أكاديمي بجامعة عدن لـ"180 تحقيقات": ما يحدث بالعالم العربي ليس إلا تجليات محلية وإقليمية لصراع دولي.. وهذه أوجه التشابه بين “سوريا والسودان وليبيا والعراق ولبنان واليمن” (حوار)

profile
  • clock 8 يناير 2025, 12:51:41 م
  • eye 121
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الدكتور صالح طاهر سعيد

◄ما يحدث في المنطقة العربية كلها هو تنفيذ مخطط واحد يتشابه في سيناريوهات التنفيذ مع اختلافات بسيطة بين دولة وأخرى

◄هناك معادلة ثلاثية تحكم العالم هي معادلة علاقات الحق والقوة والعدالة

◄ المشروع العربي ينهض على قاعدة الحفاظ على الخارطة السياسية للشعوب العربية ودولها الوطنية 

◄ما يحدث فى "اليمن" يمضي إلى نفس هدف تفكيك والغاء الدولتين (الجمهورية العربية اليمنية) و (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) 

◄ما يحدث في العالم العربي ليس إلا تجليات محلية وإقليمية لصراع دولي أوسع يتمثل في التصادم العالمي

◄ المنطقة العربية تقع في موقع جيوسياسي غاية في الأهمية والخطورة يتوسط قارات العالم ويسيطر على أهم الممرات الدولية 

 

قال الدكتور صالح طاهر سعيد أستاذ الفلسفة السياسية المساعد بكلية الاداب بجامعة عدن، إن الحراك الإنساني السياسي العالمي ومتغيراته يشهد خروجاً واضحًا وخطيرًا عن هذا القانون ونراه يغلب القوة على الحق ويدير العالم بقانون حق القوة وبالنتيجة قوضت العدالة على المستوى الإنساني العالمي وانهيار تدريجي للنظام الدولي وتعطلت مؤسساته الشرعية. 

 

وأضاف طاهر في حوار خاص لـ"180 تحقيقات" أن ما يحدث في المنطقة العربية كلها هو تنفيذ مخطط واحد يتشابه في سيناريوهات التنفيذ مع اختلافات بسيطة بين دولة وأخرى ويندرج كله في المخطط التفكيكي المسمى " بناء الشرق الأوسط الجديد" حيث يتشابه مايحدث في سوريا مع ما يحدث في السودان وليبیا ومع ما حدث ويحدث في العراق ولبنان مع اختلاف جوهري وخصوصية مع ما يحدث بين الشعبين في جنوب الجزيرة العربية (اليمن).
 

نص حوار موقع 180 تحقيقات الأكاديمي اليمني  الدكتور صالح طاهر سعيد أستاذ الفلسفة السياسية المساعد بكلية الاداب بجامعة عدن

 

◄كيف ترى المتغيرات الدولية التي يشهدها العالم اليوم ؟


هناك معادلة ثلاثية تحكم العالم هي معادلة علاقات الحق والقوة والعدالة تتأطر في ثلاث حلقات بنيوية يقوم عليها البناء الإنساني هي حلقة الشعوب وحلقة الأمم وحلقة الكل الانساني؛ فالشعوب تمثل الحق والأمم تمثل القوة، فيما حلقة الكل الإنساني تمثل العدالة. وبمعنى ما أن البناء الإنساني بحلقاته الثلاث يقوم على التكامل ولا وجود لأسباب التصادم بين مكوناته، تكامل يحفظه التوازن بين الشعوب المكونة لكل أمة داخل الأمة الواحدة، توازن يحفظ الحق لشعوب الأمة ويحفظ استقرارها، وتوازن بين الأمم على المستوى الإنساني يحقق العدالة ويؤمن استقرار العلاقات الدولية على امتداد العالم كله. 
هذا القانون الطبيعي الذي يحكم المجتمع الإنساني والتقيد به يعني حفظ كل أسباب وجود وبقاء البشرية، ومخالفته يعني جعل الوجود والبقاء البشري في خطر؛ فلا حق بدون قوة ولا قوة بدون حق ولا عدالة بدونهما معاً. انه القانون الطبيعي الذي ينبغي ان يشكل الأساس الذي يقوم عليه النظام الدولي وينبغي ان يشکل روح القانون الدولي ومضمون القواعد التي تحكم العلاقات بين دول العالم . هذه المعادلة الثلاثية لا يمكن الفصل بين عناصرها ولا تستطيع تأدية وظائفها إلا بحضور وتكامل حلقاتها مجتمعة.
الحراك الإنساني السياسي العالمي ومتغيراته يشهد خروجاً واضح وخطير عن هذا القانون ونراه يغلب القوة على الحق ويدير العالم بقانون حق القوة وبالنتيجة قوضت العدالة على المستوى الإنساني العالمي وانهيار تدريجي للنظام الدولي وتعطلت مؤسساته الشرعية. وبفعل كل ذلك تندفع البشرية نحو الولوج في حاكمية قانون الغاب، قانون البقاء للأقوى، ان الإنسانية تندفع بقوة للعودة إلى  تكرار الدورة التاريخية وتدشن من جديد أساليب الزمن الإمبراطوري.

 

◄ ماهي القواعد المطلوب اتباعها للحفاظ على الخارطة السياسية للشعوب العربية ودولها الوطنية ؟


 تتعرض الأمة العربية وشعوبها إلى تحديات وجودية هي الأخطر في تاريخها الحديث والمعاصر، إذ تتصادم في المنطقة العربية مشروعين : مشروع بناء الأمة العربية ونظامها الإقليمي، والمشروع المعادي للأمة، مشروع ما يسمى " الشرق الأوسط الجديد".
ما يحدث في العالم العربي ليس إلا تجليات محلية وإقليمية لصراع دولي أوسع يتمثل في التصادم العالمي بين مشروع هيمنة النظام القائم على القطب الواحد، والمشروع المناهض للهيمنة الرامي الى بناء نظام دولي جديد يقوم على تعدد الأقطاب يهدف الى تحقيق حق الشعوب في الحفاظ على استقلالها وسيادتها على أراضيها وتقرير مصيرها وتحقيق العدالة الإنسانية في الامتداد العالمي كله.
يشير كل ذلك إلى ان ما يحدث في العالم العربي ليس صداقاً معزولاً يخص الأمة العربية وحدها، بل له امتداداته الدولية والإقليمية والمحلية. ان تفكيك وتدمير الشعوب العربية ودولها الوطنية هو تدمير لاجزاء الأمة وأعمدتها، وهو بالتالي تدمير للأمة ونظامها الإقليمي وإلغاء للدور الذي ينبغي ان تلعبه في تشكيل العالم الجديد الداعم للعدالة الإنسانية، إلغاء للرسالة الإنسانية التي تتولاها الامة بوصفها "خير أمة أخرجت للناس"، وتکريس بقاء المنطقة ومحيطها الإقليمي مجرد أدوات ووسائل داعمة للطغيان العالمي.
 ومثلما هي الشعوب العربية ودولها الوطنية تمثل أجزاء الأمة ومكوناتها الفاعلة، فإن الأمة العربية جزء من الكل الإنساني تؤثر وتتأثر بما يحدث داخل شعوبها في المستوى الوطني، وبالمتغيرات العالمية داخل الأمم الأخرى على المستوى العالمي. وطبقاً للواقع الوسطي الذي تشغله الأمة تتحدد خياراتها الوطنية والإقليمية والدولية، وتتحدد ضرورات التناغم والانسجام في المواقف بين الأجزاء الوطنية (الشعوب ) والكل العربي ( الأمة ) وتناغمها مع المسار العام للعدالة الدولية.
ينهض المشروع العربي على قاعدة الحفاظ على الخارطة السياسية للشعوب العربية ودولها الوطنية التي قامت بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، وتعزيز وحدتها الوطنية وتطوير علاقات التعاون والتكامل والتحالف بين الشعوب العربية بوصفها أجزاء الامة و بنيانها وصولاً الى تقويتها وتقوية النظام الإقليمي العربي ليشكل في المحصلة النهائية عنصر توازن يفرض العدالة في علاقات الأمة مع الأمم الأخرى ويلبي متطلبات حماية الامة وحماية شعوبها.

 

◄كيف ترى مستقبل سوريا بعد سقوط نظام الأسد ؟


 أنا أميل إلى عدم ربط مصير الشعوب ودولها بوصفها ثوابت وجودية بالأشخاص الزعامات أو بأشكال السلطة المتعاقبة، فهؤلاء يمثلون الشق المتغير (المتبدل) في تاريخ الشعوب، البعد الوظيفي في العلاقة بالوجود الثابت هو قابل للصواب والخطأ، فالشق المتبدل هو شق تابع للوجود الثابت، فإن تصرف بما يخدم الوجود الثابت يحدث التناغم بين الثابت والمتغير وان سارت تصرفاته على نحو يخل ويضر بالثوابت الوطنية حدث التصادم بين الثابت والمتغيرات اضطرب الاستقرار فى هذه الدولة او تلك. وحين يحدث الخلل والتصادم بين ثوابت الأشياء ومتغيراتها يفتتح الباب على مصراعيه أمام تدخلات الخارج ويصبح مصير الشعوب في هذه الدول لعبة يتحكم بها الخارج.
 المرض المتكرر في معظم الدول العربية هو اساءة العلاقة بين الثابت والمتغير، بين الشعوب وقيادتها وإخراجها عن سياقها الطبيعى واختزال الشعوب في حكامها ويحدث ما يشبه الانفصال بين الحق والسياسة ويحدث التصادم بين اصحاب الحق (الشعوب) وبين من يدير العلاقة بأصحاب الحق (السلطة وحكامها).
استغلت هذه الثغرات القاتلة ووظفت کأساس أو مدخل لهندسة المشروع التفكيكي المسمى " بالشرق الأوسط الجديد"، وماحدث ويحدث في سوريا هو صورة مصغرة لهذا المشروع حيث أخرج السوريين من مربع الحق الوطني الثابت الى المربع الأيديولوجي المذهبي العرقي المتغير فقوضت وحدة الشعب واستبدلت بالتصادم بين مكوناته.
و مستقبل الشعب السوري والدولة السورية مرتبط بوعي ماحدث وتصويب المسار بمغادرة مربع الأيديولوجيات المذهبية والعرقية التي لو كتب لها الاستمرارية سيضيع الجميع والعودة الى مربع الحق  الوطني المحدد بحدود الدولة السورية المعترف بها . وكما يقول المثل الصيني في كل مصيبة توجد فرصة، وما حدث في سوريا ودول عربية اخرى ممكن يمثل سبباً مباشرًا للصحوة والنهوض من جديد لبناء سوريا الجديدة.

 

◄هل تؤثر الأحداث بسوريا على الأوضاع في جنوب الجزيرة العربية (اليمن) والمناطق الأخرى  في الامتداد العربي؟


ما يحدث في المنطقة العربية كلها هو تنفيذ مخطط واحد يتشابه في سيناريوهات التنفيذ مع اختلافات بسيطة بين دولة وأخرى ويندرج كله في المخطط التفكيكي المسمى " بناء الشرق الأوسط الجديد" حيث يتشابه مايحدث في سوريا مع ما يحدث في السودان وليبیا ومع ما حدث ويحدث في العراق ولبنان مع اختلاف جوهري وخصوصية مع ما يحدث بين الشعبين في جنوب الجزيرة العربية (اليمن).
فما يحدث فى "اليمن" يمضي إلى نفس هدف تفكيك وإلغاء الدولتين (الجمهورية العربية اليمنية) و (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) عبر دفعهما بداية الى وحدة اندماجية غير قابلة للحياة.
 وهي وحدة اندماجية انتجت حرب 1994م، تحولت الى غزو واحتلال دولة لدولة أخرى، فكانت الحرب مجرد بداية لصراعات وحروب لم تتوقف إلى اليوم. هذه الفوضى التي دخلت فيها الدولتان أظهرت الهدف الخفي للوحدة وهو الغاء وتفكيك الدولتين تمهيداً لرسم خارطة سياسية جديدة لمنطقة جنوب الجزيرة العربية. 
أدرك شعب الجنوب الأهداف الخفية للمخطط وناهضه رافعاً مشروعه الوطني استعادة دولته الوطنية المستقلة على الحدود المعترف بها قبل وحدة مايو 1990 وإعادة  رسم الخارطة السياسية وفرضها على الأرض كما كانت قبل ما يسمى "الوحدة الاندماجية" ويواصل في الوقت الحاضر العمل على افشال كل المحاولات المستمرة لتمرير مخطط التفكيك واعادة رسم خارطة المنطقة على نحو يحقق أهداف التفكيك.

 

◄كيف ترى النتائج المحتملة للصراع الدائر في المنطقة؟


 المنطقة العربية تقع في موقع جيوسياسي غاية في الأهمية والخطورة يتوسط قارات العالم ويسيطر على أهم الممرات الدولية والبحار العربي والأحمر والمتوسط تمتل همزة الوصل بين الشرق والغرب وبين المحيطات، ليس ذلك فحسب بل ويختزن في جوفه أهم الثروات التي يعتمد عليها الاقتصاد العالمي، ومن ثم فهو مجمع تتقاطع فيه مصالح العالم كله.
هذا الموقع الوسطي التي تشغله وأهميته بالنسبة لمصالح العالم كله يحدد موقع الأمة في الصراع الدائر والدور الذي ينبغي تلعبه الأمة العربية بوصفها عنصر توازن في ميزان القوى العالمي، ولأن جغرافيتها وثرواتها تمثل نقطة التقاء مصالح العالم وقواه الكبرى فلا ينبغي أن تسمح لنفسها أن تكون موضوع تنافس بين القوى الكبرى في محاولاتهم لجعلها عنصر ترجيح لكفة هذا الطرف أو ذاك في التوازن الدولي الأمر الذي سيقود حدث إلى ترجيح الهيمنة والطغيان وتقويض الحق والعدالة في الامتداد العالمي کله.
 فوظيفة الأمة بموقعها الوسطي ان تحافظ على وظيفتها بوصفها عنصر توازن وتقيم علاقات متوازنة مع کل أقطاب العالم وان ترفض بل وتقاوم أي محاولات لجعلها عنصر ترجيح في الصراع الدائر وعلى الأخذ بخيار التوازن أو الترجيح تتحدد طبيعة النتائج الداعمة للاستقرار العالمي او الدفع باتجاه اضطراب العلاقات الدولية وانهيار التوازن في تسيد الصراعات والحروب.

◄ كيف تتصورون الإسهام العربي في تعزيز الحراك الدولي الرامي إلى إعادة بناء عالم متعدد الأقطاب يقوم على التوازن ويحقق الاستقرار ؟


 تقوم الأمة العربية على التوازن بين شعوبها، وهو التوازن القادر على حماية حقوق کل شعوب الأمة ومنع طغيان شعب على شعب آخر ويحقق استقرار الأمة وتماسكها، الأمر الذي يمثل العامل الداخلي لبناء أمة قوية قادرة على خلق توازن خارجي مع الأمم الأخرى يحمي الأمة ويحمي ثوابت الحق الوطني لشعوبها (هويتها وسيادتها على أراضيها والقرار السيادي المستقل).
 ومن بوابة التوازن بشقيه الداخلي والخارجي والحفاظ على حيادية الأمة وتوازن علاقاتها مع الأمم الأخرى وعدم الانجرار الى سياسة الأحلاف التي من شأنها تعزيز الهيمنة والطغيان لتحالف بعينه على تحالف قوى اخرى، وهو امر يقوض العدالة وحلول الاضطراب وعدم الاستقرار العالمى.
بمعنى أخر ان التوازن هو الكلمة المفتاحية السحرية لحفظ الاستقرار الدولي، فبالتوازن الداخلي قامت الشعوب وترسخت وحدتها الوطنية وبه أيضاً استنت ابتنت قوة الأمم التي شكلت عنصر التوازن الخارجي الذي عليه فرض العدالة الدولية وتحقيق الاستقرار العالمي. 
 يتوقف اسهام الأمة في بناء عالم متعدد الاقطاب في قدرتها على بناء التوازن في المستويات الثلاثة : داخل كل شعب باختيار الشكل الفدرالي للدولة الوطنية والتوازن بين الشعوب التي تشكل بنية الأمة واعتماد الشكل الكونفدرالي في العلاقة بين الدول المنضوية في إطار الأمة والتوازن بين الأمم  على المستوى الإنساني الذي يؤسس لبناء أمم متحدة تحكمها مؤسسات الشرعية الدولية التي يحكمها قانون دولي يعترف بحدود الحق الثابت لكل شعب ويضع السقف الوظيفي لقوة الأمة ووظيفة تحقيق العدالة في الامتداد العالمي كله.

◄ ماهو تصوركم لكيفية إعادة بناء مؤسسات الشرعية الدولية وتجسيد فكرة وجودها وقدرتها على تأدية وظائفها ؟


 البشر حين كانوا يمرون حالة الطبيعة قبل ظهور السلطة والدولة توصلوا الى اختراع نظرية العقد الاجتماعي التي تأسست عليها فكرة السلطة والدولة بوصف الدولة امتداد متطور للإنسان الفرد، وحتى لا تكرر العلاقة بين الدول وحالة الطبيعة التي كان عليها البشر، وتلتقي النهايات مع البدايات جاءت فکرة بناء مؤسسات شرعية ينظمها قانون تحكم العلاقة بين دول العالم المعنى أنه ينبغي أن يبرم عقد سياسي بين دول العالم لإقامة مؤسسات الشرعية الدولية وصياغة القانون الدولي الذي ينظم العلاقات البينية بين هذه المؤسسات مع بعضها بعض من جهة، وعلاقاتها بالدول الأعضاء في هذه المؤسسات من جهة أخرى . وهذا كان إنجاز دول العالم في القرن العشرين من بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية التي مثلتا اقسى ظواهر الحالة الطبيعية بين الدول في تاريخ الإنسانية كله.
ورغم الإيجابيات الكبرى لهذا الإنجاز إلا أنه عقد سياسي بين الأقوياء فقط حل المشكلة جزئياً. ولكنه لم يحلها بالكامل وبدأت تظهر سلبياته بعد انهيار التوازن الدولي في تسعينات القرن الماضي.
وهذا العقد السياسي ينبغي أن يتطور اليوم يعيد ربط السياسة بالحق وتتجسد بوصفها تعبير عن الحق، ومن ثم ينبغي ان تعاد صياغة العقد السياسي بين اصحاب الحق (الشعوب) وتقوم على قاعدة هذا العقد السياسي مؤسسات الشرعية تدافع عن مصالح الشعوب وتسهر على تحقيق العدالة الدولية.

التعليقات (0)