19 مارس2011

profile
د.محمد دوير باحث فلسفي
  • clock 21 مارس 2021, 2:25:21 ص
  • eye 1270
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

هو اليوم الأكثر دلالة في تاريخ الثورة المصرية بعد يوم 25 يناير نفسه.

وتكمن دلالته في عدة محاور :

1- فلسفيا يمكنني أن أعتبره حالة السلب الكبري التي تتضاد مع يوم 25 يناير 2011، الذي يمثل حالة الايجاب كنقطة انطلاق للثورة.

2- كشف بوضوح عن تحالف الاطراف الثلاثة للثورة المضادة المصرية ( المجلس العسكري - الاسلام السياسي بشعبتيه الاخوان والسلفيين - رجال مبارك ابتداء من الصف الثاني منهم ) وهو التحالف الذي انجز مهمة التصويت علي التعديلات الدستورية ثم تفكك بعد ذلك، ووصل التفكك الي قمته في 30 يونيو.

3- تبلور في نتائج هذا اليوم - 19 مارس - حجم وقدرات الثورة الحقيقية، حيث حصل الجناح المؤمن بالثورة علي 4 مليون ومائتي ألف صوت، في مقابل 18 مليون صوت للثورة المضادة.. وكان يجب أن تسعي قوي الثورة بما تملكه من حجم جماهيري معقول ( 4 مليون صوت ) الي بناء تصور للمضي قدما في استكمال مهام الثورة..وخاصة وأن أول انتخابات رئاسية تمت حصل مرشحو الثورة علي ما يقارب 6 مليون صوت، ومعني ذلك أن قوي الثورة كانت قادرة علي تحقيق مزيد من التقدم.

4- كشف يوم 19 مارس عن مدي انتهازية قوي الثورة المضادة، وتعاملها مع حالة السيولة الجماهيرية بوصفها صيد ثمين لا يجب التفريط فيه أبدا، ولذلك تم تسخير كل امكانيات الدولة المصرية حتي استخدام الجنة والنار في الموضوع ، لكي يمكن الحفاظ علي عدم تمدد الروح الثورية الي المدن الصغري والقري المصرية.

5- ابتداء من 19 مارس ليلا، بدأ كل طرف من أطراف الثورة المضادة يعيد ترتيب أوراقه، ويحدد مهامه الجزئية، التي تتعارض غالبا مع مطالب الثورة الشعبية..ولذلك يمثل هذا اليوم قيمة عظمي،لهؤلاء الذين لا يؤمنون بالشعوب، فهو اليوم الذي وضع حجر الاساس للاسلام السياسي لكي يصل الي مقعد الرئاسة، وهو أيضا اليوم الذي اطمئن فيه المجلس العسكري أنه أخرج القوي الثورية من اللعبة، واختار لنفسه حليفا يمكن السيطرة عليه والتحكم فيه.

6- لم تسطع القوي الثورية أن تتعامل بنضج كاف مع نتائج هذا اليوم، وتجاهلت أثاره المحتملة، واستسلمت لفكرة الثنائية بين العسكر والاسلاميين، واصبح كل تفكيرها هو إلي أي من الطرفين يمكن أن تنحاز..وفرطت بصورة غريبة في امكانية طرح نفسها كمعادل موضوعي ثوري لطرفي الثورة المضادة.


19 مارس 2011.. أحد أسوأ الأيام في تاريخ الثورة المصرية.

التعليقات (0)