- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
يسري عبد الغني يكتب : إختفاء صاحب حمام الملاطيلي
يسري عبد الغني يكتب : إختفاء صاحب حمام الملاطيلي
- 6 يونيو 2021, 3:37:12 ص
- 812
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
اختفاء غامض...!!!!!
في مصر هناك نموذج صارخ لحالة النسيان المريب، ففي وقت من الأوقات كان هناك روائي اسمه «إسماعيل ولي الدين» يعد صاحب ظاهرة الأكثر مبيعاً، فكانت رواياته تنافس ما يكتبه محفوظ، وما إن ينتهي من كتابة عمل أدبي، حتى يتحول إلى شاشة السينما، أفلام كثيرة مأخوذة عن رواياته، ورغم هذا ضاعت كل محاولات البحث عنه سدى؛ لكن جريدة «أخبار اليوم» نشرت حواراً معه، وكان السؤال الأهم: لماذا اختفيت طوال هذه الفترة؟
قال: لن أحاول أن أفلسف الأمر، كل ما هنالك أن طاقتي الإبداعية نفدت، وكانت تقل شيئاً فشيئاً، فروايتي «حمام الملاطيلي» تبلغ صفحاتها 77 وهي مخطوطة، في حين تعد «الأقمر» 66 صفحة، أما «حمص أخضر» فلا تستغرق سوى 35 صفحة، إذن كل رواية يقل عدد صفحاتها شيئاً فشيئاً، أي أن الطاقة تنفد على مراحل حتى صرت لا أقدر على أعباء الكتابة، إضافة إلى أنني أُحلت إلى المعاش عام 1998 وصرت متقاعداُ، لا أحتك بالواقع، ولا يفور عقلي كما اعتدت، أثناء فترة العمل كمهندس معماري، التي كانت تتطلب الحركة الكثيرة، وكان هذا يؤدى إلى تنشيط العقل.
يضيف ولي الدين: روايتي «شجرة العائلة» كانت من ضمن الأسباب التي دفعتني إلى الانسحاب، فقد كتبتها في أربع سنوات، وأحداثها تدور ما بين عامي 1952 حتى 1982؛ حيث إنها رواية تسجيلية تختزل تاريخ هذه العقود الطويلة في خمسة أجزاء، وكنت أجمع الصحف والمجلات الصادرة في تلك الفترة من أجل توثيق الأحداث، ما كان يضطرني إلى الجلوس يومياً لمدة أربع ساعات للكتابة، وبعد هذا الجهد رفض الناشر إصدارها، معتذراً بأن هذه الفكرة لن تبيع، ولأنني مصر على أن يحتوى نصي على طين الواقع، قررت ألا أمسك بالقلم، لأنني غير قادر على الغوص كما تعودت دائماً.
كل هذه الأسباب لا تحمل تفسيراً مقنعاً لاختفاء الرجل، ومن ثم نسيانه، حتى أن الكاتب إبراهيم عيسى وصف الأمر قائلاً: «إسماعيل ولي الدين اختفى فجأة، وكأنه تبخر، على الرغم من أنه الكاتب الأكثر مبيعاً في مصر والأكثر شهرة، فمنذ فترة السبعينات (من القرن الماضي) وهذا الرجل حين يكتب ينتشر وينجح وتصبح رواياته محل جدل ونقاش واهتمام يزامله ظهور سينمائي، ثم حدث الاختفاء، الذي لم يكن يوماً قريناً للفشل؛ لكن سر اعتزاله يحمل غموضاً لم يكشف عنه.