أرباح وشعبية وعلامة تجارية.. لهذا تريد قطر شراء مانشستر يونايتد

profile
  • clock 20 فبراير 2023, 7:11:17 ص
  • eye 414
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بموازاة امتلاكها لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي منذ عام 2011، تبدو قطر مُصرة على الاستحواذ على نادي مانشستر يونايتد، عملاق الدوري الإنجليزي لكرة القدم، عبر الملياردير القطري الشيخ "جاسم بن حمد آل ثاني".

ويبدو ثمة تنافس قطري إماراتي سعودي على شراء أندية أوروبية؛ مما يعكس المكاسب الكثيرة التي تجنيها هذه الدول، سواء عبر الربح المادي أو الدعاية من خلال عالم الساحرة المستديرة، اللعبة الشعبية الأولى في أرجاء المعمورة.

وليس من دليل على الربح الوفير في هذا المجال أكبر من أن عائلة "جليزر" الأمريكية اشترت حصة الأغلبية في النادي عام 2005 مقابل 790 مليون جنيه إسترليني (942 مليون دولار)، واليوم ترغب في بيعه بحوالي 7 مليارات دولار، وفق تقارير إنجليزية.

وضمن مساعيهم إلى تنويع الاقتصاد بعيدا عن الغاز الطبيعي، يسعى القطريون إلى تعزيز محفظتهم الرياضية عبر الاستثمار في نادٍ بحجم مانشستر يونايتد، وربما يعود الأمر في جانب منه إلى أن باريس سان جيرمان لم يحقق كل أهدافهم، في ظل ضعف مستوى الدوري المحلي، وعدم فوز النادي بدوري الأبطال، وهي البطولة الأبرز على مستوى الأندية الأوروبية.

استثمار ناجح

هناك جزء صغير من أسهم مانشستر يونايتد مدرج في بورصة نيويورك، ومن المتوقع أن تحطم صفقة شراء النادي الأرقام القياسية لأكبر عملية بيع لنادٍ رياضي مقابل حوالي 6.4 مليارات دولار.

رغم ذلك، فإن شراء نادٍ مثل مانشستر يونايتد هو استثمار ناجح، بحسب خبراء، لما يتمتع به النادي العريق من قوة شعبية وقوة جذب عالمية وعلامة تجارية لها صدى كبير في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، بجانب البنية التحتية للنادي وملعبه "أولد ترافورد".

ووفق شركات أبحاث، يملك مانشستر يونايتد، المنتمي لشمال غرب إنجلترا والفائز بالدوري الإنجليزي 13 مرة، شعبية طاغية متمثلة في حوالي 659 مليون مشجع في جميع أنحاء العالم، أي ما يعادل عُشر سكان العالم تقريبا.

ويتوقع النادي أن يحقق 610 ملايين جنيه إسترليني من الإيرادات في السنة المالية 2023، قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك، وما يصل إلى 140 مليون جنيه إسترليني من الأرباح الصافية.

ومع تحول كرة القدم إلى أحد أكبر مجالات الاقتصاد سريع الربح لاسيما في القارة العجوز، بات ملاك الأندية يستعينون بشركات كبرى لوضع خطة تسويقية طويلة الأجل لضمان الربح المادي الوفير.

وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية، إلا أن الاستثمار في كرة القدم لا يزال يحقق عائدات وفيرة، بفضل متابعة الجماهير للعبة داخل أو خارج الملاعب ووجود عقود رعاية وإعلانات وعلامة تجارية كبيرة تزداد قيمة يوما بعد آخر.

الحسم في أبريل

ومع رغبة عائلة "جليزر" في بيع مانشستر يونايتد بعد 17 عاما من الملكية، تقدم كل من الملياردير القطري الشيخ "جاسم بن حمد آل ثاني" والملياردير البريطاني السير "جيم راتكليف" بعرض للاستحواذ على النادي.

وأي استحواذ قطري على مانشستر يونايتد لن يتم بصورة مباشرة عبر شركة "قطر للاستثمارات الرياضية" المالكة لباريس سان جيرمان، تماشيا مع قوانين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا)، لكن مصدر تمويل الصفقة سيظل نفسه غالبا، وهو جهاز قطر للاستثمار، صندوق الثرورة السيادية التابعة له الشركة.

وللمفاضلة بين العروض، من المتوقع أن يتأخر حسم صفقة بيع النادي، التي تديرها مجموعة "Raine Group"، حتى أبريل/ نيسان المقبل.

وفي حال شراء قطر لنادي مانشستر يونايتد؛ فسيمنح ذلك الدولة السيطرة على رابع وخامس أكبر الأندية الرياضية من حيث الإيرادات في العالم، وهما المان يونايتد وباريس سان جيرمان، بعد كل من مانشستر سيتي الإنجليزي وريال مدريد الإسباني وليفربول الإنجليزي، بحسب وكالة "بلومبرج" الأمريكية.

استثمار خليجي

ويبدو أن قطر تتحرك في تلك الصفقة مدفوعة إلى حد ما بما حققته من دعاية إيجابية وسمعة عالمية وأرباح مادية عبر استضافتها بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 للمرة الأولى في دولة عربية وذات غالبية مسلمة وفي منطقة الشرق الأوسط.

وباتت صناعة الرياضة جاذبة للاستثمارات، ففي 2022 بلغ حجم المعاملات في هذه الصناعة بالعالم 14 مليار دولار، أي 4.2 أضعاف المبلغ المستثمر في العام السابق له، ونحو سبعة أضعاف متوسط السنوات العشر الماضية، وفق مصادر مختصة.

لهذه الحقيقة وأكثر، لاسيما في الدوري الإنجليزي الأقوى عالميا، استحوذت مجموعة أبوظبي للتطوير والاستثمار عام 2008 على نادي مانشستر سيتي، فيما استحوذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على 80% من أسهم نادي نيوكاسل في 2021.

التعليقات (0)