-
℃ 11 تركيا
-
6 مارس 2025
أمجد العسة يكتب: غوارديولا والسيتي.. هل انتهت أسطورة الهيمنة أم هل من عودة؟
أمجد العسة يكتب: غوارديولا والسيتي.. هل انتهت أسطورة الهيمنة أم هل من عودة؟
-
5 مارس 2025, 1:47:04 م
-
28
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
غوارديولا
يعيش مانشستر سيتي فترة غير مستقرة هذا الموسم، ربما تكون الأسوأ منذ قدوم بيب غوارديولا. فبعدما اعتاد الفريق على الهيمنة المحلية والأوروبية في السنوات الأخيرة، يبدو أن تحقيق الثلاثية التاريخية في الموسم قبل الماضي كان الإنجاز الأبرز والأهم في عهد المدرب الإسباني. ولكن، هل كان ذلك تتويجًا لمرحلة بدأت بالانحدار؟ أم أن الفريق قادر على استعادة توازنه؟ والأهم: هل انتهت حقبة غوارديولا مع السيتي وأصبح التغيير ضروريًا لإصلاح الأوضاع؟
ولعل القوف على أسباب تراجع الفريق يحتاج العديد من المقالات لمحاولة شرح هذا التراجع الحاصل ولكن أهم النقاط الواضحة يمكن ذكرها وهي :
1 الإرهاق الذهني والبدني
من الطبيعي أن تعاني الفرق من تراجع المستوى بعد تقديم مواسم استثنائية لعدة سنوات متتالية، لكن ما يحدث مع مانشستر سيتي هذا الموسم يبدو أكبر من مجرد إرهاق عابر، فبعد موسم 2022-2023 المذهل الذي انتهى بتحقيق الثلاثية (الدوري الإنجليزي، كأس الاتحاد، ودوري أبطال أوروبا)، بدا واضحًا أن اللاعبين يعانون من الإرهاق البدني والذهني.
ورغم تحقيق الدوري الإنجليزي في موسم 2023-2024، إلا أن الفريق خرج من دوري الأبطال أمام ريال مدريد بركلات الترجيح، تكرار النهج التكتيكي والمطالب البدنية العالية أثر على أداء الفريق، خصوصًا مع جدول المباريات المزدحم، وعدم ضخ دماء جديدة تعيد الحيوية إلى التشكيلة.
2 تراجع مستوى النجوم وكثرة الإصابات
من أبرز أسباب التراجع هذا الموسم هو انخفاض مستوى بعض اللاعبين الأساسيين، مثل كيفن دي بروين، برناردو سيلفا، إيرلينغ هالاند، فيل فودين، وجون ستونز،هذا التراجع يمكن أن يُعزى إلى الإرهاق، التقدم في العمر لبعضهم، أو حتى مرحلة الإشباع الكروي.
كما لعبت الإصابات دورًا رئيسيًا في تعثر الفريق، حيث عانى دي بروين من إصابة متكررة، وسط تقارير عن رغبته في الرحيل بداية الموسم الحالي، أما الضربة الأكبر فكانت فقدان رودري، الفائز بالكرة الذهبية للموسم الماضي، والذي غاب عن الفريق لفترة طويلة، مما كشف عن خلل كبير في المنظومة الدفاعية، أضف إلى ذلك إصابات ستونز، دوكو، وغيرهم، والتي زادت من صعوبة الوضع.
3 ضعف المنظومة الدفاعية وغياب الفعالية الهجومية
رغم امتلاك السيتي لعدد من المدافعين المميزين، إلا أن الفريق يعاني من مشاكل دفاعية واضحة منذ عدة مواسم، لكن هذا الموسم ظهر الأمر بشكل أكثر وضوحًا، أسباب ذلك تتنوع بين التدوير المستمر، غياب قلب دفاع بجودة ثابتة بجانب روبن دياز، وافتقاد لاعب ارتكاز قادر على تعويض غياب رودري.
وفي الجانب الهجومي، كان السيتي يعتمد على قوة خط الهجوم لإحداث التوازن في الملعب، ففي موسم الثلاثية سجل الفريق 94 هدف فيما أستقبل 34 هدف في الدوري الإنكليزي ، بينما في الموسم الحالي سجل هجوم الفريق 52 هدف مستقبلاً 37 هدف في الدوري المحلي فقط ناهيك عن باقي المسابقات ، ومع تراجع الفعالية الهجومية، أصبح الفريق مكشوفًا دفاعيًا، مما أدى إلى فقدان العديد من النقاط، وأصبح مهددًا بفقدان مقعده في دوري الأبطال الموسم القادم.
4 التراجع التكتيكي وتكرار نفس الأفكار
لا أحد يشكك في عبقرية بيب غوارديولا، لكن يبدو أن أفكاره التكتيكية هذا الموسم لم تعد بنفس الفعالية التي كانت عليها، أسلوب اللعب بات محفوظًا للخصوم، ولم يعد هناك عنصر المفاجأة الذي ميّز الفريق سابقًا،
وأصبح السيتي يبدو فاقدًا لهويته المعتادة، وغير قادر على ابتكار حلول جديدة تعيد له بريقه.
5 التخلي عن ركائز الفريق دون تعويض مناسب
لطالما تميز مانشستر سيتي بسياسة انتقالات ذكية، لكن هذا الموسم شهد التخلي عن أسماء مهمة دون تعويضها بلاعبين على نفس المستوى، رحل جوليان ألفاريز، كايل ووكر، دون إيجاد بدائل بنفس الجودة، ورغم أن الفريق استقطب لاعبين مثل سافيو (20 عامًا)، وعودة إلكاي غوندوغان بعد تجربة قصيرة مع برشلونة، إضافة إلى التعاقد مع المصري عمر مرموش بصفقة بلغت 75 مليون يورو، إلا أن هذه الأسماء لم تتمكن من سد الفراغات الكبيرة في التشكيلة.
6 تعنت غوارديولا وإصراره على نهجه الخاص
أحد أبرز صفات غوارديولا هو الإصرار على أسلوبه، وأحيانًا التعنت في بعض القرارات. المدرب الإسباني لا يتمسك بأي لاعب يرغب في الرحيل، لكن هذه السياسة لم تكن مثمرة هذا الموسم، حيث فقد الفريق لاعبين مهمين دون وجود بدلاء جاهزين. كما أن خلافاته مع بعض اللاعبين، مثل كانسيلو وولكر في الماضي، أدت إلى رحيلهم رغم قدرتهم على تقديم الإضافة.
هل انتهت حقبة غوارديولا مع السيتي؟
رغم التراجع الحالي، لا يمكن إنكار أن غوارديولا هو أنجح مدرب في تاريخ مانشستر سيتي، إذ قاد الفريق إلى قمة الكرة الأوروبية، لكن السؤال هو: هل لديه الدافع للاستمرار وتجديد الفريق، أم أن الوقت قد حان لتغيير المشهد؟
حتى الآن، لا يبدو أن الإدارة تفكر في إقالة المدرب الإسباني، خاصة مع عدم وجود بديل جاهز قادر على تعويضه، كما أن غوارديولا لم يسبق له الرحيل عن فريق في حالة انهيار، إذ غادر برشلونة وبايرن ميونيخ وهما في قمة مستواهما.
في النهاية، مصير غوارديولا مع السيتي يعتمد على قدرته على إيجاد الحلول وإعادة بناء الفريق، إذا استطاع تجاوز هذه الأزمة وتجديد أسلوبه، فقد يعود الفريق أقوى من أي وقت مضى .
أما إذا استمر التراجع، فقد يكون هذا الموسم بداية النهاية لحقبة تاريخية في ملعب الاتحاد، السيتي لا يزال قادرًا على إنهاء الموسم بأقل الخسائر، لكن الأهم هو إيجاد استراتيجية واضحة لاستعادة الفريق لمكانته المعتادة في الموسم المقبل.
يبقى السؤال: هل يمكن لمانشستر سيتي تجاوز هذه المرحلة؟ قد تشمل الحلول للوقت الحالي بعد التعزيزات في سوق الانتقالات، تغيير أسلوب اللعب، أو حتى منح بعض اللاعبين الشباب فرصة لإثبات أنفسهم،
في ظل استمرار المنافسة، سيكون على غوارديولا إيجاد حلول سريعة للخروج من الموسم الحالي بأقل الخسائر.






