- ℃ 11 تركيا
- 9 نوفمبر 2024
يلمان زين العابدين اوغلو يكتب: الزلزال والقوه الوطنيه والمخاطر
يلمان زين العابدين اوغلو يكتب: الزلزال والقوه الوطنيه والمخاطر
- 11 فبراير 2023, 4:05:21 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الالام القاهره والدمار الساحق ،ان لم تتعامل معها وتدار بالحكمه الكامله قد تشكل تهديدا وجوديا . ان الزلزال الذي تعرضت له عدة محافظات في جنوب تركيا بتأريخ ٦ شباط ٢٠٢٣ يجب ان تدرس بدقه متناهيه في جوانب الاستقرار الوطني،المعنويات الجماهيريه ،قيم الثقه والاراده الوطنيه والتي تشمل عناصر الاقتصاد ،التغير الديموغرافي ،الجغرافيه والقوى العلميه والتكنولوجيه .ان الزلزال الذي ضرب ١٠ مدن في تركيا هو الاكثر تدميرا في هذا القرن وحسب المختصين حدثت تصدعات في ثلاثه صفائح ارضيه التي ادت الى التصدعات والانكسارات السطحيه التي تجاوزت مسافتها ٥٠٠ كيلو متر مربع .هذا الزلزال الذي حدث في جنوب الاناضول اشد تدميرا من الزلزال الذي حدث في سنه ١٩٩٩ والذي ضرب انذاك مناطق كوجلوك، ادابازاري و دوزجه وحسب المصادر ان هذا الزلزال تفوق في قوته ٦٠ مره عن قوة القنبله الذريه التي ضربت هيروشيما . بالاضافه الى الانهيار والدمار في مناطق الزلزال والذي خلف عشرات الاف من الضحايا بين (القتلى والجرحى والمفقودين )وان التقلبات المناخيه من البرد القارص وحتى في وضح النهار كانت لها عناء وثقل كبير في جعل الاوضاع اكثر تأزما وصعوبة في انتشال الضحايا وعرقله جهود فرق البحث والانقاذ حيث ان تركيا تواجه صراعا مع الطبيعه في مساحات شاسعه التي تضم ١٠ مدن التي تبلغ نفوسها اكثر من ١٣ مليون نسمه ورقعتها الجغرافيه تقدر بمئه الف كيلومتر مربع وملايين من المباني . هذا الحجم من الدمار والالام والانهيار في البنى التحتيه لايمكن ان يعالج إلا بالتعبئة الشعبيه والتعاضد والتكاتف والتضامن .ومن هنا تظهر اهميه التفوق والتحدي والتصدي والنضال من اجل تفادي وتجنب التهديدات الناتجه من الكارثه كالفراغ الامني واستغلال الواقع الكارثي الجديد. ومن جانب اخر في الوقت الذي تواجه تركيا الزلزال المميت وابناء من الشعب التركي يصارعون الموت تحت الانقاض وا المواطنين في المناطق المنكوبه البرد القارص في الخيم وبدون مأوى يجب ان لايستغل الوضع الراهن قبل الانتخابات والمزمع اجرأها في ايار المقبل للمنافسه السياسيه والدعايه الانتخابيه والخصومات السياسيه .
ولايخفى على احد استجابة الشعب التركي السريعه والفاعلة التي اظهرت قوه الوحده الوطنيه والتكاتف وروح التضامن لتجاوز هذه الازمات . ويمكن القول بان الشعب التركي اصبح نموذجا رائعا للتضامن والتكاتف يحتذى به. فمنذ اللحظات الاولى من الكارثه احتشد ابناء الشعب التركي في مراكز المساعدات المخصصه لتقديم التبرعات العينيه والنقدية حيث تشكلت فرق لتوزيع هذه المساعدات الى المناطق المنكوبه .وكذلك للمؤسسات الرياضيه كانت لها نصيب كبير في تقديم المساعدات من خلال النوادي الرياضيه (فنر باغجه، غلطه سراي ،بيشك طاش). هذا ان دل على شئ فانما يدل على الشعور بالمسؤوليه في التضامن والتكاتف . كما شارك الجيش التركي ،الشرطه التركيه والجندرمه التركيه مع فرق الانقاذ ليكون لهم العون في تجاوز هذه المحنه.وعلى الكتل السياسيه ان تنتهج سياسه الوحده الوطنيه لتلائم الشعور الوطني مع الشعب التركي.لان الدوله اذا ما عجزت في اداره الكوارث والمخاطر فانها تقع في حضن الدول المهيمنة وقد تؤدي الى انهيار السياده الوطنيه.لنتذكر الزلزال الذي حدث في سنه ١٩٩٩ والذي اسفر عن وفاة عشرات الالاف بالاضافه الى الخسائر الاقتصاديه التي بلغت ٢٥ مليار دولار .واستمرت الصدمه الناتجه من هذا الزلزال عدة سنوات .وكنتيجة لهذا الزلزال دخلت البلاد في كساد اقتصادي وحدثت ازمه في العمليه السياسيه انذاك .ولاخذ العبر من الدروس الماضيه يجب التمركز حول بؤره المعضله لحلها سياديًا((ونقصد بذلك عدم السماح للدول الكبرى بالتدخل في الشأن الاجتماعي والسياسي التركي بذريعة المساهمه في عمليات الانقاذ))