- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
يديعوت: رغم انتقاد المعارضة.. ما مدى صوابية سياسة غانتس بلقائه محمود عباس؟
يديعوت: رغم انتقاد المعارضة.. ما مدى صوابية سياسة غانتس بلقائه محمود عباس؟
- 31 ديسمبر 2021, 6:09:53 م
- 607
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يديعوت - بقلم: يوفال كارني
"استمر اليمين وبنيامين نتنياهو في الحكم 12 سنة على التوالي. وفي هذه السنوات لم يلغوا اتفاقات أوسلو، ولم يقطعوا الصلة مع الزعامة الفلسطينية في الضفة، ولم يعرفوا السلطة الفلسطينية ككيان عدو أو إرهاب. كما أن نتنياهو لم ينفذ الوعد الانتخابي المركزي له عشية انتخابات 2009: إسقاط حكم حماس. دعكم. فالأمور التي ترى من الخارج (أو من موقف المعارضة) ترى بشكل مختلف من مكتب رئيس الوزراء أو من مكتب وزير الدفاع في “الكريا”.
على خلفية هذه الأقوال، ثمة انطباع بأن انتقاد نتنياهو واليمين للقاء غانتس أبو مازن هو مسرحية سخيفة من الازدواجية الأخلاقية. فقبل أن يتمكن رئيس السلطة الفلسطينية من العودة إلى مكتبه في رام الله، فإذا بالليكود (أي نتنياهو) قرر بأنه لقاء خطر على دولة إسرائيل. “حكومة بينيت الإسرائيلية – الفلسطينية، تعيد أبو مازن والفلسطينيين إلى جدول الأعمال”، قال نتنياهو. “تنازلات خطيرة على أمن إسرائيل ليست سوى مسألة وقت. حكومة بينيت – ساعر – لبيد خطيرة على إسرائيل”.
لم يلتق رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، وزير دفاع إسرائيل غانتس ليدفع المسيرة السياسية (وهي مسألة جديرة ببحث منفصل)، بل ليبحث في مواضيع أمنية، ولبابها التعاون بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وأجهزة أمنهما في الضفة. هذه مصلحة إسرائيلية صرفة، ويشهد على ذلك رؤساء جهاز الأمن، الشاباك والجيش الإسرائيلي. لا أحد يوهم نفسه: أبو مازن والفلسطينيون لا يحبوننا، هم يقاتلون ضدنا في الساحة الدولية، ودفع الأموال لعائلات المخربين تثير الحفيظة وتغلي الدم. ومن بين الإمكانات التي لدى إسرائيل في مناطق الضفة (السلطة الفلسطينية وحماس أو الفوضى التامة) يظل التعاون مع أبو مازن الإمكانية الأقل سوءاً. “سنواصل منع الإرهاب”، قال أبو مازن لغانتس. ينبغي أن نتذكر: أجهزة الأمن تساعد في إنقاذ الإسرائيليين الذين علقوا بالخطأ في مناطق “أ” والمدن الفلسطينية. وبالأساس، التنسيق الأمني مستمر. أما نتنياهو بالذات فقد صادق في الماضي على لقاءات مسؤولين في حكومته مع أبو مازن. هو الآخر لم ينجح في تغيير رأي أبو مازن أو يجعله محباً لصهيون.
هناك لحظات تكون فيها حاجة لتحمل المسؤولية وأخذ اعتبارات سياسية وأمنية بالحسبان، حتى من صفوف المعارضة. ليس كل شيء سياسياً. فنتنياهو نفسه تصرف بالطريقة ذاتها في أثناء سنوات توليه منصب رئيس الوزراء: فقد تعانق وتبادل القبل مع ياسر عرفات؛ ونتنياهو وعقيلته دعوا بود أبو مازن إلى بيتهما (نعم، ناكر الكارثة الشهير إياه)؛ نتنياهو إياه أدار مفاوضات مع حماس، بدلاً من إسقاط حكم حماس كما وعد. ليس لأن نتنياهو استسلم للإرهاب أو لحماس؛ فقد أدرك البدائل وكيف ينبغي التصرف في حارتنا المجنونة. عندما تغيرت قاعدة نتنياهو السياسية امتنع عن اللقاء مع أبو مازن، لكنه حرص دوماً على إيصال المبعوثين إليه: مرة رئيس الشاباك، ومرة أخرى وزراء في حكومته.
إن محاولة جني ربح سياسي من لقاء سياسي – أمني هي محاولة بائسة. ففي غياب مسيرة سياسية أو أفق سياسي، فإن إسرائيل ملزمة بالمحافظة على الأقل على قناة حوار مع الفلسطينيين. حتى لو كانت المعارضة في موقف مهاجمة، ووزراء اليمين في الائتلاف يلوكون بألسنتهم، فإن غانتس قام بالخطوة الصحيحة. حتى لو لم تكن شعبية.