إسلام الغمري يكتب: شهادة الأسير الإسرائيلي.. الحقيقة التي لا يستطيع الاحتلال طمسها

profile
  • clock 15 فبراير 2025, 11:45:54 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في رسالة غير مسبوقة، كتب أحد الأسرى الإسرائيليين الذين أفرجت عنهم المقاومة الفلسطينية شهادة تاريخية تحمل دلالات إنسانية وأخلاقية عميقة، تكشف الفارق الجوهري بين من يقاتل لأجل الحق ومن يمارس القتل والبطش بغير وجه حق.

هذه الكلمات التي خرجت من قلب الأسير الإسرائيلي ليست مجرد اعتراف عابر، بل هي وثيقة أخلاقية تفضح زيف الدعاية الإسرائيلية وتؤكد أن المقاومة الفلسطينية ليست فقط قوة عسكرية، بل مشروع إنساني عظيم قائم على قيم العدل والرحمة، حتى في أصعب الظروف.

حين يشهد العدو بعدالة القضية

كتب الأسير في رسالته: “كنتم أنتم المحاصرون الأحرار، وأنا الأسير وأنتم الحراس على حياتي، اعتنيتم بي كأب رؤوف بأبنائه، حفظتم عليَّ صحتي وكرامتي وأناقتي، ولم تسمحوا للجوع أو الذل أن يمسّني، رغم أنني كنت في قبضة رجال يقاتلون لأجل أرضهم وحقهم المسلوب.”

هذه الشهادة تفضح الرواية الإسرائيلية التي تصف المقاومة بالإرهاب والوحشية، بينما يظهر الواقع أنها التزمت بأخلاقيات الحرب التي يتفاخر الغرب بوضعها في نظرياته، لكنه يعجز عن تطبيقها. فمن يمارس الإرهاب الحقيقي هو الاحتلال الذي يقتل الأطفال ويهدم البيوت، بينما المقاومة أثبتت أنها تدرك معنى الكرامة حتى مع الأسرى الذين جاؤوا ليقتلوها.

المقاومة وأخلاقيات الإسلام في معاملة الأسرى

في تساؤله عن دين المقاومة، يقول الأسير: “أهكذا يعلمكم دينكم أن تعاملوا به أسراكم؟ أي دين عظيم ذاك الذي يصنع منكم رجالًا بهذا السموّ، حتى تسقط أمامه كل قوانين حقوق الإنسان الوضعية!”

هذا الاعتراف يبرز جوهر المقاومة الفلسطينية، فهي لا تقاتل بدافع الحقد، بل تدافع عن حقها وهي متمسكة بقيمها. لقد جسدت المقاومة في معاملتها للأسرى تطبيقًا حيًّا لما جاء في الإسلام عن معاملة الأسرى بالعدل والرحمة، وهو ما لم يلتزم به الاحتلال الذي يمارس التعذيب والانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين في سجونه.

المعركة ليست فقط عسكرية.. بل أخلاقية

حين يقول الأسير: “لم أكن أعرف معنى الرجولة حتى رأيتها في أعينكم، ولم أدرك قيمة التضحية حتى عشتها بينكم، حيث كنتم تواجهون الموت بابتسامة، وتقاومون بأجسادكم العارية عدوًا يملك كل أدوات القتل والدمار.”

فهو يعترف أن القوة ليست في السلاح فقط، بل في المبدأ والإيمان بعدالة القضية. الاحتلال الذي يملك أعتى الأسلحة يفشل أمام مقاتلين يمتلكون العزيمة والإيمان، وهذه الحقيقة تؤكد أن النصر في النهاية ليس مجرد معادلة عسكرية، بل هو معركة إرادة وصمود.

رسالة للعالم: من هم الإرهابيون حقًا؟

حين يعترف أسير بأنه لم يكن يعرف الحقيقة إلا بعد أسره، فهذه رسالة للعالم بأن الإعلام الموجّه قد خدع حتى جنود الاحتلال أنفسهم، وأن الصورة التي يروّج لها الاحتلال عن المقاومة ليست سوى كذبة مفضوحة.

الأسير لم يرَ “الإرهابيين” الذين حذروه منهم، بل رأى رجالًا يدافعون عن أرضهم وأهلهم بكرامة وإنسانية، بينما حكومته تمارس أبشع أشكال الإبادة ضد شعب محاصر.

الخاتمة: شهادة لا تُنسى

كلمات هذا الأسير ليست مجرد اعتراف، بل شهادة يجب أن تُوثّق وتُترجم إلى كل لغات العالم. فهي تفضح الاحتلال، وتؤكد أن المقاومة ليست مشروعًا للدمار كما يدّعي أعداؤها، بل هي مشروع حياة وحرية لشعب يرفض أن يركع.

هذه الرسالة هي أقوى من آلاف البيانات السياسية، لأنها جاءت من قلب من عاش التجربة بنفسه، ومن شخص كان يصدق دعاية الاحتلال ثم اكتشف الحقيقة التي حاولوا طمسها عنه.

“لو كُتب لي أن أعود إلى هنا يومًا، فلن أعود إلا مقاتلًا في صفوفكم، لأنني عرفت الحق بأهله، وأدركت أنكم لستم فقط أصحاب الأرض، بل أصحاب المبدأ والقضية العادلة.”

إذا كان هذا ما يقوله أسير إسرائيلي، فماذا يجب أن يقول أحرار الأمة؟
 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)