- ℃ 11 تركيا
- 14 نوفمبر 2024
أ. هلال نصّار يكتب: القدس محور الصراع وقلب المعادلة
أ. هلال نصّار يكتب: القدس محور الصراع وقلب المعادلة
- 28 مايو 2022, 6:41:00 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
حكومة العدو الصهيوني اتخذت قرارها بدعم مسيرة الأعلام الإرهابية ومرورها كما خُطط لها، ولهذا عليها تحمل متابعات وتداعيات ذلك الحدث الأهم والأكبر، في حال أي استفزاز يهودي يميني لشعبنا ومقاومتنا فنحن حذرناكم ولم تعتبروا وكانت بيننا جولات سيف القدس التي لم تغمد بعد وآثارها حاضرة بأضعاف قوة ما انتهت به العام الماضي، معادلة المقاومة التي فرضت بالتضحيات وسيف رجالها راسخة، فليعلم العدو أن ما بعد سيف القدس ليس كما قبلها فترقبوا ،، سماءٌ تخطها حمم الثأر وأرضاً يجتاحها لهيب المقاومة وبركانها، لذا لن تمر المسيرة، "وسيعلم الذين انقلبوا أي منقلب ينقلبون"، الوقت ينفذ ولا تختبروا صبرنا فالراجمات رهن الإشارة من القائد العام لهيئة أركان المقاومة والمعركة المرتقبة مفتوحة حتى النصر والتمكين.
كالمعتاد برنامج ما خفي أعظم كان أعظم مما توقعناه، فلمسنا ترقب وشغف شعبي كبير وواسع النطاق تحدث عن كواليس معركة سيف القدس من خلال بث مشاهد جديدة ومباشرة على قناة الجزيرة مساء الجمعة، مستضيفا شخصية عسكرية من الصف الأول لقيادة هيئة الأركان لكتائب القسام في ظهور لأول مرة القيادي البارز في المقاومة الفلسطينية محمد السنوار شقيق يحيى السنوار رئيس حماس في قطاع غزة، وهذا الظهور الاعلامي الأول له تداعيات وتعقيبات أمنية وعسكرية في الصراع مع الاحتلال وقلب المعادلة رأساً على عقب من أجل القدس، فقد أدى ظهور القائد العسكري السنوار في الذكرى الأولى لمعركة سيف القدس إلى تساؤلات عديدة أهمها من صاحب القرار في كتائب القسام؟؟ ربما يكون تساؤل عابر لكنه يحمل عنوان مرحلة، هذه الكتائب التي وحدت المقاومة في غرفة مشتركة واحدة عبر المناورات التدريبية والمعارك الميدانية وأنشئت غرفة استخباراتية موحدة مع محور المقاومة الاسلامية (الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني وكتائب الشهيد عزالدين القسام) لإدارة الصراع بالمعركة مع جيش الاحتلال، هؤلاء المجاهدين هم الثلة المؤمنة أصحاب القرار في أكناف بيت المقدس، وأعتقد في المعركة المقبلة ستعلن المقاومة عن إنشاء غرفة عمليات مركزية مشتركة لإدارة الجبهات وتوحيد الساحات وتركيز الأهداف والضربات المؤلمة في عمق الكيان الصهيوني العنكبوتي الهش.
سيناريو معركة سيف القدس حمل في طياته العديد من الرسائل الغير مباشرة وزاد من ثقة شعبنا بالمقاومة ومحورها واستراتيجية الصراع المنتهجة مع الكيان المحتل في معركة سيف القدس، وكانت الرسالة التي كُشف عنها في برنامج ما أخفي أعظم أن القادم هو أعظم لشعبنا وأفظع لعدونا، وهي رسالة ملغومة بحيث أن المقاومة ليست نشيدا ولا لعباً فإن قالت صدقت وهذا ما عهدناه عليها لأن ما تحدث عنه القائد السنوار هو الصفعة الكبرى للعدو ومجتمعه والمطبعين معه، فإن المعركة في العلم العسكري هي خدعة ومفاجئة وأن ما كُشف عنه الستار في سيف القدس سيكون أقل حدة من المعركة المرتقبة، نتذكر أن الساعة السادسة من يوم 28 رمضان انطلقت رشقة صاروخية نحو القدس تلبية لنداء المرابطين المقدسيين وفرقت مسيرة الأعلام الصهيونية وكسرت هيبة مركز الظلم العالمي وقبلة التطبيع العربي، ويراهن العدو الصهيوني في صراعه مع المقاومة الفلسطينية على الضربة المسبقة وحسم المعركة بأقل الخسائر وتسخير الوسطاء وفق مصالحه لكنه يخشى الوقوع في فخ شباك المقاومة وتكتيكها العسكري من تطوير سلاحها وفكرها وتنفيذ عمليات خلف الخطوط والتي أبرزها أسر الجنود واقتحام المستوطنات وهذا دليل على فطنة عقلية المقاومة وفرض معادلات جديدة وذكية من خلال جمع استخباري واسهامات تحقيق وتضليل المعركة وقلب المعادلة، لذا أعتقد عوامل التكتيك للمعركة المقبلة هو توحيد الجبهات والساحات كالبركان الهائج الذي لم يؤخد بالحسبان نتيجة الصراع الديني والديمغرافي العربي اليهودي وهذا تهديد استراتيجي للأمن القومي للفلسطينيين واليهود على حد سواء.
اختصار ما ورد في برنامج ما خفي أعظم 《الأقصى ينتظركم، فانتظروا الإشارة》، وهي رسالة واضحة للعدو الصهيوني حول مسيرتهم الإرهابية والمساس بالمقدسات الإسلامية والثوابت الوطنية، وأن مسألة الحرب المقبلة هي وقتية وفتيلها بيد العدو إن شاء خضناها وإن لم يشأ سنخوضها بتوقيت الضيف، وظهور عضو هيئة الأركان محمد السنوار كفيلة بتغيير معادلات العدو، وعلى المحتل أن يتذكر ما زال سيف القدس لم يغمد وأن الرشقات التي ستبدأ بها المعركة لم يعتقد أنه ظن بها من قبل، لأن وعد الآخرة معركة الفتح والنصر والتحرير والعودة.