- ℃ 11 تركيا
- 8 نوفمبر 2024
أحمد طالب الأشقر يكتب: المبصرون والقطيع الأعمى
أحمد طالب الأشقر يكتب: المبصرون والقطيع الأعمى
- 22 ديسمبر 2022, 12:17:34 م
- 561
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في مجتمعنا الآن، يوجد بعض من يخالف "القطيع"، وعادةً مايكون منبوذاً ومحجوراً عليه، ومع ذلك لا يسعى للانعتاق. وهناك العديد من أفراد القطيع عادةً ما يكونوا إمّعة يوجههم "مرياع"، وهو كبش مخصي يقودهم وفق أوامر سيده.
أما "المبصرون"، هم أفراد في القطيع، يسعون للتحرر من التبعية العمياء وتحرير القطيع وتوجيه المجتمع بعيداً عن نهايته، هم قادة الثورات الفكرية والاجتماعية والسياسية، هم الجنود الحقيقيون.
اخذ هؤلاء المبصرون على عاتقهم، لزاماً، مسؤولية إنتاج فكر حر بمرجعية أخلاقية جليلة، فكر يمتلك ناصية وزمام المبادرة؛ يكون بديل عن التسطيح الموجه الذي غزى منطقتنا. بمعزل عن الايديولوجيات الفكرية العفنة الناجمة عن الإسراف في "المادية" بصورتها البهيمية؛ والمتأطّرة مكانياً بجغرافية مختلفة عن ثقافتنا وتقاليدنا وانتماءنا.
وهذا يفرض مسؤولية قصوى على "المبصرين"، من العلماء والباحثين والمفكرين، الذين لم يُبتلوا بعقدة التبعية العمياء والانجرار خلف القطيع، ولم يفقدوا قدرتهم على النقد الممنهج وما زالوا أحراراً من ربقة العبودية المعرفية والتبعية الفكرية والايديولوجية الشاذة.
يرى هؤلاء " المبصرون" أنّ الاتباع المبني على دراية وعلم ومعرفة، وخطّة واضحة لقائد شريف الفعل، نزيه وعفيف، هدفه المعالي، وعزيمته كالجبال؛ هذا اتّباع بالمعروف وهو عين الصواب واسوة حسنة؛ وهي خطة كفيلة بإخراج الأمة من عنق الزجاجة!.
في فترة مستمرة منذ سقوط آخر خلافة إسلامية، أصبحت منطقة الشرق الأوسط حقلاً لممارسة "الدعارة الايديولجية"، تحت مسمى الانفتاح الثقافي والسياسي والاجتماعي، كان رواد هذه الفترة مفكرون وساسة ورجال دجل، مُلوثوا الفكر مضطربوا الهوية والتبعية.
هذه التبعية المبنية على ضبابية الهدف و رداءة السعي، حافلة بالانجرار خلف مجاهيل النوايا والأهداف، هي بالتأكيد تبعية عمياء وضلال كبير واهلاك للنفس والجماعة.
لهذا حري بنا كمسلمين "مبصرين"، أن نكون قادة الرأي وقادة التحرر من قيود الذل والإذلال. حريٌ بنا أن نسعى على نور وبينة وبصيرة من أمرنا. فقد شرع لنا الذي خلقنا ﷻ، الكفر بما هو دونه، لكي نكون في أحسن اتباع لهُ ولدينه، ويزيدنا شرف أن لنا اسوة بـ قائد عظيم الفعال، كريم المقام وصادق المقال ﷺ.