الدكتور إبراهيم جلال يكتب: ترامب هل سينقذ العالم أم سيورطهُ؟!

profile
د. إبراهيم جلال فضلون أستاذ العلاقات الدولية
  • clock 20 يناير 2025, 9:14:10 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

مُنطلقاً من كتاب مقدس ورثه من والدته بكنيسة قريبة من البيت الأبيض أقسم ترمب على "حماية الدستور"، وفي البيت الذي أهانه بمعاونيه يناير 2021 محاولين منع الكونغرس من المصادقة على فوز الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن في الانتخابات، وتحت قبة "الكابيتول" جرى الترسيم، والسؤال هو: لماذا يتم فصل الكثير من تصرفات ترامب عن "الحقيقة والواقع"؟، وكيف لا يمكن التنبؤ بما سيقوم به ترمب؟.

فترامب يحب نفسه كـ "شيء".  لا يرى نفسه كشخص عادي مثل البشر، غير معصوم وخاضع للمعاناة، ينمو ويتطور مع مرور الوقت، ولديه تصور في ذهنه حول من هو وإلى أين تسير حياته؟، حتى وصفه السيناتور الأميركي تيد كروز بأنه "نرجسي على مستوى لا أعتقد أن هذا البلد قد رآه على الإطلاق من قبل". ويعكس هذا الوصف ما خلص إليه {ترامبولوجي}.. علم جديد يدرس قدرات ترامب العقلية والنفسية، والعديد من أطباء علم النفس حلال السنوات القليلة الماضية. وفق فيلم وثائقي أُنتج حديثا الى أن دونالد ترامب "نرجسي خبيث" ويحمل عنوان "غير مؤهل" بالاستناد الى شهادات خبراء في علم النفس ممن لديهم واجبا طبيا بتحذير الأميركيين حول الحالة العقلية المزعومة لترمب.. وقد قالها عالم النفس جون غارتنر، بشكل جلي أن نفس التوصيف ينطبق على زعماء وقادة كهتلر وستالين وموسوليني، وهم على مدار التاريخ دائما مدمرين بشكل غير اعتيادي، منطبقة على ترمب بأربعة عوارض رئيسية للنرجسية الخبيثة، وهو اضطراب الشخصية الاكثر تدميرا، تشمل البارانويا والنرجسية واضطراب الشخصية المعادية للمجتمع والسادية،

لا يمكن لترامب أن يخسر لأنه إذا خسر (في ذهنه) فلن يكون قادراً على حب نفسه، وحياة ترامب كلها تتعلق بحب نفسه. فهو لم يعترف بأي فشل على الإطلاق، لأن الاعتراف بالفشل سيجعله يرى نفسه أنه لم يعد مثالياً وقوياً ورائعاً، وبالتالي، لم يعد جديراً بالحب.

فالأشخاص النرجسيون عادة لا يزورون عيادة الطبيب النفسي للشكوى من الغطرسة والتمحور حول الذات ومن عدم القدرة على قبول فكرة أنهم قد يكونون على خطأ في أمر ما، فمحاولة إقناع أحدهم بالتخلي عن نرجسيته كمن يحاول إقناعه بالتخلي عن فكرة وجود إله واحد قهار، ولذلك فإن «اضطراب الشخصية النرجسية» حالة غامضة قامت جمعية الصحة العقلية الأميركية بحذف تعريفها من قاموس مصطلحاتها الرسمي منذ نحو ست سنوات. ولم يصل علماء الأعصاب لاكتشاف أي علاقة بيولوجية أو جين بيولوجي مرتبط بذلك النوع من الاضطرابات، ولا يوجد حتى الآن اختبار فسيولوجي لتشخيص هذا المرض. الذي يستخدم ترمب أجندة تحفيزية نرجسية، جنبًا إلى جنب مع القيم الاستبدادية التي تدعم نرجسيته، وكأنه يعيش لحظة قتالية مبهجة، يقاتل مثل الملاكم للفوز بالجولة، شاعراً بأنه بطل كل القصص غير المكتملة، ولا يتعلم أي شيء، ولا يحمل أي شيء مستقبلاً. فهو يرى أنه "عبقري مستقر"، مثل الشخصية الرئيسية في فيلم Memento ، يستيقظ ترامب كل صباح بشيء يشبه اللوحة الفارغة.

* وأخيراً: ماذا تتوقع من ترامب مستقبلاً؟، سيستمر في استفزازاته، وسيتجاهل واجبات منصبه الوظيفية وفق أهوائه وأهواء من اختارهم حوله لاسيما ظلهُ الخفي "ماسك"، وسيستمر في الإصرار على أنه المنتصر. سيبقى كما هو، ويقاتل كل يوم، لأنه يجب أن يفوز داخل ذهنه.

 

كلمات دليلية
التعليقات (0)