م عين الملك “فيكتور إيمانويل الثالث ” موسوليني في منصب رئيس الوزراء ، وكان أصغر من يشغل هذا المنصب،
وازداد جمهوره الذي يرحب بنظرته السياسية ورؤيته للعالم أكثر من أي وقت مضى .
وطوال عشرينيات القرن العشرين أعاد موسوليني تشكيل إيطاليا وفي الثلاثينيات بدأ يبحث على تأكيد قوته خارج حدود إيطاليا،
وفي عام 1935م غزت قواته إثيوبيا وأعلنتها مستعمرة إيطالية، ويرى بعض المؤرخين أن تلك الخطوة هي بداية الحرب العالمية الثانية،
وبعد أن غزا هتلر فرنسا لم يتمكن موسوليني من مشاهدة هتلر فقط فأعلن الحرب على كل أعداء ألمانيا .
ولكن مما لاشك فيه أن الجيش الألماني كان أفضل وأكثر تجهيزًامن الجيش الإيطالي، وسرعان ما بدأ الدوتشي يدرك ذلك ،
ومع ذلك فإنه من أجل إرضاء هتلر لم يكتف فقط بخطاباته النارية الرنانة ، ولكنه شارك بجيشه في غزو اليونان وألبانيا ،
ولم يلتفت موسوليني إلى أن الشعب الإيطالي يتضور جوعًا ويعاني من قلة العم،ل وأن هذا جعل حركات التمرد تنمو وتزداد ،
وفي عام 1941م كان التمرد العسكري والشعبي على وشك الإطاحة بموسوليني لولا تدخل هتلر ومساعدته .
ومع تدهور الظروف الداخلية في إيطاليا قام الملك بإقالة موسوليني من منصبه عام 1943م،
وكان الحلفاء قد استطاعوا هزيمة الجيش الأيطالي في شمال أفريقيا وصقلية وكانوا على وشك غزو إيطاليا نفسها ،
فقامت القوات الموالية للملك باعتقال موسوليني وسجنه في فندق بعيد في جبال أبروتسي .
لكن هتلر لم يرض عن سجن حليفه فأرسل قوات الكوماندوز بالطائرات الشراعية على جانبي الجبل،
خلف الفندق وأطلقوا سراح موسوليني ونقلوه جوًا إلى ميونخ للتشاور مع هتلر،
الذي أقنعه بإقامة دولة فاشية في شمال إيطاليا وبتلك الطريقة استطاع الدوتشي أن يحتفظ بالسلطة بينما حافظ هتلر على حليفه .
بذلك عاد موسوليني منتصرًا واستمر في قمع المعارضة، وقام أعضاء الحزب الفاشي بتعذيب أي شخص يلمح بآراء مخالفة للحزب،
كما قاموا بترحيل أي شخص يحمل اسم غير إيطالي، ومارسوا قبضة حديدية على مدن الشمال وعملت القمصان السوداء للحفاظ على السلطة .
وقد وصل عهد الإرهاب لذروته عندما تم جمع 15 شخص من المعارضين للحزب الفاشي، في ساحة بياتزال لوريتو في ميلانو،
وبينما كانت قوات الأمن الخاصة الألمانية متواجدة في الميدان، قام رجال موسوليني بفتح النار عليهم، وقتلوهم في أغسطس 1944م ، وقد أطلق على هذا الميدان اسم “ميدان الشهداء الخمسة عشر ” .
وبحلول ربيع 1945م كانت الحرب قد انتهت، وانتهت معها إيطاليا أيضًا التي أصبحت خرابا،
وتقدمت قوات الحلفاء في جنوبها وكان القبض على موسوليني في ذلك الوقت ليس فكرة جيدة ،
حيث لم يكن هتلر قد استسلم بعد ولكنه كان محاط بجنود الحلفاء الذين دخلوا برلين بالفعل ، وكانت الهزيمة وشيكة .
وهذا جعل موسوليني يوافق على لقاء مناهضي الفاشية في أبريل 1945م بقصر ميلان،
بعد أن علم أن ألمانيا تتفاوض على الاستسلام ، وبعد ذلك قرر الفرار فاصطحب موسوليني عشيقته كلارا بيتاتشي وفر مع قافلة ألمانية متجهة إلى الحدود السويسرية حيث اعتقد أنه يمكن أن يعيش هناك .
وقد حاول موسوليني أن يرتدي خوذة ومعطف نازي للتخفي، ومع ذلك تم التعرف عليه على الفور،
نظرًا لأنه كان يعشق نشر صوره للدعاية لنفسه في جميع أنحاء إيطاليا على مدار خمسة وعشرين عامًا ،
وقام المتمردون بنقله إلى مزرعة نائية ، وفي صباح اليوم التالي أمر الثوار موسوليني وعشيقته بالوقوف أمام جدار من الطوب بالقرب من مدخل فيلا بيلمونتي، بالقرب من بحيرة كومو الإيطالية وأطلقوا النار عليهما .
كما تم جمع 15 من رجال الحزب الفاشي وتم قتلهم ، وفي الليلة التالية وصلت شاحنة إلى “ميدان الشهداء الخمسة عشر ”،
وهي تحمل جثة 18 شخص منهم موسوليني وعشيقته وقامت بإلقائهم أمام الحشود الغاضبة التي صبت كل غضبها على الجثث .
وبعد أن وصلت القوات الأمريكية إلى ميلانو قامت بحمل جثامين موسوليني وعشيقته بعد أن قضى يوم كامل وسط الحشود ،
وتم نقلهما إلى مشرحة ميلانو ثم تم دفنهما في مقبر غير معلومة بميلانو .