الدكتور ايمن نور يكتب: ما بعد الشوطين... 5 ديسمبر 2021

profile
د.أيمن نور المرشح الرئاسي المصري السابق
  • clock 5 ديسمبر 2021, 4:51:10 م
  • eye 8947
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

5 ديسمبر.. يوم استثنائي في «روزنامة» حياتي، لذلك تعودت فيه أن أسجل بعضا من خواطري وملاحظاتي!!

في 5 ديسمبر من 57 عاماً ولدت!! وفيه- أيضاً انتخبت عام 1979 رئيسا لاتحاد طلاب الجمهورية، وفى 1995 نائباً بمجلس الشعب، وفى عام 1984 كتبت أولى مقالاتي في «الوفد»، وفيه أيضاً- سجنت!! وفيه كتبت أولى مقالاتي في «الدستور»!! أو كما قلت، إنه يوم استثنائي للأحلام والآلام!!

أحمد الله وأشكره أن معظم أحلامي، قد تحققت ليس بجهدي، واجتهادي، بل بفضل الله وكرمه وتوفيقه- أولاً- وقبل كل شيء!! أما آلامي فهى أيضاً من رحم أحلامي التي لم تتحقق.

فأحلامي وأنا صغير، كانت كبيرة، لأنى كنت أرى العالم حضن أب كبير، يضمني بفرح، ويرقب ما أصبو إليه باهتمام، واحترام!! كانت معانى الكلمات في ذهني مستقرة، لا تحمل غير معناها الظاهر الذى أعرفه.. فالحب يعنى «الحب».. والوطن يعنى «الوطن» والشرف هو «الشرف».. والصداقة هى الصدق في المشاعر.

 لم تكن هذه المعاني والقيم تعرضت بعد لأى خصم أو إضافة، لم أكن أتصور بعد أن شرف حب الوطن، يمكن أن يتحول إلى خيانة «!!» وأن الصداقة يمكن أن تتحول إلى نذالة!! وأن أخلص الخلصاء هو من يقاتل «معك» حتى آخر مليم في جيبك، أنت، وحتى آخر قطرة في دمك، أنت، وآخر نفس في حياتك، أنت!! أما جيبه ودمه وحياته فهى خارج دائرة الحسابات والتوازنات والممكن والمتاح «!!».

لم أكن أر في السياسة، إلا أنها شرف خدمة الوطن، ولم أر في القانون غير صورة ذلك التمثال المعصوب العينين، الذى «لا يرى»، ولا «يعرف» الكيل إلا بمكيال واحد «!!» ولم أكن أرى في القضاة والنيابة سوى حصن للمظلومين، وسيف على رقاب الظالمين!! لم أكن أرى إلا بعضا من الحقيقة!!


ما أملك أن أبوح لكم به الآن، وبعد 57 عاماً، أنى أشكر الله على كل دقيقة في عمرى، أشكره على الضحكات والأنين، على البسمات والدموع، على الصحة والمرض، على النجاح والفشل.. على السعادة والشقاء.

فلولا الاستبداد ما عرفت قيمة الحرية، ولولا الغدر، ما عرفت عظمة الوفاء، ولولا الظلم ما عرفت قيمة العدل.

 أشكر الله، لأنى، استفدت من الطعنات التي وجهت لي، أكثر مما استفدت من الأيادي التي صفقت لي، فكل ضربة سددت لظهري، دفعتني للأمام، وكل عثرة صادفتني أوقفتني أسرع مما أوقعتني، وكل ظلم تعرضت له حفز قدرتي ورغبتي في مقاومته.

حياتي منذ الطفولة رحلة من المعارك- الصغيرة والكبيرة- اخترت بعضها واختارت لى الحياة معظمها، انتصرت في نهاية أشواط ، انهزمت في قليل منها، لكنني تعلمت من كل هزيمة كيف أنتصر!!

عندما كنت في العشرين، كنت أقول يكفيني أن أعيش حتى الأربعين!! وعندما أصبحت نائباً برلمانياً في سن الثلاثين، قررت أن أتوقف عن العمل النيابي في سن الأربعين!! وعندما ترشحت لرئاسة الجمهورية في سن الأربعين، قررت أن أعتزل الحياة السياسية في سن الخمسين.

وهو ما أتمنى أن أحققه خلال الـ 36 شهراً، وقبل بلوغي سن الستين.

وأنا أطفئ اليوم بين أصدقاء جدد الشمعة الـ57 في عمري، لا ألبث إلا أن أشكر الله، فقد عشت أكثر ما كنت أتمنى، وأنا في سن العشرين!! فما أكثر الشموع التي أشعلتها، والشموع التي أطفأتها!!

سنوات سجني ومنفاي، لم تكن- أصلاً- في دائرة حساباتي وحلمي، والخناجر التي أغمدوها في جسدي بعد الـ40 عاماً – الأولى من عمري - هى أهداف أحرزوها في شباكي بعد شوطي المباراة «!!».

 أحسب أن من سجنوني ومن نفوني، ظلماً، لو كانوا يعلمون أن سنوات السجن والمنفى، ليست إلا وقتا مستقطعا يضيفه الحكم العدل لمدة المباراة الأصلية.. لما فعلوا ما فعلوه!!

في 57 عاماً مضت، كان الله دائماً كريما معي، فما أقل ما أعطيته، بالمقارنة بما أخذته من حب الناس!! قدر الله وقدره العدل، الذى يوماً سيأتي!!

وأدعو الله ألا يحرمني حتى أخر لحظة في حياتي، من نعمة العمل، والعطاء لما أعتقد بصحته .. وألا تحرمني صحتي من هذه النعمة

د. أيمن نور

التعليقات (0)