-
℃ 11 تركيا
-
21 مارس 2025
الجيش السوداني يستعيد القصر الرئاسي في معركة حاسمة وسط الخرطوم
الجيش السوداني يستعيد القصر الرئاسي في معركة حاسمة وسط الخرطوم
-
21 مارس 2025, 2:08:31 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
جنود من الجيش السوداني يرفعون علم السودان داخل القصر الجمهوري بعد استعادة السيطرة عليه وسط الخرطوم. 21 مارس 2025
استعاد الجيش السوداني، يوم الجمعة، السيطرة على القصر الرئاسي وسط الخرطوم، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب مع قوات الدعم السريع قبل ما يقرب من عامين.
وأعلن متحدث باسم الجيش السوداني عن نجاح القوات المسلحة في استعادة القصر الرئاسي، إلى جانب السيطرة على السوق العربي ومقار عدد من الوزارات وسط الخرطوم، مؤكداً الاستيلاء على آليات ومعدات تابعة لقوات الدعم السريع.
وجاء في بيان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية أن الجيش تمكن من "سحق قوات الدعم السريع" في مناطق وسط الخرطوم، بما في ذلك السوق العربي والقصر الجمهوري ومقار الوزارات.
وأضاف البيان: "دمرت قواتنا بفضل الله وتوفيقه أفراد ومعدات العدو تدميراً كاملاً، واستولت على كميات كبيرة من معداته وأسلحته بالمناطق المذكورة".
ونشر جنود الجيش صوراً ومقاطع فيديو تُظهر انتشارهم في ساحات القصر الجمهوري، والذي تمت السيطرة عليه بعد معارك عنيفة استمرت لأكثر من خمسة أيام، حيث بدأ الجيش هجومه بحصار قوات الدعم السريع المتواجدة في منطقة القصر الرئاسي وعدد من الوزارات.
موقف قوات الدعم السريع
وكان قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قد رفض في خطاب له الأسبوع الماضي فكرة خروج قواته من القصر الجمهوري ومنطقة وسط الخرطوم، إلا أن المعارك الأخيرة أدت إلى تغيير الواقع على الأرض.
"ارتفع العلم وعاد القصر"
وفي تعليق رسمي على التطورات، أعلن وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية، خالد الإعيسر، استعادة الجيش للسيطرة على القصر الرئاسي.
وفي منشور له عبر فيسبوك، كتب الإعيسر تحت عنوان "لمن ظنّوا أن الأمر مجرد مزحة!":
"أما الجنجويد والمرتزقة ومن معهم من القوى الداخلية العميلة والخارجية الواهمة، فقد ظنوا أن الأمر ليس سوى مجرد مزحة، لكنهم لم يدركوا أن معركة الكرامة السودانية ليست مجرد مواجهة عسكرية كسابقاتها المدونة في كتب التاريخ، بل هي رسالة خالدة للأجيال، مفادها أن الكرامة تُنتزع بثبات الأبطال".
وأضاف: "الحقيقة التي لا تحتمل التأويل هي أن كل خطوة خطاها جنودنا البواسل منذ صباح 15 أبريل 2023 وحتى اليوم، وصولاً إلى القصر برمزيته السياسية والتاريخية، قد سطّرت مجداً جديداً يُضاف إلى سجل أمة لا تعرف إلا العزة والمجد".
واختتم منشوره قائلاً: "اليوم ارتفع العلم، وعاد القصر، والرحلة ماضية حتى يكتمل النصر".
تفتيش وتأمين المناطق المحيطة
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر عسكرية أن الجيش بدأ عمليات تفتيش في المناطق المحيطة بالقصر الجمهوري بحثاً عن عناصر تابعة لقوات الدعم السريع.
وأفادت المصادر بأن بعض عناصر الدعم السريع دخلوا مباني ومحلات تجارية في غرب وسط الخرطوم، حيث قالت: "عناصر الدعم أصبحوا داخل المباني والمحلات التجارية في السوق، إضافة إلى منطقة المقرن في غرب وسط الخرطوم".
معركة القصر الرئاسي
قبل اندلاع الحرب في السودان يوم 15 أبريل 2023، كانت قوات الجيش وقوات الدعم السريع تتقاسم تأمين القصر الرئاسي، إلا أنه خلال الساعات الأولى من الحرب، استطاعت قوات الدعم السريع فرض سيطرتها على القصر نتيجة تفوقها العددي ونوعية الأسلحة التي تمتلكها.
وظهر حينها قائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مقطع فيديو داخل القصر الجمهوري، معلناً السيطرة عليه، قبل أن تتمدد قواته في منطقة وسط الخرطوم لتفرض سيطرتها على المقار السيادية والحكومية المحيطة بالقصر.
وعلى مدار العامين الماضيين، عززت قوات الدعم السريع تواجدها في هذه المنطقة، مستغلة الأبنية المرتفعة لنشر قناصة، مما حال دون أي تقدم للجيش السوداني نحو القصر.
لكن في سبتمبر 2024، وبعد استعادة الجيش لزمام المبادرة العسكرية داخل العاصمة، بدأ هجوماً واسعاً على قوات الدعم السريع، وتمكن من عبور الجسور النيلية التي تربط الخرطوم بالمدن المجاورة، ما مهد الطريق نحو استعادة وسط الخرطوم والقصر الرئاسي.
أهمية السيطرة على القصر الرئاسي
تشكل استعادة القصر الجمهوري ومنطقة وسط الخرطوم نقطة تحول رئيسية في مسار الصراع، إذ تمثل المنطقة مركز الدولة السياسي والإداري، حيث تقع فيها مقار الوزارات السيادية والمؤسسات الحكومية الرئيسية.
كما أن المنطقة تُعد مركزاً اقتصادياً مهماً، حيث تضم مقار البنوك والمصارف وسوق الذهب والأسواق المالية، إضافة إلى موقعها الاستراتيجي المطل على جسري النيل الأبيض والمك نمر، اللذين يربطان الخرطوم بمدينتي أم درمان وبحري.
إلى جانب ذلك، فإن الخسارة العسكرية والمعنوية لقوات الدعم السريع في هذه المنطقة قد تترك تداعيات كبيرة على مجريات الصراع في بقية أنحاء البلاد، خاصة في المناطق التي لا تزال تحت سيطرتها.
المشهد العام ومستقبل الصراع
وكانت قوات الدعم السريع قد بدأت خلال العام الحالي تشكيل حكومة موازية، وفرضت سيطرتها على أجزاء واسعة من الخرطوم وأم درمان، بالإضافة إلى غرب السودان، حيث تخوض حالياً معارك للسيطرة على آخر معاقل الجيش في مدينة الفاشر بإقليم دارفور.
ومع استعادة الجيش السوداني لوسط الخرطوم، تزداد فرصه في بسط سيطرته الكاملة على العاصمة، وهو ما قد يسرّع من حسم المعركة لصالحه في وسط السودان.









