- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
استهداف المطبخ العالمي.. لماذا يتعمد الاحتلال قتل محاولات إغاثة غزة؟
استهداف المطبخ العالمي.. لماذا يتعمد الاحتلال قتل محاولات إغاثة غزة؟
- 3 أبريل 2024, 2:43:44 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لم يكن استهداف إسرائيل لعاملين في مؤسسة المطبخ العالمي في غزة المرة الأولى؛ إذ سبق ذلك استهداف متكرر لموظفي الأونروا وعمال إغاثة آخرين، فماذا يريد الاحتلال تحقيقه؟
"الأمر الأكثر مأساوية هو أن هذا ليس حادثاً منفرداً. فهذا الصراع من أسوأ الصراعات فيما تعيه الذاكرة الحديثة من حيث عدد القتلى من عمال الإغاثة"، بحسب البيان الصادر، الثلاثاء 2 أبريل، باسم الرئيس الأمريكي جو بايدن، أشرس الداعمين لإسرائيل والمدافعين عنها.
استهداف المطبخ العالمي
تنشط منظمة المطبخ العالمي في قطاع غزة منذ شهر أكتوبر 2023، أي منذ أن شن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على القطاع. وتعمل منظمة الإغاثة الدولية، ومقرها في الولايات المتحدة، على إدخال المواد الغذائية لقطاع غزة عن طريق المنافذ البرية، كما تشارك أيضاً في عمليات الإنزال الجوي، التي بدأت مؤخراً.
وتقوم المنظمة الإغاثية، التي تركز بالأساس على إيصال المواد الغذائية لأهل القطاع، وتنشط أيضاً في مناطق كثيرة حول العالم، بتنسيق تحركات قوافلها في غزة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي أولاً بأول.
وأعلنت منظمة "وورلد سنترال كيتشن" أو المطبخ العالمي، الثلاثاء 2 أبريل، وقف عملياتها في قطاع غزة، مشيرة إلى أن تعرض موظفيها لقصف جوي إسرائيلي حدث على الرغم من أنها "نسقت تحركات القافلة" مع الجيش الإسرائيلي.
كانت غارة جوية إسرائيلية قد استهدفت، مساء الإثنين 1 أبريل، سيارة تابعة لمنظمة المطبخ العالمي وسط قطاع غزة؛ ما أدى إلى مقتل 7 من عمال الإغاثة العاملين في المنظمة يحملون جنسيات أجنبية (بريطانيا وبولندا وأستراليا وأمريكا وكندا)، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة على مستوى العالم.
ماذا قالت إسرائيل؟
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف الغارة بأنها "مأساوية وغير مقصودة"، بينما من جهته، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان، إنه يجري مراجعة "لفهم ظروف الحادث المأساوي الذي تعرض له فريق ورلد سنترال كيتشن"، مضيفاً أنه يعمل بشكل وثيق مع هذه المنظمة لتوفير الغذاء والمساعدات الإنسانية لسكان غزة، وتعهد الجيش بإجراء تحقيق مستقل.
لكن هذه التصريحات من الجانب الإسرائيلي، وهي تصريحات باتت متكررة مع كل استهداف لقوافل المساعدات أو طواقم المنظمات الإنسانية، لم تقنع حتى الرئيس بايدن، الذي قال في بيانه إن إسرائيل لم تفعل ما يكفي لحماية عمال الإغاثة أو المدنيين في غزة.
المتحدثة باسم "يونيسف"، تيس إنغرام، المقيمة بشكل مؤقت في غزة، قالت لصحيفة نيويورك تايمز إن نظام الإخطار الذي كان يهدف إلى الحفاظ على سلامة العمال "لا يعمل"؛ ما يجعلهم "عُرضة للخطر. هذا يسلط الضوء على طبيعة الحياة هنا في غزة.. ليس فقط لعمال الإغاثة ولكن للجميع. لا يوجد مكان آمن، حتى عندما تفعل كل شيء بشكل صحيح".
استهداف طواقم المساعدات
لم تكن الغارة التي قتلت موظفي المطبخ العالمي في دير البلح وسط قطاع غزة المرة الأولى التي تتعرض فيها قوافل وعمال إغاثة للاستهداف من جانب جيش الاحتلال منذ بداية الحرب على غزة؛ إذ قالت مديرة الاتصالات في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، جولييت توما، لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إنه منذ بدء الحرب، "قُتل 176 عاملاً في أونروا". وقالت عدة منظمات إغاثية أخرى إن موظفين تابعين لها قتلوا في غارات جوية.
يطرح هذا الاستهداف لطواقم المساعدات وموظفي المنظمات الإغاثية الدولية من جانب إسرائيل تساؤلات عديدة بشأن أهداف الاحتلال من هذا الاستهداف، الذي يضيف مزيداً من الضغوط الدولية على تل أبيب ويساهم أكثر في تشويه صورة إسرائيل وجيشها ويزيد من عزلتها الدولية.
فإذا كان بايدن، الحليف الأكثر موثوقية للاحتلال، "غاضب ومنفطر القلب" على مقتل موظفي الإغاثة في مؤسسة المطبخ العالمي ويطالب إسرائيل ببذل مزيد من الجهود لحماية عمال الإغاثة، بحسب بيان البيت الأبيض، فإن ردود الفعل العالمية شهدت تكرار الاتهامات لإسرائيل بتجاهل القانون الإنساني الدولي.
واعتبر ستيفان دوجاريك، المتحدّث باسم الأمم المتّحدة، أنّ الغارة الإسرائيلية بحق مؤسسة المطبخ العالمي في غزة تظهر "تجاهل القانون الإنساني" وسلامة الطواقم الإنسانية، مضيفاً أن "تكرار هذه الأحداث هو نتيجة لا مفر منها لكيفية خوض هذه الحرب راهناً"، في "تجاهل للقانون الإنساني الدولي وتجاهل لحماية العمال الإنسانيين"، ومندداً بمقتل "جميع العمال الإنسانيين".
أما الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، فقد قال في كلمته خلال اجتماع غير رسمي للجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء، إن "مقتل عمال إغاثة لدى المطبخ المركزي العالمي رفع عدد عمال الإغاثة الذين قتلوا في الصراع في غزة إلى 196 بمن فيهم أكثر من 175 من موظفي الأمم المتحدة".
ما تأثير ذلك على أهالي قطاع غزة؟
"بعد الضربة، جماعات الإغاثة في غزة خائفة أكثر من أي وقت مضى"، تحت هذا العنوان نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريراً يرصد تداعيات الضربة الإسرائيلية لإحدى السيارات التابعة لمؤسسة المطبخ العالمي (World Central Kitchen) في قطاع غزة.
فهذه الغارة التي وصفها غوتيريش بأنها "أمر غير معقول" قد تسببت في حالة من الرعب لدى العاملين في المؤسسات الإغاثية العالمية، فأعربت مؤسسات الإغاثة العاملة في قطاع غزة، الثلاثاء، عن شعورها بقلق "أكثر من أي وقت مضى" بشأن سلامة موظفيها.
ونقل تقرير نيويورك تايمز عن بعض تلك المؤسسات قولها إن "الحادث" يسلط الضوء على التحديات المتزايدة لتلبية الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين، خصوصاً في ظل مقتل عدد من العاملين في المجال الإنساني على مدار الحرب في غزة.
مايكل كابوني، مؤسس منظمة "Global Empowerment Mission"، وهي مجموعة مساعدات غير ربحية تقوم بتوزيع الخيام وأكياس النوم والمعدات الطبية والمواد الغذائية على الفلسطينيين في غزة، قال للصحيفة الأمريكية: "يشعر الجميع بالخطر الآن".
وكشف كابوني أنه يُعيد النظر في خطط السفر إلى غزة الأسبوع المقبل، مضيفاً أن بعض الموظفين، الذين كانوا يتواصلون يومياً مع عمال "وورلد سنترال كيتشن" الذين لقوا حتفهم، "يريدون الآن حزم أمتعتهم والعودة إلى منازلهم"، على الرغم من عدم وجود خطط واضحة للمغادرة.
"يجب أن تكون هناك ضمانات لمجتمع المنظمات غير الحكومية الدولية، بأننا آمنون عند القيام بهذا العمل الذي نقوم به، وهو أمر بالغ الأهمية"، بحسب كابوني، مشدداً على أنه "من غير المقبول أن يُقتل عمال الإغاثة، حتى بعد خضوعهم لقواعد تجنب الاشتباك التي تجريها الأمم المتحدة، والتي من المفترض أن تحمي العاملين في المجال الإنساني، من خلال إبلاغ الجيش بأنشطتهم".
شبح المجاعة وتوقيت الاستهداف
أعلن مسؤولون قبارصة، الثلاثاء، أن مساعدات منقولة بحراً لسكان غزة عادت إلى قبرص بعد غارة المطبخ العالمي، وفي الوقت نفسه، علقت الإمارات إرسال مساعدات إنسانية عبر الممر البحري من قبرص، بحسب رويترز.
فقبل الغارة الإسرائيلية مباشرة، كان موظفو منظمة المطبخ العالمي قد انتهوا للتو من تفريغ 100 طن من المساعدات الغذائية من بارجة أبحرت من قبرص. وكانت البارجة واحدة من 4 سفن أبحرت من لارناكا بقبرص في 30 مارس.
وبعد الغارة، تقرر عودة السفينة جنيفر التي لا تزال محملة بنحو 240 طناً من المواد الغذائية إلى قبرص مع البارجة الفارغة وقارب إنقاذ بعد تعليق المنظمة عملياتها. أي أن الغارة الإسرائيلية تسببت في انتكاسة خطيرة لمحاولات الإسراع بتوصيل المساعدات إلى غزة؛ حيث تقول وكالات دولية إن كثيرين على شفا المجاعة نتيجة للحرب الإسرائيلية.
وفي هذا الإطار، أشارت إنغرام، المتحدثة باسم اليونيسيف، إلى أن الضربة الإسرائيلية "كانت لها آثار أوسع على قدرة المنظمات الإنسانية على تقديم المساعدات الغذائية"، مضيفة أن منظمة المطبخ العالمي لا تقوم بإطعام سكان غزة بشكل مباشر فحسب، بل أيضاً تقوم بتزويد المستشفيات بالوجبات الغذائية.
ماذا تريد إسرائيل حقاً؟
يأتي هذا الاستهداف لمنظمة المطبخ العالمي في توقيت حرج للغاية بالنسبة لأكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة، غالبيتهم الآن في رفح، وبات شبح المجاعة أقرب إليهم من أي وقت مضى بحسب الأمم المتحدة، وهو ما يطرح شكوكاً قوية حول أهداف إسرائيل من هذا الاستهداف.
ففي وقت سابق من شهر مارس الماضي، تم إطلاق أول ممر بحري لنقل المساعدات إلى قطاع غزة من قبرص، التي لعبت دوراً محورياً في إنشاء طريق بحري إلى غزة بتقديم فحص أمني سريع على الجزيرة تشرف عليه إسرائيل.
وفي الوقت نفسه، تلقت مؤسسة المطبخ العالمي تمويلاً من الإمارات لمهامها الغذائية البحرية. لكن بعد الغارة، قال مسؤول إماراتي لوكالة رويترز إن أبو ظبي علقت إرسال مساعدات إنسانية عبر ممر بحري من قبرص إلى غزة لحين حصولها على مزيد من ضمانات السلامة من إسرائيل وإجراء تحقيق كامل في مقتل موظفي إغاثة بالقطاع الفلسطيني.
لكن فصائل فلسطينية رأت أن "هذه الجريمة البشعة رسالة ترهيب لكل العالم وللجهود الدولية التي تسعى لتخفيف معاناة شعبنا"، وقالت الفصائل -في بيان بتوقيع "القوى الوطنية والإسلامية" في قطاع غزة- إن "الغارة الغاشمة استهدفت سيارات مصفحة تحمل إشارات دولية معروفة".
وهذا ما عبرت عنه المتحدثة باسم منظمة "أنقذوا الأطفال Save The Children"، ثريا علي؛ إذ قالت عن استهداف سيارة المطبخ العالمي: "أخبار الهجوم مروعة، إنها كابوس أصبح حقيقة بالنسبة لنا. نعلم أن غزة الآن هي واحدة من أخطر الأماكن في العالم بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني".
أسيل بيضون، المتحدثة باسم منظمة "العون الطبي للفلسطينيين"، وهي مجموعة بريطانية، قالت لصحيفة نيويورك تايمز إن منظمتها "تشعر بالقلق إزاء سلامة مهمتها الطبية إلى غزة"، والتي من المقرر أن تصل في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
بيضون، المقيمة في الضفة الغربية المحتلة، قالت أيضاً: "كنا نظن أن السيارات المدرعة وقواعد تجنب الاشتباك من شأنها أن تحمي الأطباء بالفعل. لكننا الآن لا نعرف كيف نحمي بعثاتنا وزملاءنا".
يبدو من ردود الفعل هذه أن الرسالة الإسرائيلية هذه المرة وصلت بشكل "صادم" لجميع الأطراف.
"تجويع" أهل غزة!
في السياق ذاته، نشر موقع Mekomit الإسرائيلي تقريراً عنوانه "هدف إسرائيل هو الإبقاء على الفوضى في غزة"، يرصد كيف أن طيران الاحتلال قصف المكان الذي كانت تقف فيه شاحنات المساعدات برفقة حراس أمن من "العشائر" واللجان الشعبية؛ ما أدى إلى مقتل أكثر من 20 منهم.
يأتي هذا القصف ليُضاف إلى قتل الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع أربعة من كبار مسؤولي الشرطة والدفاع المدني في غزة -أحدهم في غارة على مستشفى الشفاء وثلاثة في اغتيالات جوية- والذين، بحسب التقارير الواردة من غزة، كانوا مسؤولين عن تأمين نقل المواد الغذائية إلى شمال قطاع غزة.
لماذا تقتل إسرائيل على وجه التحديد أولئك الأشخاص المسؤولين عن النقل المنظم للمواد الغذائية؟ لماذا تفعل ذلك على وجه الدقة، في وقت يقول فيه الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيف بوريل، إن إسرائيل "تستخدم المجاعة كسلاح" ضد سكان غزة، بينما يحذر البيت الأبيض من أن غزة "تقترب من حالة المجاعة"؟
أحد التفسيرات التي ساقها الموقع الإسرائيلي هو أن إسرائيل "تستخدم التجويع كسلاح"، كما قال بوريل. ويمكن بالطبع تذكُّر تصريح وزير الدفاع يوآف غالانت منذ بداية الحرب، والذي بموجبه يُفرَض حصار كامل على غزة، "لا كهرباء ولا طعام"، كما كرر اللواء المتقاعد غيورا إيلاند، الذي عمل لفترة مستشاراً لغالانت، في مناسباتٍ عدة أن تجويع سكان قطاع غزة هو السبيل للضغط على حماس.
لقد أثبت هذا التجويع أنه سلاح فعال، خاصة في ما يتعلق الأمر بالجهود الإسرائيلية الرامية إلى "إفراغ" مدينة غزة والمناطق المحيطة بها في القطاع من الفلسطينيين؛ إذ قال عضو الكنيست داني دانون قبل شهر تقريباً إن الفرار الجماعي لمعظم سكان غزة البالغ عددهم 1.1 مليون نسمة ومحيطها هو "الإنجاز الوحيد الذي حققناه في الحرب".
ومن المؤكد أن انقطاع الإمدادات الغذائية إلى شمال قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي الأخير، بالإضافة إلى العدوان على مستشفى الشفاء، يساهمان في هدف دفع سكان غزة إلى الفرار خارج غزة، وسجلت شبكات التلفزيون طوابير من الفلسطينيين الفارين جنوباً.
الإبقاء على الفوضى في غزة!
ومع ذلك، من الصعب أن نصدق أنه حتى في إسرائيل يعتقدون أن المجاعة سوف تطرد جميع الفلسطينيين الذين ظلوا في شمال قطاع غزة، والذين يتراوح عددهم بين 150 إلى 300 ألف نسمة، بحسب الموقع العبري. ولذلك يمكن الافتراض أن الضرر المباشر الذي يلحق بأبناء "القبائل" له أيضاً أسباب سياسية.
من الممكن جداً أن تكون إسرائيل قد اكتشفت، للمرة الألف، أن أوهامها حول "الحكم العشائري" -الذي تراهن عليه بأن يحل محل حكم حماس من جهة، ويمنع عودة السلطة الفلسطينية من جهة أخرى- لا أساس له من الصحة، تماماً مثل الفشل الذريع في الترويج لـ"الجمعيات القروية" في الضفة الغربية في الثمانينيات، كبديل لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وكان "مجلس القبائل"، وهو هيئة تضم العشائر نفسها التي يُزعَم أن إسرائيل تراهن عليها، أعلن الأسبوع الماضي رفضه اقتراحاً إسرائيلياً بالتعاون معه في توزيع الغذاء، وذكر أنه لن يتصرف إلا بالتنسيق مع "الحكومة" في غزة، أي مع حماس. بمعنى آخر، العشائر ليست في عجلة من أمرها لتبني الدور الذي يرسمه لها النظام الأمني في إسرائيل.
لم تتحمل حماس المسؤولية المباشرة عن توزيع المواد الغذائية، ولكن من الواضح أنه إذا كان كبار مسؤولي الشرطة والدفاع المدني، الذين يعملون في ظل حكومة حماس، يشاركون في تأمين الشاحنات، فإن هذا يجري بمشاركة حماس، كما يقول تقرير الموقع الإسرائيلي.
وإسرائيل ليست مستعدة لأن تتولى حماس، حتى إذا كانت بزي مدني، مسؤولية إدارة هذه الأزمة الإنسانية، لأن ذلك سيُنظر إليه على أنه "انتصار" لحماس ومن شأنه أن ينتقص من هدف "القضاء على حماس" -وهو الهدف الأول والمعلن للحرب. ويُعَد اغتيال رؤساء "لجان الطوارئ" التابعة لحماس في رفح، وهي لجان مدنية أكثر منها عسكرية، جزءاً من هذا المفهوم. قد يكون هناك من يتخيل في الجيش الإسرائيلي أن القضاء على البنية التحتية المدنية لحماس من شأنه أن يجعل خيار الحكم الإسرائيلي العسكري أكثر قبولاً، ولكن يبدو أنهم واهمون، بحسب نفس التقرير العبري.