- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
الحارث طه يكتب: بعد الرد على نكسة ٦٧ .. والتغييرات الكبرى
الحارث طه يكتب: بعد الرد على نكسة ٦٧ .. والتغييرات الكبرى
- 8 أكتوبر 2023, 2:48:42 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كيف فعلها ولماذا تأخر الرد على هزيمة ٦٧؟.
هناك فكر موجود عند المقاومة الفلسطينية كتائب القسام مختلفة تماما عن توجهات باقي الفصائل الأخرى؛ يبدو أنهم أصحاب الكلمة الأخيرة بتوجيه وتوحيد الشعب الفلسطيني بالمطلق. عندما تكون القسام صاحبة المعركة ترى أن الشعب الفلسطيني مصطف خلفها، بأمل يقيني، وهذا لم يأت من فراغ أو بشكل عبثي أبدا لأنهم يختارون الأفعال عل. الأقوال.
من الغريب والمفاجئ ما حدث البارحة من تحرك عسكري لكتائب القسام أما على الصعيد العسكري أو على الصعيد الاستراتيجي، كيفية السيطرة والسرعة؛ واختبار الأهداف، والسيطرة عليها بشكل متقن، ومدروس، ومحكم بشكل لا يدعو للشك. أنهم جيش منظم وذو تدريب عال وصاحب خبرات قتالية وعسكرية كبيرة.
لنفهم قليلا كيف تمت هذه المفاجئة، بشكل جيد، علينا فهم طريقة عمل القسام. فالكتائب تعمل بشكل منظم، ومفاجئ بجميع عمليتها العسكرية منذ زمن وعليه تعتمد باستراتيجيتها. ومن ناحية أخرى سرية تحركاتها، ووضع الخطط العسكرية من قبل القيادات العسكرية فقط، وبالنسبة للقادة هم أشخاص محاطون بتحركات شديدة الحرص والسرية.
المفاجئة وما أدراك ما المفاجئة لكل فعل رد فعل ما فعلتها كتائب القسام كانت ضربة تاريخية، وقاسية للحكومة الإسرائيلية والشعب الإسرائيلي، حيث خلق ذلك شرخا كبيرا، وعدم ثقة الشعب الإسرائيلي بحكومته، وجيشه، وعليه تحتاج هذه النتيجة لعمل ضخم لإعادة الثقة بالحكومة والجيش الإسرائيلي، وهنا يكمن بيت القصيد رد الفعل الإسرائيلي.
كسرت هيبة إسرائيل دولة وجيشا، فمن احتلال قواعد عسكرية والسيطرة على خمس مستوطنات إسرائيلي والدخول بعمق ٤٠ كيلو مربع. وما نتج عنه من قتلي واصابات ورهائن وأسرى.
هنا نقف عند مئالات وتبعات الهجوم الشامل لكتائب القسام على الداخل الإسرائيلي وتقيم الحدث الكبير، وما سينتج عنه من تبعات أكبر على الداخل الفلسطيني، ودول الطوق ، السيناريو سوف يكون صعبا وقاسيا. تغييرا شاملا يشمل المنطقة غير مسبوق.
ذلك التغيير الذي تأخر منذ عام ١٩٦٧ فهو غير مسبوق. بمعنى أخرى، إذا لم تحافظ كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية بإكملها على المكتسبات التي تحققت خلال حرب السابع من أكتوبر وعلي مدار اليومين السابقين.
فهناك هجوم وحشي على غزة وقد يصل إلى تدخل عسكري بالعمق داخل غزة. أما إذا حافظت علي ما كسبته وصمدت فسوف تبدأ عملية تفاوض على ما تمت السيطرة عليه، وليس على سابقه، ويكون نجاح للعملية العسكرية بشكل لا يقبل الشك. وتعيد نظرية توازن القوة بين الطرفين.
أما بالنسبة لدول الطوق على الأغلب، هناك تحرك عسكري إسرائيلي، قد يصل إلى تدخل بري في لبنان وسوريا على اعتبار أن إسرائيل أعلنت حالة الحرب، واستدعت قوات الاحتياط بشكل كبير، وعليه هناك شرعية ومكاسب لجيش العدو أمام شعبه علي الأقل وللحفاظ علي وجوده الأمني. بجانب المساعدات الأمريكية العاجلة لإسرائيل بمعدات عسكري هجومية بقيمة أربع ملياردولار كدفعة أولى للقيام بردود أكبر وأكثر عمقا من فصيل صغير في منطقة صغيرة كغزة. وعليه تقوم أمريكا بتجهيز الرأي العام العالمي حول أن إسرائيل دولة تتعرض لهجمات إرهابية تستدعي حماية نفسها من تلك الهجمات، و توفير غطاء دولي لما ستقوم بها فيما بعد.
الاحتمالات مفتوحة على جميع الأصعدة، لكن الثابت أن حربا في المنطقة قادمة، وإسرائيل ستقوم بخطة الهروب للأمام، وهذا ما تمت مناقشته في اجتماع مستشاري نتنياهو والمسؤولين في الإدارة الأمريكية خلال الساعات الماضية. ألا وهو ضرورة الاجتياح لعدة مناطق في لبنان وسوريا بالاضافه إلى ضربات جوية للحرس الثوري في داخل الأراضي الإيرانية ونقل المعركة إلى الخارج لإعادة الثقة بالحكومة والجيش الإسرائيلي ويبدو أن البوصلة متحركة إلى تلك المناطق في وقت كتابة هذا المقال.
أما بالنسبة للوضع الفلسطيني هناك عملية عسكرية قاسية تجاه ألشعب الفلسطيني وغزة علي وجه الخصوص. وما كان تقديم المعونات العسكرية الكاملة لمصر من الإدارة الأمريكية في الأمس، والسماح للمصريين بفتح جميع المعابر بين فلسطين ومصر تجهيزا للنتائج القادمة وهو تعبئة منطقة العريش بالنازحين الفلسطينيين وبناء مخيمات جديدة بذريعة توفير الأمن والمساعدات الطبية ومن ثمة تنفيذ خطة أجزاء من سيناء للفلسطينيين فيما عرف بأسم صفقة القرن.
القادم مظلم، لكن المنطقة ما قبل يومين، ليست كما هي بعد تلك الأيام، وهناك تغير حقيقة على الأرض، وأن كان الحدث الذي حصل في غزة كبير فالحرب التي ستحدث أكبر، وهذا يعيدنا إلى حرب أفغانستان وأحداث 11 سبتمبر وهنا كان حدث كبيرة والحرب كانت أكبر والتبعات غيرت العالم.