- ℃ 11 تركيا
- 19 نوفمبر 2024
إيكونوميست: دبلوماسية ليبيا المتهورة مع إسرائيل ضارة لأمريكا ولا تفيد تل أبيب
إيكونوميست: دبلوماسية ليبيا المتهورة مع إسرائيل ضارة لأمريكا ولا تفيد تل أبيب
- 31 أغسطس 2023, 12:50:35 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
خطأ إسرائيلي تتحمل مسوليته أمريكا سمح لدبلوماسية متهورة في ليبيا بإحداث أزمة من أجل أمر لا يستحق.
بهذه الكلمات لخصت مجلة "إيكونوميست" أزمة اللقاء السري، أو الذي كان يفترض أنه سري، بين وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش ونظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين في روما، وهو اللقاء الذي فجر احتجاجات في ليبيا بعد إعلان كوهين عنه وأفضى إلى إقالة المنقوش وهروبها من ليبيا.
لقد كان درساً في كيفية عدم ممارسة الدبلوماسية، كما تقول الصحيفة، حتى أن نواب المعارضة الإسرائيلية انتقدوا كوهين بسبب قراره "الذي ينم عن عقلية هاو" بالكشف عن اللقاء مع المنقوش.
غضب أمريكي
وتضيف أن المسؤولين الأمريكيين شعروا بالغضب أيضا، معتبرين أن كشف إيلي كوهين عن اللقاء أضر بجهودهم لحث الدول العربية على الاعتراف بإسرائيل، وفقا لما ترجمه "الخليج الجديد".
ومنذ عام 2020، عندما وقعت أربع دول عربية على اتفاقيات أبراهام، أوضحت أمريكا أن التطبيع العربي الإسرائيلي هو المحور الرئيسي لسياستها في الشرق الأوسط.
وجاء اللقاء الثنائي بين نجلاء المنقوش وإيلي كوهين في روما في أعقاب اجتماع في يناير/كانون الثاني الماضي بين رئيس الحكومة الليبية عبدالحميد دبيبة، ووليام بيرنز، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، حيث ناقشا مسألة التطبيع أيضا.
دوافع التطبيع
وتعلق الصحيفة على ذلك بالقول: "إذا كنت زعيماً عربياً غير منتخب متعطشاً للدعم الأمريكي، فإن أسرع طريقة للفوز به هي التحدث عن العلاقات مع إسرائيل"، مشيرة إلى أن الدبيبة يحاول تأمين دعم واشنطن له عبر بوابة تل أبيب.
ولم تكن حكومة الدبيبة استثناء، فعلي الجهة الأخرى، سارع صدام، نجل قائد الشرق الليبي خليفة حفتر، اجتماعات سرية مع مسؤولين إسرائيليين في عام 2021. كما أجرت إسرائيل اتصالات في الماضي مع سيف الإسلام القذافي، نجل الدكتاتور المخلوع في عام 2011، والذي ويتطلع إلى الترشح للرئاسة في الانتخابات الليبية التي طال انتظارها.
وترى الصحيفة أن تطبيع إسرائيل مع ليبيا ليس ذا أهمية، فبينما أدت قرارات تطبيع الإمارات والبحرين للتطبيع مع إسرائيل إلى حراك سياحي واستثماري، يبدو من المستبعد أن يحدث هذا في حالة ليبيا، فمن غير المرجح أن تستثمر الشركات الإسرائيلية في دولة غير مستقرة بشكل مزمن - ناهيك عن أن يزورها السياح الإسرائيليون.
إيضا سيكون بيع الأسلحة إلى ليبيا أمرًا صعبًا: فالبلاد تخضع لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة. فالمحادثات مع إسرائيل تدور حول المصالح الضيقة للسياسيين المتعطشين للسلطة.
وليس أبلغ على ذلك من مثال السودان، الذي طبع علاقاته مع إسرائيل، لكن تل أبيب وواشنطن لم تجن فوائد، لأن قيادة الجيش السوداني التي طبعت مضت قدما لتدمير الحكم المدني، والآن تخوض معارك مريرة مع قوات الدعم السريع، التي كانت جزءا من الجيش.
وفي ظل مزيجها المحير من السياسيين والميليشيات، فإن ليبيا بالكاد مؤهلة لأن تكون دولة، فلديها مجلسان تشريعيان متنافسان، وحتى الشهر الماضي بنكان مركزيان.
وحتى لو وافق الدبيبة على العلاقات مع إسرائيل، فإنه لا يستطيع التوقيع على صفقة نيابة عن الدولة بأكملها.
وتختم المجلة بالقول: "لقد أخطأ كوهين في الحديث عن الاجتماع مع نجلاء المنقوش، لكن الخطأ الأكبر يقع على عاتق الحكومة الأمريكية التي ترى قيمة في دفع حتى أكثر الحكومات غير الشرعية للانضمام إلى الاتفاقيات".