- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
75% من مدينة غزة وربع خان يونس أراض قاحلة.. آثار الدمار بصور الأقمار الاصطناعية
75% من مدينة غزة وربع خان يونس أراض قاحلة.. آثار الدمار بصور الأقمار الاصطناعية
- 22 ديسمبر 2023, 3:19:30 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سلطت صحيفة "فايننشال تايمز" الضوء على تحليل صور الأقمار الاصطناعية لقطاع غزة بعد أكثر من 76 يوما على عدوان إسرائيل الوحشي على القطاع، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال نفذ واحدة من أكبر حملات القصف في التاريخ على القطاع الصغير، ومنع الصحفيين الأجانب من الوصول إليه، ما جعل صور الأقمار الاصطناعية وبيانات الرادار الطريقة الوحيدة الموثوقة لتقييم مدى الضرر الذي لحق بالقطاع المحاصر منذ 17 عاما.
وذكرت الصحيفة البريطانية، في تقرير أن دمج تحليل صور الأقمار الاصطناعية مع تقييمات الأضرار التي أجراها باحثون في مركز الدراسات العليا بجامعة مدينة نيويورك وجامعة ولاية أوريغون يظهر بوضوح كيف أدى التوغل الإسرائيلي إلى جعل شمال غزة غير صالح للسكن فعلياً.
وأضافت أن القوات الإسرائيلية انتقلت للحرب على جنوب القطاع، خاصة مدينة خان يونس، وقد بدأ الضرر بالفعل يشبه حملتها في الشمال، إذ حول أغلب المركز السكاني في غزة إلى أرض قاحلة.
وأشار التقرير إلى أن مدينة غزة كانت هي المحور الأولي للغزو الإسرائيلي، وحتى قبل دخول قوات جيش الاحتلال إلى المدينة الشمالية، التي وصفتها إسرائيل بأنها قلب الآلة السياسية والعسكرية لحماس، دمرت حملة قصف متواصلة مساحات واسعة من المركز التجاري الذي كان مزدهرا.
ومن أجل السيطرة العملياتية، طوّقت القوات الإسرائيلية المدينة من الجنوب، ثم توغلت في مواقع منفردة مثل مستشفى الشفاء، وحي الرمال الراقي نسبيًا، ومخيمي الشاطئ وجباليا للاجئين.
وكانت تحركات مشاة الجيش الإسرائيلي مسبوقة بوابل متدحرج من "القنابل الغبية" غير الموجهة بدقة، يتراوح وزن كل منها بين 1000 رطل و2000 رطل، ما أدى إلى تدمير مباني المدينة.
وأعقب ذلك قتال من مسافة قريبة، حيث طلب الجنود الإسرائيليون شن غارات جوية دمرت ما يصل إلى ثلاثة أرباع مدينة غزة، بحسب الصحيفة البريطانية، مشيرة إلى أن الضرر الأكبر وقع في مخيمات اللاجئين ووسط المدينة وكذلك حول مستشفى الشفاء وميناء غزة.
ومع استمرار القتال في الشجاعية، أظهرت مقاطع فيديو للجيش الإسرائيلي وصور على وسائل التواصل الاجتماعي وصحفيون فلسطينيون مناظر طبيعية مدمرة خالية من السكان.
وفر جزء كبير من سكان شمال غزة إلى الجنوب بعد أن أمرهم الجيش الإسرائيلي بالإخلاء، مع ما يقدر بنحو 1.8 مليون شخص نزحوا بالقرب من الحدود مع مصر.
وأرسل الجيش الإسرائيلي الدبابات من مكان قريب من الشجاعية، واتجه جنوبا نحو خان يونس، فيما قصفت القوات الجوية الإسرائيلية ثاني أكبر مدينة في القطاع في الأيام الأخيرة.
وكانت خان يونس، بشوارعها المزدحمة وشوارعها الضيقة، قد ازدحمت في البداية بالفلسطينيين النازحين، الذين تم تحذيرهم بعد ذلك بالتوجه جنوبًا، ووصف الجيش الإسرائيلي القتال في خان يونس بأنه أعنف قتال واجهه حتى الآن.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أرسلت إسرائيل لواء آخر، يتكون من بضعة آلاف من الجنود، لدعم تقدمها نحو المدينة التي نشأ فيها كبار قادة حماس.
وقال الأميرال، دانييل هاجاري، عندما تم نشر اللواء يوم الثلاثاء: "نحن نكثف العملية في خان يونس ونعمقها".
وتظهر صور الأقمار الاصطناعية أن خان يونس تعرضت لأضرار إجمالية أقل من مدينة غزة الشمالية، لكن أكثر من 25% من مبانيها تضربت أو دمرت حتى الآن، والرقم آخذ في الارتفاع بسرعة.
وزعمت الصحيفة البريطانية أن حلفاء إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا، يضغطون على الجيش الإسرائيلي لاتخاذ نهج أكثر دقة في الاستهداف العسكري، مع قيام فرق صغيرة من القوات الخاصة بتنفيذ غارات في الجنوب، بدلا من حملات قصف واسعة النطاق.
ومن غير الواضح متى ستخفض إسرائيل كثافة عمليتها القتالية، إذ رفض وزير الجيش، يوآف جالانت، تقديم جدول زمني لهذا التحول خلال اجتماع عقد مؤخرا مع وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن.
وأشار جالانت إلى أنه مع سيطرة القوات الإسرائيلية على المزيد من أجزاء القطاع، قد يُسمح لبعض المدنيين بالعودة إلى منازلهم، لكن صور الأقمار الصناعية والرادار تظهر أنه لم يتبق سوى عدد قليل من المنازل ليعودوا إليها.