اسلام شهوان يكتب: الصعود الصيني في الشرق الأوسط دلالات الصعود وانعكاساته الأمنية

profile
د. إسلام شهوان كاتب وباحث بالشأن الأمني
  • clock 5 ديسمبر 2021, 11:28:00 م
  • eye 741
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

يجمع غالبية المحللين السياسيين والاقتصاديين والامنيين إن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان له تداعيات استراتيجية على منطقة الشرق الأوسط كلها .كما أن الانسحاب الأمريكي من العراق وإعادة تموضع قواتها في الشمال السوري وتهدئة الجبهة الليبية فيه دلالات كبيرة على البعد الاستراتيجي  للوجود الأمريكي في المنطقة  فهي تنسحب ببطئ وتترك فراغا كبيرا . في المقابل يؤكد مراقبون أن عصر الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط في طريقه للتراجع والضمور أمام صعود النفوذ الصيني الواضح والذي تتزايد معه المصالح الصينية حول العالم من خلال بوابة الدول العربية ..

الصين اليوم أدركت أهمية العمق العربي وأنها بوابة استراتيجية للتجارة والنفوذ السياسي الصيني الصاعد . فتعمل الصين اليوم على ملئ الفراغ الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط وكذلك تعمل على تقديم قروض استثمارية لمشاريع بني أساسية للعديد من الدول العربية بنسب فائدة متوسطة تسدد على سنوات عديدة وذلك عكس القروض الأمريكية والغربية التي تقدم للدول العربية بنسب فائدة عالية وتسدد في فترات زمنية قصيرة ..

كذلك نجد أن الصين اليوم لا تحتاج إلى الغاز والبترول العربي كما امريكا والغرب حيث تستحوذ أمريكا  على كميات كبيرة فهي بحاجة ماسة جدا للغاز والبترول العربي وتعمل  لذلك خطط وتحرك جيوش حتي تعمل على تأمين حصتها من الاستهلاك العالمي للغاز والبترول ..

الصين اليوم كما يري مراقبون  تسجل نموا اقتصاديا متسارعا ومخيفة في نموه وزيادته فهو نمو صاعد وبقوة في شتي المجالات خاصة التصنيع العسكري والتقني وعالم الفضاء كما أنها الآن بدأت في التقدم والتطور الثقافي والأدبي بكل مكوناته..

طفرة كبيرة في النمو الاقتصادي

اكثر من 240 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية حتي عام 2021 وهذه نسبة كبيرة جدا مقارنة بين الدول الكبري . 

الصين والصراع العربي الإسرائيلي والخوف الأمريكي من التمكن الصيني

ظلت الصين على نقطة متصلة مع البعد العربي خاصة في صراعه مع دولة الاحتلال الإسرائيلي فلقد استفادت الصين من هذه السياسة سواء مع الدول العربية من خلال توثيق علاقتها السياسية معها أو توثيق علاقتها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي حيث عززت شراكتها الاقتصادية معها وعملت على إبرام اتفاقيات استثمارية في التطور التكنولوجي الذي تميزت به دولة الاحتلال فكسبت الصين كل الأطراف

كما أن الصين لم تتدخل في ثورات الربيع العربي كما فعلت أمريكا ودول الغرب والمتابع للواقع السياسي الصيني نجد بعد عام 2017 تحديدا بدأت الصين في رسم سياستها الخارجية تجاه الدول العربية والعمل على إثبات وجودها وتقوية نفوذها في المحيط العربي فزاد نشاطها التجاري والثقافي والإعلامي والامني والعسكري حيث بدأت برسم خطوط عريضة من خلال إحلال وتثبيت النفوذ الصيني الصاعد فعملت على تأسيس قواعد عسكرية استراتيجية سواء في جيبوتي أو الامارات العربيه المتحده..

القوة الناعمة الصينية 

ما زالت القوة الناعمة الصينية قوية ومؤثرة وفاعلة إلى حد ما في الدول العربية رغم أنها ما زالت في بداية تعاملاتها ونتيجة لمعيقات كبيرة لدى الدول العربية حيث اختلاف الثقافة وصعوبة اللغة والتردد  خوفا من التأثير الأمريكي الغربي على الدول العربية ..

فنجد الصين متغلغلة في الواقع العربي كما في الشراكة مع دولة الاحتلال الامر الذي أزعج الامريكان واعتبروه تخطي لسياسات امريكا من قبل دولة الاحتلال في علاقتها مع الصين خاصة في الاستثمار في مجالات حساسة لها ارتباطات أمنية 

عقيدة الصين المتطورة الحديدة 

عملت الصين مؤخرا على تطوير عقيدتها العسكرية والسياسية بناء على تبني فكر شي. جين بينج الرئيس الصيني الحالي بدلا من عقيدة ماو المؤسس الاول الجمهورية الصينية فالعقيدة الصينية الجديدة تشكل مسار التنمية الصيني لمشاركة العالم في بسط السيطرة والنفوذ العالمي لعقود قادمة هذا ما كشفت عنه تقارير خاصة من البنتاغون ففي عام 2018 بدأت الصين لتصبح المنافس الاستراتيجي لأمريكا في منطقة الشرق الأوسط فالصبن اليوم تسعي لتحديث قواتها المسلحة لضمان سيطرتها الإقليمية على المحيط الهادئ وجنوب آسيا وبحر الصين  وبذلك فهي تعمل على التأثير على نفوذ امريكا العالمي 

التقرير الذي أصدره البنتاغون جاء في 140 صفحة صنفت أنها سرية محدودة التداول تحت عنوان قوة الصين العسكرية تحديث القوات للقتال وتحقيق النصر ..

قوة عسكرية قوامها مليونين عسكري مقاتل 

زيادة كبيرة جدا في الميزانية العسكرية للصين حيث تخطت 170 مليار دولار حتي عام 2019  ، مما ارتبطت الزيادة العسكرية بزيادة أعداد الجنود حتي تتخطي المليونين جندي مقاتل .

كما أن الصين بدأت في الآونة الأخيرة في التكشير عن أنيابها ومخالبها حيث استولت على العديد من الجزر في بحر الصين وهي محل خلاف مع جيرانها الذين تربطهم مع أمريكا تحالفات استراتيجية .

تقدير  الموقف

لكن كاتب السطور يري أن العقيدة العسكرية الصينية لم تترجم بعد كي تحاول الانتشار العالمي فهي بحاجة لمقومات استراتيجية متينة وتحتاج من الوقت كي تثبت نفوذها في منطقة الشرق الأوسط وتبسط سيطرتها على سياسيات المنطقة وتحافظ على وجودها وتعمل على إزاحة النفوذ الأمريكي وهذا سيكون له انعكاس عل صعد مختلفة أهمها البعد الأمني وتأثيرات ذلك على منطقة الشرق الأوسط بأكملها.

التعليقات (0)