هل تشارك مصر والإمارات في قوة أمنية في غزة بعد الحرب؟.. خبراء يجيبون

profile
  • clock 1 يوليو 2024, 12:22:30 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، نقلا عن وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، إنه أبلغ نظراءه خلال زيارته الأخيرة لمنطقة الشرق الأوسط بأن مصر والإمارات مستعدتان للمشاركة في قوة أمنية في غزة بعد الحرب.

وبحسب الصحيفة فإن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين مطلعين، أكدوا أن بلينكن أبلغ إدارته بأنه تلقى دعما من القاهرة وأبو ظبي لإنشاء قوة ستعمل جنبا إلى جنب مع ضباط فلسطينيين محليين، جاء ذلك خلال زياراته إلى قطر ومصر وإسرائيل والأردن قبل أسبوعين.

ويرى سليمان بشارات الباحث في مركز يبوس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية أن الصمت العربي إزاء هذه التصريحات يضع إشارة استفهام، إما إن كان هناك فعلا أخبار من هذا القبيل والمواقف العربية الرسمية ترفض التعليق عليها حتى لا تقع بالحرج وحتى لا يظهر انها متعاطية ومتعاملة مع الطرح الإسرائيلي الأمريكي قبل نهاية الحرب وعدم ظهور نتائجها، وإما أنه فعلا هذه أطروحات وتصورات أمريكية إسرائيلية لكنها حتى هذه اللحظة لم تلق قبولاً ورواجاً عربياً ولكن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل بنشرها في محاولة لإحراج الدول العربية الإقليمية والزج بها بشكل أو بآخر للقبول بمثل هذه التصورات هذه نقطة.

وأكد بشارات في حديثه لـ"قدس برس"، أن الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال الاسرائيلي حتى هذه اللحظة فشلا في امكانية تطبيق أي نموذج من النماذج التي حاول أن يقدماها على أنها بديل عن إدارة قطاع غزة عن ادارة حركة "حماس" والمقاومة الفلسطينية لقطاع غزة فلم يتمكن من تشكيل مرجعية إدارية لتوزيع المساعدات من العشائر والقبائل الفلسطينية في قطاع غزة كما حاول ان يروج لها.

كما فشل في صياغة جسم يرتبط بالسلطة الفلسطينية في قطاع غزة وإمكانية أن يكون هو نواة أساسية لإدارة القطاع وسرعان ما بدأ الاحتلال الاسرائيلي يتحدث عن عكس ذلك، في ظل الخلافات والصراعات الداخلية بين رئيس الحكومة والأحزاب اليمينية المتطرفة.

ويرى بشارات أن حديث الاحتلال عن قوات عربية أو اقليمية لإدارة قطاع غزة في مرحلة معينة يهدف إلى الإيهام بقدرته على فرض واقع جديد على قطاع غزة رغم أن الواقع في الميدان يثبت عكس ذلك.

وحذر من أن الاحتلال ومن خلفه الولايات المتحدة يريد دائما أن يجعل المواطن الفلسطيني يشكك بتضامن الشارع العربي والمجتمع العربي وحتى الأنظمة العربية بغض النظر عن الأنظمة العربية المقربة من الانظمة الغربية.

ويستبعد بشارات أن تذهب أي دولة أو أي طرف عربي أو إقليمي للزج بنفسه في أي معادلة أو ادخال قوات تابعة لها إلى الأراضي الفلسطينية أو قطاع غزة ما لم يكن هناك توقف للحرب وظهور تام لنتائجها لأن 9 شهور من هذه الحرب أوصلت قناعة ليس فقط للأطراف العربية والإقليمية بل أيضا للولايات المتحدة الأمريكية ولإسرائيل أن المقاومة الفلسطينية هي ما زالت حاضرة وقوية ويمكن لها أن تناور وتواجه الاحتلال الاسرائيلي في الميدان ويمكن لها أن ترفض أي معادلة جديدة يمكن أن تفرض عليها.

بدوره أكد الباحث والمحلل السياسي ساري عرابي أن هذه الأفكار ليس من السهل أن تطبق الآن دون وجود إطار سياسي، وهذا الإطار السياسي لا يوافق عليه نتنياهو ولا توافق عليه حكومة نتنياهو الحكومة الاسرائيلية الحالية التي هي أصلا حكومة ضد المسار السياسي.

وأضاف في الواقع يصعب على هذه الدول أصلا أن توافق على مقترح من هذا النوع دون وجود إطار سياسي يسهل لها مهمة من هذا النوع وإلا سوف تبدو هذه الدول وكأنها عاملة وخادمة لجيش الاحتلال الإسرائيلي هذا أولا.

وأضاف أن العائق الثاني أمام فكرة من هذا النوع هو أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ما تزال صامدة وما تزال قادرة على الفعل والتأثير ولا أعتقد أنه من السهل على هذه الدول أن تدخل الى قلب قطاع غزة لتنفذ مهمات بصفتها وكيل عن الاحتلال الإسرائيلي. مؤكدا أن المقاومة ما تزال تقف على أقدامها ولا يوجد حالة فراغ داخل القطاع في ظل ثبات المقاومة.

وحذر عرابي أن الاحتلال والولايات المتحدة يراهنان على استنزاف حركة حماس والمقاومة من خلال ما يسمى الانتقال الى المرحلة الثالثة من خلال انغماس جيش الاحتلال أكثر داخل التجمعات السكنية واستخدامها كدروع بشرية تحميه من استهداف المقاومة ويتحول إلى مبادر وفاعل من خلال العمليات المركزة الاقتحامات أو الاغتيالات أو القصف الجوي.

وأشار إلى أن هذه المرحلة قد تطول في الحقيقة ومن ثم هذا قد يحول الحرب أيضا إلى استنزاف وعبء على جيش الاحتلال الاسرائيلي ويرى أن كل هذه الأفكار المقدمة حتى الآن هي أفكار غير قابلة للتطبيق على الأقل بالمدى القريب.
 

المصادر

قدس برس

التعليقات (0)