- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
يوآف ليمور بكتب في "إسرائيل اليوم": إلّا وقـــــف الحـــــــرب
يوآف ليمور بكتب في "إسرائيل اليوم": إلّا وقـــــف الحـــــــرب
- 8 فبراير 2024, 9:36:13 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ردّ "حماس" الذي نقل، أول من أمس، إلى الوسطاء القطريين والمصريين كان متوقعاً. فقد وضعت المنظمة فيه مستوى عالياً جداً لموافقتها على صفقة لتحرير المخطوفين.
سيكون هناك من يرى في ذلك نهاية مطلقة: "حماس" لا تريد أن تبدو كمن تفجر المفاوضات بنفسها (وأساساً لأنها تحتاج إلى الوسطاء، وكذا إلى الأميركيين والأوروبيين)، لهذا فقد وضعت شروطاً من الواضح أن إسرائيل لن تتمكن من الاستجابة لها.
أملت بأن ترد إسرائيل بالرفض وهكذا يكون بوسعها أن تتهمها بإفشال الخطوة وبمواصلة القتال – بما في ذلك بالتداعيات الإقليمية التي ذكرها، أول من أمس، رئيس الوزراء القطري.
كما يمكن رؤية الأمور بشكل مختلف: "حماس" وضعت مقترحاً للبدء. عالياً جداً، صحيح، لكن في هذه المرحلة لم تكسر الأواني. بعد أيام طويلة على الانتظار، جاءت إلى الملعب، وأوضحت أنها مستعدة للحديث. الآن، المفاوضات تبدأ. ستكون فيها ارتفاعات وأساساً هبوطات،
وستكون فيها لحظات صعبة وأساساً قرارات صعبة. في السطر الأخير، هذا ممكن، إذا أخذنا بالحسبان الموافقة على الشروط.
في هذه اللحظة يبدو أن الفجوات بين الطرفين أوسع مما يمكن الجسر بينها. "حماس" تطالب على الأقل بثلاثة شروط لا يمكن لإسرائيل أن تقبلها: الأول، الوقف التام والشامل للقتال، أو على حد تعبيرها: "إنهاء العدوان على شعبنا". الثاني، رفع الحصار عن القطاع، أي إعطاء إمكانية لإعادة تعاظم قوة "حماس". والثالث، إعمار دولي، أي ضمانات للحفاظ على حكم "حماس". وبعد كل هذا، تبدأ المفاوضات على تحرير المخطوفين، الذي في إطاره ستطالب "حماس" بتحرير بالجملة سجناء أمنيين، بمن فيهم الكبار والخطيرون.
إسرائيل لن توافق بالطبع على الشروط الجارفة التي طرحتها "حماس". الشروط الثلاثة الأولى تتناقض تناقضاً مطلقاً مع واحد من الأهداف المعلنة للحرب – تقويض حكم "حماس" (بما في ذلك تصفية زعمائها) والمسّ الشديد بقدراتها العسكرية. لقد سبق لإسرائيل أن أوضحت أنها حتى لو وافقت على وقف نار مؤقت في إطار القتال، فإنها ستستأنفه إلى أن تحقق أهدافها، بما في ذلك تصفية قيادة المنظمة. لكن إسرائيل ستكون مستعدة للبحث في التفاصيل. في مدة وقف النار بالقطاع، في كمية المساعدات التي تدخل إلى غزة، وبالطبع في كمية وهوية السجناء الذين يتحررون مقابل المخطوفين. كما يمكن الافتراض أن هذا ما سيحصل الآن: إذا لم تسارع إسرائيل إلى تفجير المحادثات لأهداف حزبية داخلية، سيبدأ حوار متصلب يراوح بين القدس، غزة، الدوحة، القاهرة، واشنطن ويبدو أيضاً أن عواصم أخرى مشاركة في الاتصالات.
في هذا الزمن تعتزم إسرائيل الضغط على الغاز. فقد قرر الجيش هذا الأسبوع تمديد العملية بخان يونس في محاولة لجباية أثمان إستراتيجية من المنظمة وقيادتها. ولعل هذا يشرح تصريحات وزير الدفاع أن السنوار في حالة فرار متواصلة وإن كان الخط المتصلب الذي يفهم من جواب "حماس" يدل على أنها لا تزال لا تشعر بأن ظهرها إلى الحائط. يخيل أنه مطلوب جهد إضافي، زمن ووساطة إلى أن يكون ممكناً التقريب بين مواقف الطرفين. ولا يزال، رغم شارة الثمن العالية، من المهم الإبقاء على الخطوط مفتوحة والمفاوضات فاعلة، ولو لأجل الواجب الأخلاقي الحقيقي الذي لإسرائيل تجاه المخطوفين. فقد تركوا لمصيرهم مرة واحدة، وعلى الدولة أن تبدي استعداداً حقيقاً لأن تقلب كل حجر في محاولة إعادتهم إلى الديار.