-
℃ 11 تركيا
-
5 مارس 2025
هادي جلو مرعي يكتب: سياسيون وناشطون.. ماذا يريدون بإدعاء القرب من أمريكا؟
هادي جلو مرعي يكتب: سياسيون وناشطون.. ماذا يريدون بإدعاء القرب من أمريكا؟
-
4 مارس 2025, 10:28:34 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
هادي جلو مرعي يكتب: سياسيون وناشطون.. ماذا يريدون بإدعاء القرب من أمريكا؟
يحق للسيد أبو علي الشيباني مقاضاة عدد من السياسيين بدرجة رئيس وزراء ونواب وسياسيين من مدعي الإستقلالية وناشطين وطامحين للعب دور ما في المرحلة المقبلة، وممن لديهم طموح لتولي المنصب التنفيذي الأرفع، فهولاء يتقمصون وبجرأة متناهية دور أبو علي الشيباني في قراءة المرحلة المقبلة التي تنتظر العراق، والتطورات والاحداث الصادمة التي يمكن أن تطبع الفترة القريبة المقبلة خاصة أولئك الذين يتنبؤون كل خمس دقائق بحصول التغيير الشامل وسقوط النظام السياسي ودخول القوات الأمريكية إلى العراق وقلب المعادلة السياسية رأسا على عقب، والأدهى من ذلك إن غالب هولاء يبعث مؤشرات على قربه من مراكز صناعة القرار في واشنطن، وبعضهم متهمون بسرقة المال العام ثم الهرب الى الولايات المتحدة الأمريكية.
ويهاجمون القوى السياسية المتهمة بالقرب من إيران، ويستقوون بأمريكا التي لايبدو أنها مهتمة كثيرا بتحقيق مصالح فردية، أو فئوية بقدر رغبتها في تغيير معادلة الصراع أكثر، وبديناميكية أسرع، ولاتخفي إدارة ترامب وفي هذا السياق دعواتها لفك الإرتباط بإيران، والإمتناع عن إستيراد الغاز والكهرباء من الجارة الشرقية، والتوجه بدلا من ذلك الى الدول الحليفة لواشنطن، مع الأخذ بنظر الإعتبار إن واشنطن لم تعد تعترف لا بخليفة ولاحليفة، ولاتميز بين الحاء والخاء، فضرباتها تقع على الرؤوس على قاعدة إنت وحظك، وهي تريد تغييرات كبيرة في هذا الإتجاه لكن هذا لايعني قلب النظام السياسي بالكيفية التي يتبناها ناشطو السوشيال ميديا، والطامحون الى المناصب الرفيعة. فواشنطن حريصة على دعم توجهات الحكومة العراقية، ولكن وفقا لإشتراطات معينة من بينها مساعي محاربة الفساد، وتحجيم نفوذ لاترغب به الولايات المتحدة، والحكومة من جانبها تفعل ماعليها وفقا للمصلحة، وليس وفقا لمعادلة النفوذ، وهي تسعى حتما لتحرير القرار العراقي من التبعية للخارج والإرتهان للسياسات التي لاتلتقي ومصلحة العراق.
تمضي الشهور، وتتطاول، وتتعاقب السنوات، ويظهر كل يوم من يدعي قرب حصول شيء كبير وفقا لمزاج مخالف للمعتاد، وليس وفقا للمزاج الأمريكي الذي يذهب بإتجاه آخر، وقد ترى سياسيا، أو طامحا بمنصب رفيع، أو من حرم من ذلك يتسابقون عبر شاشات التلفاز، وفي سهرات رمضانية لطرح افكار لاتصمد أمام الواقع عن قضايا عدة تتعلق بالحكم والإدارة، والأمور العسكرية، وعلاقة القوى الفاعلة ببعضها، ودور الحكومات، وسوق التهم بكل إتجاه ممكن للإنتقاص من هذا الطرف، أو ذاك بحثا عن ظهور مميز، أو لإرسال إشارات لبعض المتخوفين من شيء ما، وهي إشارات الغرض منها التسويق الشخصي مع قرب الإستحقاق الإنتخابي، والسباق نحو النفوذ والمصالح، وترسيخ بعض الإنطباعات عن دور وعلاقات وتأثير هذه الشخصية التي تبحث عن إمتيازات ممكنة.
وللأسف فإن التعاطي الإعلامي يعتمد الإنتفاع، وليس إحترام القيم الأخلاقية والمهنية في التغطية الصحفية، ويتم الحصول على تصريحات، وإجراء حوارات مع هذه الشخصيات التي تدعي القرب من مراكز القرار في واشنطن، وهو كذب محض هدفه إبتزاز بعض قادة النظام السياسي المتخوفين من تقلبات مفاجئة، ودور أمريكي محتمل لتغيير في المعادلة السياسية ليحصلوا منهم على الحصانة القانونية، وتجنب الملاحقة القضائية خاصة الذين أتهموا بالفساد، وإستغلال المناصب، وكسب المزيد من الإمتيازات، وربما أوهمهم إنه قريب من الرئيس ترامب، ويستطيع التأثير عليه في جزئية محتملة.









