تكبير الخط تصغير الخط

نحن شعب اوقف استثماراته منذ عقود بعد تفسيخ الصناعة و الزراعة في شراء اراضي البناء و العقارات و لان دولتنا لا تعرف الف باء التخطيط استعذبت هذه الفكرة و يا بخت مين نفع و استنفع و فتحت  في منح تراخيص البناء على البحري و لم تكتفِ بالتوسع الافقي بل سمحت ايضاً في المجتمعات العمرانية الجديدة بالتوسع الرأسي بعد ان كان غير مصرح به فاصبح بها ابراج سكنية و ناطحات سحاب و اصبحت الدولة ذات نفسها مقاول كبير تضارب شركات المقاولات في بناء و بيع الاسكان فوق المتوسط و الفاخر دون غيره مما اصاب سوق العقارات هذه بالتخمة و من ثم الركود و تحول الشعب كله عن كل الاعمال و الانتاج الى السمسرة و التسويق لها لا احد يقدم شيئاً ليل نهار غير  الاتصالات التليفونية و هنيئا لشركات المحمول 

ما علينا لن ازيد فالضرب في الميت حرام عليه العوض في الزراعة و الصناعة و اي انتاج ! دعونا نفكر في الواقع المرير ما يشغلني ليس ركود يصيب شركات المقاولات و لا كبار المستثمرين فهم يبيعون الناس  السمك في الماء قبل صيده فهؤلاء لا يخسرون ابدا ! و انما ما يشغلني كما كتبت مرارا هي الفئة الكادحة التي استثمرت تحويشة العمر في "شوية عقارات" تحولت لبيوت وقف بمعنى الكلمة ! و آخرين يحلمون بالحصول على سكن و ليس لديهم القدرة في ظل الاسعار الجنونية الدائمة في الصعود التي  تطرحها شركات المقاولات و التي تأخذ السوق كله معها لأعلى بلا هوادة رغم انها تبيع المواطن الفراغ  على اقساط وصلت لعشر و خمس عشرة سنة في حين يكون التسليم بعد اربع او خمس سنوات حين يكون المشتري قد سدد خلالها السعر الفعلي  للوحدة و زيادة عليه مكسب عادل للشركة و ما تبقى لها هو على سبيل "المكافأة"  و ثمرة عملية الاستغلال التي اتفقت عليها جميع الشركات !! و مازال الكادحون يرون في هذا استثماراً  !!!

 من موقعي هذا نظرا لاني اتلقى عشرات المكالمات يومياً من مسوقي هذه المشاريع المستقبلية أؤكد لسيادتكم  ان كل ما تبتاع  اليوم لن تجد من يشتريه منك غداً ! و ارى الحل الوحيد لانقاذ الناس من احتجاز مدخراتهم في شقق مغلقة و بقاء الآخرين الذين لايملكون شيئا على قائمة انتظار تحقيق حلم المسكن ان تتدخل الدولة بسن قانون يسمح  بتمويل الناس لشراء المساكن الجاهزة على المدى الطويل من خلال البنوك بفوائد عادلة لجميع الاطراف على نظام ال mortgage  على غرار ما هو متبع في الغرب ففي هذا تنشيط للسوق  و حل مشكلة الطرفين البائع و المشتري ...