اسماعيل جمعه الريماوي يكتب: اغتيال هنيه و شكر ..... التداعيات و المخاطر

profile
  • clock 1 أغسطس 2024, 10:44:26 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بعد عمليّة الاغتيال التي نُفذت في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم أمس والتي أدّت إلى مقتل القائد العسكري الكبير في "حزب الله" فؤاد شكر، وفي غضون 12 ساعة تقريباً، قُتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في إيران.

عملية الاغتيال تعد التحدي الأخطر وغير المسبوق لإيران في مواجهة أخطر اختراق إسرائيلي لأمنها وللحرس الثوري في عقر طهران.
هذا التصعيد الكبير سيؤدي إلى مزيد من التعقد في المنطقة والى الجمود في مباحثات الصفقة بين إسرائيل وحماس، مما يعطل الإفراج عن الرهائن المحتجزين منذ السابع من أكتوبر، إضافة لـ"سكب مزيد من الزيت على النار المشتعلة بالمنطقة".
ومع ذلك، اتفق محللون على أن الرد على عملية الاغتيال سيكون محدودا سواء من حماس ذاتها، أو من إيران عبر وكلائها في المنطقة.
وأن تنفيذ إسرائيل عمليتي اغتيال في قلب لبنان وإيران يشير إلى أن نتنياهو عاد من واشنطن ومعه الضوء الأخضر لتنفيذ عمليات خاصة في المنطقة.
وجاء اغتيال هنية في طهران بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي اغتيال القائد العسكري في حزب الله اللبناني فؤاد شكر، بغارة جوية في الضاحية الجنوبية من بيروت.
وبشأن التداعيات المحتملة، فان جرأة إسرائيل  بهذه العملية وقبلها اغتيال شكر يعني أنها مطمئنة أن رد الفعل سيكون محدودا، وبالتالي نفذت كلا العمليتين خلال 12 ساعة فقط .
وبالطبع سيكون هناك رد فعل من المقاومة لكن من الواضح أنه سيظل محدودا، فلو علمت إسرائيل أن الرد سيكون قاسيا لما أقدمت على تنفيذ اغتيال هنية وشكر معا .
أما بالنسبة الى المفاوضات فان ملف الصفقة قد أغلق الآن ولن يفتح في المستقبل القريب ، مرجحا ألا تصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق قبل إعلان الفائز بالانتخابات الأميركية، أي أوائل العام المقبل على الأقل، وهذا ما كان يرغب فيه نتنياهو فعلا. 
وعما يمكن أن تفعله إيران، يعتقد أنه لن يكون هناك رد مباشر من طهران على الحادث، ولو حدث على وقع الضغوط الداخلية سيكون عبر أحد أذرعها وهو حزب الله .
هذه ليست المرة الأولى التي تقع فيها اغتيالات بقلب طهران فإيران لن تدخل المعركة وهذا يتضح من رد الحرس الثوري الذي أعلن أنه يدرس تفاصيل هذه العملية وسيرد ببيان توضيحي، وبالتالي لا توجد رسائل حاسمة وسريعة من إيران. 
من جانب آخر، يقول المحللون الإسرائيليون ان اغتيال هنية يعني أن العمليات العسكرية ستستمر حتى تصل إسرائيل كما تعتقد لأهداف الحرب، التي تتمثل بشكل رئيسي في تفكيك القدرات العسكرية والسياسية لحماس، والإفراج عن جميع المختطفين، ومنع شن هجمات من غزة على إسرائيل مجددا.
واعتبر المحلل الإسرائيلي شلومو غانور أن اغتيال هنية يأتي ضمن أهداف إسرائيل لتفكيك القدرات السلطوية لحماس.
وعن تأثير الحادث، يقول المحللون الإسرائيليون أنه سيلقي بظلاله على مفاوضات الهدنة التي "ستتجمد" لفترة ما وأن إسرائيل سلمت ردها على المقترحات الأخيرة إلى الوسطاء مع شروط نتنياهو الجديدة وكانت بانتظار رد حماس، لكن الآن سيتم تجميد هذه المحادثات لبعض الوقت .
وقال إن تصفية هنية يضع يحيي السنوار في وضع جديد وصعب، خاصة أنه يشعر أن هناك تشددا لاستهدافه أيضا .
ولا يتوقع المحللون الإسرائيليون ردا مباشرا من إيران على الحادث بعد أن ايران استخلصت العبر من الاعتداء الذي نفذته في أبريل الماضي، وهي في مرحلة تسلم السلطة إلى رئيس جديد، وهي لا ترغب في خوض حرب شاملة سواء بنفسها أو عبر وكلائها، من أجل لاستكمال مشروعها النووي.
وان الاعتقاد "رد الفعل الإيراني سيكون محدودا وربما بعد فترة، خاصة أن طهران في وضع دقيق جدا وقد تعيد حساباتها من جديد .
ومن واشنطن، ترى الخبيرة الأميركية المتخصصة في الشؤون الأمنية والاستراتيجية إيرينا توسكرمان، أن اغتيال هنية "يضع مزيدا من الضغط على قادة حماس لأن يصبحوا أكثر تساهلا خلال المفاوضات، لأنه إن لم يصلوا إلى اتفاق ستستمر مثل هذه العمليات".
وحيث أن العملية تمثل تحولا مهما في مسار حرب غزة، إذ أن "دعم حماس أصبح أكثر تكلفة ومن الصعب الحفاظ عليه، وبالتالي لا يمكن للحركة الاستمرار في خوض حرب واسعة النطاق من دون دعم خارجي".
أما بالنسبة لإيران، فقد أظهرا الهجوم بوضوح "ضعفها الداخلي واختراقها الأمني، مما يدفعها للتفكير مرتين قبل مواجهة إسرائيل مباشرة"، حسبما قالت الخبيرة الأميركية.

التعليقات (0)