- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
إسرائيل اليوم: هل سندخل الملاجئ مع كل مسيّرة تخترق الأجواء؟
إسرائيل اليوم: هل سندخل الملاجئ مع كل مسيّرة تخترق الأجواء؟
- 20 فبراير 2022, 2:58:28 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بقلم: يوآف ليمور
إن تسلل الطائرة التابعة لـ”حزب الله” إلى أراضي إسرائيل، أول أمس، هو فرصة طيبة لفحص جملة فرضيات أساس واستراتيجيات في إسرائيل قبيل ما يلوح كحرب الغد. إن وجود أدوات طائرة غير مأهولة في الساحة، على أنواعها، ليس جديداً ولكنه تزايد في السنوات الأخيرة. وكما هي الحال دوماً، إيران هي المصدر الأساس للشر؛ تأتي منها التطويرات والوسائل، وفي أحيان قريبة الأدوات نفسها أيضاً. هذا ما حصل في اليمن والعراق، حيث كل هجمة تنفذ في استناد مطلق إلى الوسائل القتالية الإيرانية، بتوجيه مباشر من طهران.
نفذت إيران في السنوات الأخيرة قفزة مهمة في قدرات الطائرات المُسيرة، فهي تطير إلى مسافات أبعد، وتحمل وقوداً وسلاحاً أكثر، وقادرة على التخفي بشكل أفضل. وبخلاف الصواريخ والمقذوفات الصاروخية، التي يسهّل طيرانها إسقاطها، فإن الطائرات المسيرة والصواريخ الجوالة أصعب على الإسقاط بكثير، لأنها تطير ببطء وعلى مسافة قصيرة جداً من الأرض.
وهذا ما حصل أول أمس في الشمال. ستفحص منظومة الدفاع الجوي سبب إخفاق محاولة الاعتراض بواسطة صاروخ اعتراض القبة الحديدية. كما ستستخلص الدروس أيضاً، ولكن أهمية هذا هي تكتيكية بأساسها وتستوجب فحصاً لتغيير محتمل في منظومة الإنذارات. ليس معقولاً أن نصف منطقة الشمال يدخل إلى الملاجئ في كل حالة تتسلل فيها حوامة إلى إسرائيل؛ لأن هذا يعطي “حزب الله” (أو حماس في الجنوب) سبيلاً سهلاً لإفقاد إسرائيل صوابها كلما تاق له ذلك.
لم يسع “حزب الله” أول أمس، لمهاجمة إسرائيل. أراد إحراجها بعد أن أسقطت للتنظيم قبل يوم من ذلك حوامة تصوير لأغراض جمع المعلومات. يحاول الجيش الإسرائيلي اعتراض كل واحدة من هذه الأدوات، كي يحرم العدو من القدرات، وكرسالة أيضاً: لن يتسلل أحد إلى أراضي إسرائيل ويعود إلى الديار بسلام. هذه السياسة مبررة، ولكنها تستوجب التعديل: قد تتعرض إسرائيل للمفاجأة أو الحرج شريطة أن تحرص على جباية ثمن من الجانب الآخر – وهو موضوع امتنعت عنه بتزمت، خوفاً من التصعيد.
لن تحيد إيران عن طريقها
وهذا قلب الموضوع: الاستراتيجية الإيرانية الواضحة هي أن تحيط إسرائيل بالصواريخ والمقذوفات الصاروخية من كل الأنواع، بما فيها المُسيرات والصواريخ الجوالة، ما سيسمح لإيران لضربة أدق ومفاجئة أكثر لإسرائيل، حين تقرر، مثلما حاولت أن تفعل عدة مرات في الماضي. للإيرانيين عدد كبير من الملفات المفتوحة مع إسرائيل، وغير قليل من أعمال الثأر التي يريدون أن يقوموا بها: في الماضي، فشلت كل محاولاتهم لعمل ذلك، وقد يكون من بينها إطلاق مسيرتين متطورتين أخريين تمتا في سماء العراق الأسبوع الماضي.
لن تحيد إيران عن طريقها؛ فهذه ليست من طبيعة النظام، وبالتأكيد ليست من طبيعة الحرس الثوري. وإذا كان لا بد، فالعكس هو الصحيح: التوقيع المتوقع للعودة إلى الاتفاق النووي سيحرر إيران من الكوابح، ويسمح لها بأن تكون أكثر وقاحة مما كانت إلى الآن. وقد ألمح رئيس الوزراء بينيت بذلك غير مرة مؤخراً، بما في ذلك في سياق المسيرات. هذا الفهم الاستراتيجي يستوجب الآن مراجعة للسياسة الإسرائيلية في كل الجبهات.
على فرضية أن إيران ستحاول الهجوم مرة أخرى، وأن “حزب الله” وحماس سيحاولان تحدي إسرائيل مرة أخرى، بهدف جمع المعلومات وفحص الحدود أو لمجرد أهداف الدعاية والوعي، فعلى إسرائيل أن تقرر ما الذي يثيرها وما الذي لا يثيرها، وكيف سترد إذا ما اجتيزت خطوطها الحمراء. هذا مهم خصوصاً حيال “حزب الله” الذي يبقي على جبهة متفجرة دائمة مع إسرائيل. وبينما يمكن لإسرائيل أن تتنفس حيال إيران وترد بجملة طرق وجبهات، فقد تأتي اللعبة في الزمن الحقيقي حيال “حزب الله”، ولهذا الغرض يستوجب إعداد مسبق في المستويات العملياتية والاستراتيجية.
لإسرائيل تفوق واضح في هذه المعركة تكنولوجياً، وعملياتياً، واستخبارياً. كما أنها لا تتصدى فيها وحدها؛ إذ تقف إلى جانبها الدول العاقلة في المجال (مع التشديد على دول الخليج)، وبالطبع الولايات المتحدة. هذه معركة لا تزال في بدايتها، وبانتظارها تطورات عديدة أخرى، بما في ذلك مفاجآت سيئة وربما دفع ثمن أيضاً. فعلى أي حال، هذا تطور إضافي لمعركة مستمرة مع إيران، ولكن بخلاف الفصول السابقة، للفصل الحالي قدرة تفجر خاصة.