- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
الأزمة الأوكرانية.. هل تتحول سوريا إلى ساحة لتصفية الحسابات بين روسيا وأمريكا؟
الأزمة الأوكرانية.. هل تتحول سوريا إلى ساحة لتصفية الحسابات بين روسيا وأمريكا؟
- 22 فبراير 2022, 5:46:26 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعتقد الولايات المتحدة وأقرب حلفائها في الغرب أن روسيا قد تغزو أوكرانيا خلال الأيام القليلة المقبلة. وإذا اندلعت مثل هذه الحرب، فستكون كارثية على أوروبا الشرقية، ومن المرجح أن تطلق اضطرابات لم تشهدها المنطقة منذ 3 عقود، إن لم يكن منذ الحرب العالمية الثانية.
لكن مثل هذا الصراع لن يؤثر فقط على أوروبا. وفي الأسبوع الماضي، قال المرشح لمنصب القائد القادم للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط للمشرعين إن الغزو الروسي لأوكرانيا سيكون له آثار مضاعفة في سوريا.
وقال الجنرال "مايكل كوريلا" لأعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي: "إذا غزت روسيا أوكرانيا، فلن يتردد الروس في لعب دور المفسد في سوريا أيضا".
ولطالما احتكت القوات الروسية التي تدعم نظام "بشار الأسد" بالقوات الأمريكية وشركائها الأكراد على الجانب الشرقي من نهر الفرات. وفي حين أن معظم المشاحنات تحدث في صورة حرب إلكترونية، فإن هناك بعض المعارك المميتة التي حدثت وإن كانت قليلة.
وفي أوائل عام 2018، حاول عدة مئات من مرتزقة "فاجنر" الروسية والقوات السورية غير النظامية الاستيلاء على حقل غاز طبيعي تسيطر عليه الولايات المتحدة والأكراد في شرق البلاد، ولكن تم القضاء عليهم بضربات جوية أمريكية وافق عليها البنتاجون.
ويحتفظ القادة الأمريكيون والروس بخط هاتف مباشر يُعرف باسم "قناة تفادي التضارب" لمنع مثل هذه الحوادث في سوريا، وقد قلل هذا من تلك الحوادث في الأعوام الأخيرة، كما فعلت الاتصالات المباشرة من رئيس هيئة الأركان المشتركة "مارك ميلي" بنظيره الروسي "فاليري جيراسيموف".
وكشف تقرير للبنتاجون الأسبوع الماضي أن القوات الروسية في سوريا أصبحت عدوانية بشكل متزايد خلال الأشهر القليلة الماضية.
وجاء في التقرير: "ارتكب الجيش الروسي عددا متزايدا من الانتهاكات لبروتوكولات عدم التضارب في سوريا مقارنة بالفترات السابقة". وذكر تقرير البنتاجون أن غالبية هذه الحوادث وقعت بين القوات على الأرض، ومعظمها "لم يشكل أي تهديد لقوات التحالف".
ويعتبر صانعو السياسة أن القوات الأمريكية في سوريا البالغ قوامها 900 جنديا من بين أضعف القوات الأمريكية في المنطقة.
وخلال الأعوام الأخيرة، تكررت المضايقات التي تعرضت لها القوات الأمريكية من قبل القوات السورية الموالية للحكومة، بالرغم من سعي أفراد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إلى الابتعاد عن نقاط التفتيش الموالية للنظام.
وبينما لا يزال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يسيطر على سماء الشمال الشرقي من البلاد، ازدادت المضايقات للطائرات الأمريكية من قبل الطائرات الروسية خلال الأسبوع الماضي.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، أجرت طائرة تابعة للبحرية الأمريكية من طراز "بوسيدون" 3 مكالمات منفصلة مع طائرات مقاتلة روسية فوق البحر الأبيض المتوسط، وقد وصفها مسؤولو البنتاجون بـ "غير المهنية".
وبحسب ما ورد، اقتربت إحدى الطائرات الروسية، من طراز "سو-35"، على بعد 5 أقدام من طائرة تابعة للبحرية الأمريكية. وكانت هذه المواجهات هي الأولى من نوعها التي يتم الإبلاغ عنها في المنطقة منذ عامين.
وفي غضون ذلك، استبعدت الولايات المتحدة التدخل العسكري العلني نيابة عن كييف، بينما استمرت في إرسال قوات إضافية لدعم دول "الناتو".
ووصفت روسيا هذا التحرك بأنه خدعة من واشنطن، وعملت على استعراض القوة عبر قاذفات نووية في أوروبا الشرقية من خلال إسقاط قاذفاتها جنوبا باتجاه البحر الأبيض المتوسط.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، تم نشر قاذفات بعيدة المدى من طراز "توبيلوف تو-22" و"ميج 31 كيه" التي تحمل صواريخ "كنزال" الأسرع من الصوت في قاعدة حميميم، على الساحل الشمالي الغربي لسوريا.
وزار وزير الدفاع الروسي "سيرجي شويجو" سوريا الأسبوع الماضي وسط مناورات بحرية روسية في البحر المتوسط.
وقد منح منح التدخل العسكري الروسي في سوريا موطئ قدم استراتيجي لموسكو على البحر الأبيض المتوسط، وساهم ذلك في نشر المرتزقة في ليبيا وأفريقيا جنوب الصحراء، ما أثار تحديا استراتيجيا للولايات المتحدة خارج أوروبا.
المصدر | المونيتور