- ℃ 11 تركيا
- 24 ديسمبر 2024
الداعية خالد سعد يكتب: الغرب والهيمنة الفكرية.. هل هدفه بناء أم إفساد؟
الداعية خالد سعد يكتب: الغرب والهيمنة الفكرية.. هل هدفه بناء أم إفساد؟
- 20 ديسمبر 2024, 12:56:22 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في مقابلة حديثة بثتها قناة BBC مع السيد/ أحمد الشرع من دمشق، في وقت تعاني فيه المدينة من دمار شامل ونقص حاد في الموارد الأساسية كالمياه والطاقة، وتواجه خطر المقابر الجماعية والسجون السرية التي ما زال الناس يستخرجون منها الجثث، طرح المذيع سؤالًا غريبًا في أقل من دقيقة على بدء الحوار: "هل سيتمكن الناس من شرب الكحول؟".
هذا السؤال الصادم لم يكن استفسارًا عن إعادة الإعمار، أو عن سبل تخفيف معاناة الشعب السوري الذي يعيش في ظروف مأساوية، بل كان انعكاسًا لأولويات الإعلام الغربي الذي يبدو أنه مهتم بنشر ثقافة الانحلال أكثر من البحث عن حلول للأزمات الإنسانية. إن مثل هذه المواقف تكشف عن العقلية الغربية التي لا تكترث بما يعانيه العالم الإسلامي من فقر ودمار، بل تركز على إدخال أجنداتها الليبرالية والاجتماعية، حتى في أحلك الظروف.
الإعلام الغربي وأولوياته المريبة
ما طرحه المذيع في تلك المقابلة ليس حالة معزولة، بل يعكس فلسفة الغرب الليبرالي الذي يرى أن الحرية الفردية المطلقة، بما في ذلك حرية الانحلال الأخلاقي، هي القيمة العليا التي يسعى لنشرها. في الوقت الذي يموت فيه الناس جوعًا تحت الأنقاض، يبرز الإعلام الغربي قضايا مثل الكحول والشذوذ الجنسي كأولويات، وكأن النهضة البشرية لا تتحقق إلا من خلال تبني هذا الانحراف.
الغرب والخوف من النهضة الإسلامية
إن العودة إلى الدين والتقيد بالقيم الإسلامية تمثل تهديدًا كبيرًا للهيمنة الغربية. فالغرب يعلم أن الإسلام ليس مجرد دين عبادات، بل مشروع حضاري متكامل يعزز الاستقلال الثقافي والسياسي والاقتصادي عن النموذج الغربي. لهذا، يعمل الإعلام الغربي على نشر ثقافة الإدمان والانحرافات الأخلاقية، بهدف تفكيك المجتمعات المسلمة وإبعادها عن دينها.
أدوات الغرب في إفساد الشعوب
1. الإعلام: يُستخدم كأداة لغرس القيم الغربية عبر التركيز على قضايا تافهة أو منحرفة، وتصويرها كمعيار للتحضر والحرية.
2. المساعدات المشروطة: غالبًا ما تُقدم المساعدات للدول العربية والإسلامية بشروط تتعلق بقبول الأجندات الغربية، مثل إدخال الشذوذ كحق أساسي.
3. تشويه صورة الإسلام: يتم تصوير الإسلام على أنه دين التخلف والتطرف، بينما تُروج الثقافة الغربية كنموذج مثالي.
4. دعم الأنظمة الفاسدة: الأنظمة التي تروج لهذه القيم تحصل على دعم غربي مطلق، في حين تُحارب الحركات الإصلاحية التي تدعو إلى التمسك بالدين.
ازدواجية معايير الغرب
من المفارقات أن الغرب الذي يروج لليبرالية السياسية والديمقراطية يدعم في العالم الإسلامي أنظمة استبدادية، بينما "الحرية" التي يريدها هي حرية الانحلال والفساد. فالديمقراطية بالنسبة لهم ليست قيمة ثابتة، بل أداة ضغط تستخدم عند الحاجة لتحقيق مصالحهم.
النهضة الإسلامية كحل بديل
إن التصدي لهذه الأجندات الغربية يتطلب عودة الشعوب المسلمة إلى دينها:
التمسك بالعقيدة: الإسلام هو الحل الذي يعيد بناء الفرد والمجتمع.
الإعلام الإسلامي: يجب إنشاء منصات تنافس الإعلام الغربي في نشر القيم الصحيحة.
الوحدة الإسلامية: تجاوز الخلافات والعمل الجماعي ضرورة لمواجهة التحديات.
التعليم الهادف: بناء مناهج تعليمية تغرس قيم الإسلام بدلاً من تقليد الغرب.
ما يشغل الغرب في العالم الإسلامي ليس إنقاذه من أزماته أو إعادة بنائه، بل إغراقه في الرذيلة والفساد لإبقائه تحت السيطرة. ومع ذلك، فإن الأمة الإسلامية تملك كل المقومات التي تؤهلها للنهوض إذا عادت إلى دينها وتمسكت بقيمها. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} .فاللهم مسكنا بكتابك وسنة نبيك يارب العالمين.